
مشاركة:
شدد الرئيس السوري بشار الاسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على التهدئة والحوار في ختام زيارتهما الى بيروت والتي استمرت ساعات
ودعيا الى تغليب المصلحة العليا على الفردية كما لفتا الى محاولة اسرائيل زعزعة استقرار لبنان.
بعض الوفاق العربي هبط في مطار بيروت، انها معادلة السين السين الشهيرة ترجمت بصرياً في مشهد تاريخي قد لا يتكرر، الملك السعودي جنباً الى جنب مع الرئيس السوري، … الجميع هنا يعلم ان لا وجود للعصا السحرية سوى في الاساطير، ما يعني حكماً التسليم بان السينين على توافقهما لا يمكن لهما اجتراح حلول سحرية لازمة لبنانية مستجدة… ومع ذلك بدا المشهد العربي الثلاثي جذاباً لجمهور الصحفيين المحتشدين في قصر بعبدا… جمهور تلقى حزمة من الشائعات المدروسة مع تأخر وصل القادة الثلاثة الى القصر الجمهوري لبعض الوقت، شائعات من عيار: انهم توجهوا الى بيت الوسط، السيد نصر الله هناك وسيعقد لقاء رباعي.
بأي حال وصول القادة الى قصر بعبدا شكل نفياً مباشراً لكل الشائعات، وبغياب مراسم التشريفات، بدات المحادثات الموسعة، التي تناولت سبل تعزيز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي في لبنان، على ما جاء في البيان الصحفي المشترك ، كما نوه القادة بالتطورات الايجابية التي حصلت على الساحة اللبنانية منذ اتفاق الدوحة واكدوا على استمرار نهج التهدئة والحوار وتعزيز الوحدة الوطنية ودرء الاخطاء الخارجية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية، كما اعلنوا عن تضامنهم مع لبنان في مواجهة تهديدات اسرائيل وخروقاتها اليومية لسيادته واستقلاله وسعيها لزعزعة استقراره، في اشارة غير مباشرة الى الدخول الاسرائيلي الفاضح على خط المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب، والتي بالمناسبة لم تُذكر صراحة في البيان المشترك.
المحادثات كان قد سبقها تبادل للاوسمة، وتوقيع في السجل الذهبي، وقد تلاها غداء تكريمي شارك فيها الى الوفود المرافقة، النواب والوزراء وكبار موظفي الدولة، واعضاء السلك الدبلوماسي، واذ لم يتخلل الغداء اي كلمة للرئيس سليمان، انتهى المشهد الى مغادرة الملك السعودي الى بيت الوسط للقاء رؤساء الطوائف ، في حين بدات جولة محادثات ثنائية جمعت كلاً من الرئيسين الاسد وبري، بالتزامن مع اجتماع اخر شارك عدد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم و المستشارة بثينة شعبان.
بعد ذلك عقد لقاء ثنائي اخر بين الرئيس سليمان والاسد خرج بعده الاخير ليؤكد ان الاجواء ممتازة وعظيمة.
هذا واكد مصدر في رئاسة الجمهورية ل"الوكالة الوطنية للاعلام" ان القمة الثلاثية "تبرز الدعم للبنان ولاستقراره ولاسس التوافق الوطني المستند الى الطائف واتفاق الدوحة وتبرز ايضا غيرة ومحبة وحرص على لبنان" مضيفا انه "سيتم التأكيد خلال القمة على دور اهمية العمل العربي المشترك والتضامن العربي وعلى الحل العادل والشامل والدائم استنادا الى المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت العربية عام 2002 كمرجعية ضمن شروط ومهل" واصفا هذه القمة بأنها "بالغة الاهمية ولها دلالات وانها تاريخية بكل المقاييس وان الاهم هو ما بعد هذه القمة وانعكاساتها على الوضع العربي والاجواء في لبنان".
كما أعلنت رئاسة الجمهورية أن أمير قطر سيزور لبنان عصر اليوم، وتستمر زيارته لغاية الاول من آب المقبل، «ويبحث مع الرئيس سليمان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة».
