اعتقالات وإصابات قرب الأقصى بعد حصاره ومحاولة متطرفين يهود اقتحامه

مشاركة:

قمعت قوات الاحتلال بوحشية الاحتجاجات الفلسطينية التي اندلعت على إثر قيام قوات الاحتلال بإغلاق باحة الأقصى بشكل

تام، ولإحباط مخطط الشرطة لإدخال مستوطنين متطرفين إلى باحة الأقصى. وحاصرت شرطة الاحتلال صباح اليوم الأحد باحة المسجد الأقصى في القدس المحتلة وفرقت مئات المتظاهرين بالهراوات وقنابل الغاز والرصاص المطاطي.

 

واعتقلت قوات الاحتلال نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ كمال الخطيب وعددا من الشبان الفلسطينيين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح. كما اعتقلت المسؤول السابق لملف القدس في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر وعددا من المواطنين المقدسيين.

 

وأفادت مصادر طبية بأن 7 فلسطينيين أصيبوا بجراح ونقلوا لتلقي العلاج في المستشفيات الفلسطينية فيما أصيب العشرات برضوض مختلفة جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالضرب المبرح ومداهمتهم بالخيول في محاولة منها لتفريق المسيرات التي انطلقت منذ الصباح في باب الأسباط وأحياء الصوانة ووادي الجوز بالمدينة المقدسة. وقد تعطلت اليوم في مدارس البلدة القديمة من القدس، وذلك تحسبا من تصعيد محتمل بالمدينة.

 

وكانت قوات الاحتلال في وقت سابق من صباح اليوم طالبت عشرات المعتكفين داخل الأقصى بتسليم أنفسهم، ودفعت بتعزيزات إلى محيط البلدة القديمة ومنعت مدير الأقصى الشيخ حسين براغيث ومدير الأوقاف عزام الخطيب من دخول الأقصى.

  

وقد توتر الموقف حول الحرم القدسي بشكل كبير إثر احتشاد أعداد من اليهود المتطرفين عند باب المغاربة، حيث أفادت معلومات بأن شرطة الاحتلال تستعد لإدخالهم على مجموعات إلى داخل الحرم الشريف، حيث يعتكف قرابة مائتي فلسطيني للتصدي لمحاولة اقتحام الأقصى من قبل هؤلاء.

 

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان أن عددا كبيرا من قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي انتشرت في المدينة القديمة بالقدس وقامت المروحيات بالتحليق على ارتفاع منخفض.

 

وترددت أنباء من شهود عيان من البلدة القديمة عن أن جنود القناصة منتشرون على أسوار المسجد الأقصى من الجهة الغربية.

 

 

استنفار

 

وقد وجه رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح نداء للاستنفار ووجوب الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى. وقال الشيخ صلاح –المرابط مع المئات على بعد 150 مترا من تخوم المسجد الأقصى- "يا أهلنا في القدس والداخل نحن الآن مطالبون أن نعتبر أنفسنا في حالة استنفار للرباط في المسجد الأقصى، وتحويله إلى درع بشرية للدفاع عنه والوقوف في وجه الاحتلال وسوائب المستوطنين".

 

 

دعوات للتحرك

 

ومن داخل المسجد الأقصى، أكد مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين أن المعتكفين وهو من بينهم يرفضون الخروج وسيبقون مرابطين لمنع اعتداءات المتطرفين اليهود والمستوطنين واقتحامهم الأقصى، واصفا ما يحدث داخل الأقصى وفي محيطه بالخطير جدا. كما حذر من العواقب التي ستؤول إليها المنطقة برمتها في حال استمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسير على سياستها وممارستها التعسفية ضد المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

 

وناشد مفتي القدس الأمتين الإسلامية والعربية والمنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية أن تضطلع بدورها وتتحرك "لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة".

 

 

هنية: لن نتخلى عن القدس

 

واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الاحد ان سحب تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة ريتشارد غولدستون حول وقوع جرائم حرب في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة "شجع" اسرائيل على اقتحام المسجد الاقصى. وقال هنية "ان القرار الذي اتخذ في رام الله بسحب تقرير غولدستون ان هذا القرار الطائش واللامسؤول والذي يفتقر الى ادنى المسؤولية ويتاجر بدماء الاطفال في غزة شجع الاسرائيليين على اقتحام الاقصى وارتكاب جرائمهم".

واكد هنية ان سحب التقرير "لن يمس تصميمنا على الاستمرار بمطالبتنا بتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة على ما ارتكبوه من جرائم ضد شعبنا". واضاف "نؤكد اننا لا ولن ننسى قدسنا ومسجدنا، واحيي كل المرابطين في الاقصى والمدافعين.. نحن معكم وفي ذات الخندق ولن نتخلى عن الاقصى".

 

 في حين يتوقع أن يتجمع آلاف اليهود اليوم الأحد عند الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف للاحتفال بما يسمى عيد العرش اليهودي. وكانت جماعات من اليهود المتطرفين وحشود من عناصر شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد المبارك واشتبكت مع الفلسطينيين الذين كانوا موجودين داخله الأسبوع الماضي لحمايته، مما أدى إلى سقوط 17 جريحا في صفوف الفلسطينيين واعتقال سبعة آخرين.