ضباط إسرائيليون يعترضون على استطلاع «معاريف»

مشاركة:

الـفـشـل فـي حـرب لـبــنـان كـان فـي الـقـيـادة .. بعد يوم واحد من نشر «معاريف» نتائج استطلاع أجري بين كبار قادة الجيش الإسرائيلي، وأظهر تفوق «حزب الله» على إسرائيل في عدد من الميادين، نقلت الصحيفة عن ضباط آخرين غضبهم على هذه النتائج ووصفوها بأنها «خيالية» و«من دون أساس» و«غير ذات شأن».

 ورغم أن الاستطلاع والاستخلاصات الناجمة عنه حظيت بتقدير رئيس الأركان غابي أشكنازي، إلا أن عددا من القادة الآخرين الذين شاركوا في الحرب، يرون عكس ذلك.

وليس من المستبعد أن يكون الدافع لدى الضباط المعارضين لنتائج الاستطلاع، هو من نوع من «أخذته العزة بالاثم»، إلا أن ذلك لا يلغي احتمال الانطلاق من رؤية مختلفة. وفي كل الأحوال، فإنه يثبت أن السجال في الجيش الإسرائيلي حول نتائج حرب لبنان الثانية لم يحسم بعد، رغم ميل قادة الجيش للقول بإيجابياتها التي «ظهرت متأخرة». ويشيرون على وجه الخصوص الى الهدوء الذي يسود الجبهة مع لبنان، وامتناع «حزب الله» عن الإقدام على أية عمليات، وتغير الوضع العام في المنطقة بتواجد القوات الدولية المكثف.

وكان بين أبرز المعترضين على نتائج الاستطلاع، المقدم يانيف عشور الذي قاد الكتيبة 51 في حرب لبنان الثانية وخصوصا في المعركة التي شكلت مفترق الطرق الأهم وهي معركة بنت جبيل. ومن المعروف أن هذه الكتيبة فقدت في معركة بنت جبيل نائب قائد الكتيبة الرائد روعي كلاين وسبعة من جنوده. وعمد عشور إلى تفنيد صورة مقاتل «حزب الله» التي تحدث عنها الجنود وانطبعت في الأذهان وقال أن هؤلاء فوجئوا «من عمق تغلغلنا. رأينا مخربين يفرون مذعورين. كانوا مربكين. لا ريب عندي في ذلك». وشدد، أيضا خلافا للسائد والمعروف، على أن مشاعر القوات الإسرائيلية على الأرض كانت مشاعر انتصار وتنفيذ المهمات، رغم ان الأجواء في الجبهة الداخلية وفي القيادات العليا كانت مغايرة.

وكان رئيس جناح التطبيقات في سلاح البحرية المقدم الدكتور روبي ساندمان، قد كتب دراسة من 30 صفحة لم يسمح بنشر سوى جزء يسير منها في مجلة «معراخوت» استخلص فيها تفوق «حزب الله» على إسرائيل في العديد من الميادين المهمة. واعتبرت الدراسة أنه رغم تفوق إسرائيل الساحق في ميادين التسلح والتنظيم، إلا أنها افتقرت للعناصر الأهم لتحقيق الحسم، وهي الإستراتيجية ونظرية القتال والقيادة والسعي للحسم..

وأشارت «معاريف» إلى أن نشر خلاصة دراسة ساندمان، أثارت انتقادات واسعة في الجيش الإسرائيلي. وقال ضابط من سلاح البر ان «مستوى إدارة المخاطر في الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يحسب السيناريوهات المتطرفة، ولدى الجيش الإسرائيلي الأدوات لتقدير أن أحداثا من هذا النوع موضع الدراسة يمكن أن تحدث باحتمالات ضعيفة».

وقال ضابط آخر أنه «إذا كان رئيس الأركان منحه جائزة، فهذا يعني أنه عرض أمورا لم يكونوا يفكرون بها من قبل. ولكن عيب هذا المقال أنه مكتوب بيد قائد في سلاح البحرية. لماذا لا يوجد تفكير من هذا النوع في الفرق؟ لماذا لا يصل ضابط من قيادة الجبهة الشمالية إلى هذه الأفكار؟ وأنا أعتقد أن ما أحبه رئيس الأركان في هذه الدراسة هو التفكير المهتم وليس بالضرورة احتمالات حدوث ذلك أو العلامات التي منحها الضباط. وهذا يعني أن الجيش من ناحية يعرف كيف يتقبل التفكير المختلف، ومن ناحية أخرى ينبغي على الجيش طوال الوقت أن يفحص المقاربات والنظريات الجديدة».

وفي إطار السجال الذي أثاره نشر خلاصة الدراسة، قال الجنرال إيال بن رؤوفين «أنه من ناحيتي لا معنى لهذه الأرقام. ففي نهاية المطاف، مستوى أداء الجيش الإسرائيلي أفضل من أداء حزب الله في كل المقاييس». ومع ذلك، فإن بن رؤوفين يستدرك ويقول أن «الفشل الاستراتيجي في تفعيل القوات هو الذي قادنا إلى استنفاد سيء لقدرات الجيش. إن الفشل كان على مستوى القيادة العليا، وأنا هنا أتحدث عن مثلث رئيس الأركان، وزير الدفاع، رئيس الحكومة. إنهم تحديدا لم يسمحوا للجيش بالعمل. وعندما لا تسمح للجيش بالعمل، فإن كل هذه القياسات للاستخبارات والقيادة لا معنى لها. ولو تم السماح للجيش بالعمل برا كما كان واضحا حينها وهو اليوم أوضح، من أجل حسم المعركة أو ضرب حزب الله بشدة، لكان جيش العام 2006 هو المنتصر في تلك الحرب».