وكان الرئيس الأسد قد عقد والملك عبد الله جلسة مباحثات بعد ظهر امس، في قصر الشعب تناولت العلاقات الأخوية المميزة التي تجمع البلدين «ومسيرة التعاون البناء بين البلدين خلال الفترة الماضية إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والإرادة المشتركة لدى الجانبين لمواصلة هذه المسيرة والعمل معا لمواجهة تحديات الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة».
وأكد الجانبان في ختام المحادثات على «أن الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب ولا سيما في فلسطين المحتلة يتطلب من الجميع مضاعفة الجهود للارتقاء بالعلاقات العربية العربية والبحث عن آليات عمل تعزز التضامن وتدعم العمل العربي المشترك».
وجدد الجانبان التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية كضامن أساسي لحقوق الشعب الفلسطيني، وأشادا بالمواقف المشرفة التي اتخذتها تركيا لنصرة الفلسطينيين وكسر الحصار اللاانساني المفروض على قطاع غزة، مشددين على اهمية توحيد الجهود لمعاقبة اسرائيل على جريمتها النكراء بحق اسطول الحرية وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته والضغط على الاحتلال الاسرائيلي لرفع هذا الحصار الجائر فورا ووضع حد لممارساته الاجرامية والاستيطانية في الاراضي العربية المحتلة والتي تؤكد رفض اسرائيل للسلام ومتطلباته.
وحول العراق، اعتبر الأسد وعبد الله انه من الضروري تشكيل حكومة وطنية عراقية بأسرع وقت ممكن تضمن مشاركة جميع الاطياف السياسية وتحفظ عروبة العراق وأمنه واستقراره.
وقال مصدر سوري مطّلع، لـ«الأخبار» أمس، إن الاجتماعات التي تواصلت إلى ما بعد منتصف الليل بين الرئيس بشار الأسد والملك عبد الله، أرست «تفاهماً بين الجانبين على أمور كثيرة، ولا سيما ما يتعلق بحفظ الاستقرار في لبنان، وتثبيت نقاط التفاهم بين المجموعات اللبنانية واعتماد الحوار». وتوقع المصدر أن تكون هناك «انعكاسات إيجابية» لزيارة الأسد وعبد الله لبيروت على الوضع اللبناني العام.
وأوضح المصدر أن مجرد تأكيد زيارة الأسد وعبد الله معاً لبيروت، يعبّر عن وجود تفاهمات ضرورية لحفظ لبنان وإبعاده عن التأثيرات السلبية لما يُحاك ضد المنطقة. وقال المصدر إنه على الرغم من وجود بعض التباين في أمور أخرى تخص المنطقة، إلا أن دمشق تشعر بأن العرب جميعاً، والسعودية على وجه الخصوص، يدركون أن الضغط الأميركي والغربي لا يحقق تقدماً في عملية السلام ولا في حفظ الاستقرار.
وفي بيروت، قال مرجع سياسي واسع الاطلاع إن البحث تركز على هذا الجانب، إضافة إلى العلاقات الثنائية والوضع العام في المنطقة والعالم، وإن الشق المتعلق بالعلاقة بين دمشق والقاهرة لم يأخذ حيزاً كبيراً لأن سوريا لا تريد علاقات عامة، بل علاقات تعاون وتفاعل.
وأوضح المرجع أن الأسد عرض للملك عبد الله وجهة نظره حيال ملف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأكد أن المحاولة الفاشلة لإلصاق التهمة بسوريا يراد الآن إلصاقها بالمقاومة في لبنان. وقال المرجع السياسي إن الأسد عرض تفاصيل كثيرة عن هذا الملف في إطار تأكيد رفض اتهام المقاومة والتآمر عليها. ولفت انتباه السعودية إلى ضرورة فعل شيء لمنع الانعكاسات السلبية لصدور قرار اتهامي يتهم حزب الله زوراً. وبحسب المرجع، فإن الاقتراح الوحيد قيد التداول هو سعي الملك عبد الله لدى دوائر القرار الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا إلى عدم إصدار القرار الاتهامي الآن.