
مشاركة:
لا بد أن تكون لزيارة الملك السعودي الى الشام انعكاسات ايجابية علها تنقذ الوضع العربي المتهالك على كل نحو وصعيد
هذه الزيارة التي يعوّل عليها لبنان للخروج من المأزق الذي يتخبّط فيه وترى فيها دمشق والرياض فرصة للتقارب العربي ــ العربي، وصولاً إلى بلورة رؤية موحّدة تجاه التحدّيات التي تواجهها المنطقة.
وتضج الساحة الاعلامية بتلك الزيارة التي باتت حمالة أوجه من حيث وصفها فمنهم ما يصفها بالتاريخية أو خشبة الخلاص العربي .ومنهم من يحاول أن يخفف من وقعها المحمود على الساحة العربية الهزيلة.
بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا» وفق ما اوردته صحيفة الاخبار اللبنانية ، فقد تناولت المحادثات بين الجانبين السوري والسعودي «علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع سوريا والمملكة وسبل توطيد التعاون بينهما في جميع المجالات». وأضافت أن الأسد وعبد الله أكدا «حرصهما على دفع هذه العلاقات قدماً من خلال البناء على ما أُنجز خلال الفترة الماضية وإزالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون تخدم الشعبين ومصالح البلدين المشتركة وتُسهم في مواجهة التحديات التي تعترض سبيل العرب جميعاً في بلدان عربية عدة، وخصوصاً في فلسطين المحتلة والقدس».
ردود الفعل العربية والمواقف المرحبة باللقاء السوري السعودي:
بدورها، أعلنت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري، بثينة شعبان، أن مباحثات الأسد وعبد الله "إيجابية وبنّاءة وودية". وأضافت، في تصريح صحافي، أن "العلاقات السورية السعودية تسير في تطوّر ممتاز، وهناك نية قوية لخلق فضاء وجو عربي يحاول أن يستفيد من الطاقات العربية لرفع كلمة العرب على الساحة الإقليمية والدولية".
وأضافت شعبان أن هذا التنسيق "يضاف إلى التنسيق الذي تقوم به سوريا مع الصديقتين تركيا وإيران لخلق فضاء إقليمي عربي إسلامي يستطيع أن يواجه التحديات الكبيرة التي تعترض الأمتين العربية والإسلامية".
وأوضحت أن "المباحثات الموسعة شملت الوضع العربي الراهن الذي هو بحاجة إلى التضامن العربي ليقف في وجه التحديات وما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس والفلسطينيون من اعتداءات إسرائيلية". وأشارت إلى أن "الملك السعودي أكد أن العلاقات السورية السعودية لها تاريخ عريق وطويل ومتميز من التعاون والتنسيق".
من جهته، وصف وزير الإعلام السعودي، عبد العزيز خوجة، العلاقات السعودية السورية بالتاريخية والمتميزة جداً، لافتاً إلى أنها ستشهد تطوراً كبيراً في المستقبل القريب". وقال إن «مباحثات الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الأسد ستحل العديد من مشاكل المنطقة، لأن نتائج لقاء الأخوة دائماً مفيدة وطيبة.
وفي ردود الفعل العربية، رأى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية أن زيارة الملك السعودي إلى سوريا ستفتح آفاقاً جديدة للعمل العربي. وقال، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، إن الزيارة تكتسي أهمية إضافية وتعبّر عن حرص مشترك لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين يؤديان دوراً مهماً لدعم القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
اما مدير العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية هوغ مينغاريللي، الذي يزور لبنان للمشاركة في حلقة حوار تنظمها المفوضية عن تطبيق سياسة الجوار الأوروبية في لبنان، علق على زيارة الملك عبد الله لسوريا بالقول انه أمر جيد للبنان.
المصالحة في ارض الشام ونتائجها في لبنان:
كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية "مع أن القمة في دمشق، وطرفاها السعودية وسوريا، فإنها كانت البند الأول في مواقف سياسيّي لبنان وزوارهم من المسؤولين الأجانب والدبلوماسيين الغربيين، مع بروز تباينات في تقويم مدى تأثير هذه القمة على تأليف الحكومة، بل قبل ذلك، في تقدير الحجم الحقيقي لملف لبنان وموقعه في مباحثات عبد الله ـ الأسد: هل هو أساسي أم ثانوي.
ابرز المواقف جاء من ساحة النجمة، وتحديداً من مُطلق معادلة الـ"س.س" رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد أهمية القمة "والنتائج التي ستترتب عنها". ونقل عنه النواب الذين التقاهم في إطار لقاء الأربعاء النيابي، قوله إن "الملف اللبناني في هذه القمة هو ملف أساسي وليس ثانوياً"، لكن "البحث لن يدخل في التفاصيل". ورأى أنّ "على اللبنانيين أن يستفيدوا من هذه القمة ومن الأجواء الإيجابية"، مردفاً بالقول "ليس هناك من موانع لتأليف الحكومة إذا ما تمت الإفادة من هذه الأجواء".
واعتبر النائب اللبناني السابق ناصر قنديل في مقابلة لموقع قناة المنار ان اهمية اللقاء السوري السعودي بالرغم من المحاولات التي تريد ان تصوره بأنه مجرد لقاء بين الدولتين تتأتى بعدما دار الزمان دورته الكاملة وانتهت الحرب العالمية الكبرى وفق تعبير قنديل وانكسرت فيها رماح الحرب الامريكية الاسرائيلية.
الكثير من الأراء والمواقف تواكب زيارة الملك السعودي الى سوريا لكن المهم في الامر ماهي الاحوال التي ستؤول اليها الامور بعد هذه الزيارة التي ممكن ان يقال عنها بأنها تاريخية وهل ستساهم في رأب الصدع العربي. وفي مداواة الجروح البالغة في الجسم العربي الهزيل.