
مشاركة:
من نافل القول ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الرابح الأكبر من المفاوضات التي جرت وتجري بينها وبين الدول الغربية
او ما يعرف بدول الـ 5+1. وذلك بعد ان انتزعت وبحرفية دبلوماسية عالية حقها الذي لم تحد عنه يوماً في امتلاك التقنية النووية للانشطة السلمية ولو ان الغرب بأكملها ربما لم يتقبل في بادئ الأمر فكرة مفادها أن ايران تمتلك القدرة النووية ولو للأغراض السلمية.
الباحث في الشؤون الايرانية الدكتور حبيب فياض اعتبر خلال مقابلة خاصة مع موقع قناة المنار ان المفاوضات التي تجري بين ايران ومجموعة الدول الست أفرزت وضعاً جديداً للجمهورية الاسلامية الايرانية يمكنها من ان يكرسها دولة ذات قوة نووية ولو للأغراض السلمية وفق المواثيق والاعراف الدولية.
وأوضح الدكتور فياض ان اللغة التي تستخدمها السلطة الإيرانية وعلى رأسها الرئيس محمود احمدني نجاد هي لغة دبلوماسية. لأنها استخدمت مرادفات لا تبين الضعف الغربي (الامريكي والاوروبي) كطرف محاور معها واعطى مثالاً وهو مصطلح "تعاون" بدل أي كلمة اخرى تصور مجمعة الدول الست بالطرف الضعيف وذلك من اجل خلق أجواء ايجابية في سبيل الى نهاية مريحة للجميع.
موقف ايران الجيد يتمثل من خلال مناقشة مسودة الاتفاق في جنيف وما وصلت اليه من نتائج محمودة، بعد ان قدمت مقترحاتها التي أدت الى الوصول الى نتائج ايجابية وردها على الاتفاق الاولي الذي لم يحسم وجهة النقاش النووي، بدا وكأنه يختصر رغبة إيرانية في عدم التفريط بورقة اساسية، قبل استلام "ضمانات" عشية اجتماع مع مجموعة الدول الست في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. والتعديلات المهمة التي اقترحتها طهران، ترافقت مع ما يشبه الثقة الايرانية في الانفتاح الغربي عليها، فالدول الكبرى تحولت، بحسب الرئيس محمود أحمدي نجاد، من موقع المواجهة مع بلاده الى موقع التعاطي، والوقت حان للاستثمار التكنولوجيا النووية.
وقال الدكتور فياض في هذا السياق انه ومنذ بداية المفاوضات لم تكن ايران رافضة لفكرة تخصيب اليورانيوم خارج اراضيها. معتبراً ان العقدة كانت في النسبة التي ستقوم ايران بتخصيبها من مجمل اليورانيوم المنوي تخصيبه .
وقد شرح الدكتور فياض كيفية عملية التبادل التي ستتم والتي اجرت ايران تعديلين أساسيين عليها، هما رفض ايران من تسليم الوقود النووي دفعة واحدة بل عبر دفعات، ورفضها تسليم أي دفعة اخرى الا بعد تسلمها الدفعة السابقة من الوقود النووي. واضاف ان ايران ستنوي شراء اليورانيوم المخصب من روسيا ومن الممكن ايضاَ من فرنسا.
الرئيس الايراني بث اجواء تفاؤلية قبل تسليم الرد الايراني:
وقد ضخ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبيل تسليم الرد الايراني، أجواء تفاؤلية على العملية الجارية. وقال في مدينة مشهد، ان توفير الوقود النووي لمفاعل طهران يشكل فرصة لتقييم مدى مصداقية بعض الأفراد والحكومات والوکالة الذرية. مضيفاً "اننا نرحب بتبادل الوقود والتعاون الفني وإنشاء المحطات والمفاعلات، وما نتوقعه من الحكومات التي تشكل أطراف المحادثات معنا، ان تلتزم بتعهداتها السابقة، بأن يقوموا بتنفيذ الاتفاقيات النووية التي سددنا کلفتها منذ 30 عاما وأوقفوها في بداية انتصار الثورة".
الود الايراني الدولي يحرق بناره الإسرائيليين :
ومن الطبيعي ان يسلط الضوء على الخاسر الوحيد "اسرائيل " الذي وصفها أيضاً الدكتور حبيب فياض بالخاسر الأكبر الذي يعيش حسرة سببها تكريس إيران كقوة نووية في المنطقة. بعد ان اجتهدت في تجييش العالم بأسره ضد إيران التي عرفت كيفية التعاطي مع الدول وانتزاع حقها النووي. خاصة أن إسرائيل اعتمدت أسلوب الضغط والابتزاز مع الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لموضوع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. حيث رفض الإسرائيليون وقف الاستيطان الا في حال التصعيد الأمريكي بوجه الإيراني.
بعد الاتفاق الإيراني الدولي بات التهديد العسكري مستحيلاً :
الباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور حبيب فياض اكد ان التهديد العسكري بات شبه مستحيل بعد أن جرى الاتفاق بين مجموعة الدول الست وايران. موضحاً ان الدول الغربية غير قادرة على أي عمل عسكري بسبب وضعها الاقتصادي المتردي. وان هذه الدول باتت تعرف حق معرفة ان ايران ليست كأي دولة ممن تعاملت معها الدول الغربية بصلافة واغتصبت حقوقها.
وقال فياض "لن تستطيع القيام بأي مغامرة عسكرية كالتي قامت بها سالفاً في السودان والعراق وافغانستان والصومال. مشدداً على ان أي عمل من هذا القبيل سيقلب الطاولة على رأس الجميع".