مشاركة:
كشفت الأيام التي تلت عيد الفطر المبارك، حجم الاصابات التي لحقت بالمواطنين جراء الانتشار الكثيف لبنادق ومسدسات الخرز التي تباع في محال الألعاب
ولا يقتصر الأمر على الاصابات البشرية وما أكثرها، بل تعداها الى واجهات و«آرمات» المحال التجارية ومصابيح الانارة العامة، ومصابيح شرفات المنازل وكل ما واجهته أعين «القناصين» الذين باتوا يشكلون خطرا حقيقيا على مجتمعهم.
وتشهد المستوصفات في المناطق الشعبية وعيادات أطباء العيون في طرابلس زحمة مصابين أكثرهم من الأطفال الذين استهدفت عيونهم ووجوههم وسائر أنحاء أجسادهم «خرزات» طائشة وفعلت فعلها وتركت آثارها، ويشدد عدد من الأطباء على خطورة هذه الظاهرة على المجتمع عموما وعلى الأطفال خاصة، وأشاروا الى أنهم استقبلوا عددا كبيرا من المصابين من كل الأعمار، وأن إصابات بعضهم خطيرة جدا، وقد يؤدي ببعضها الى العمى.
أمام هذا الواقع بدأ عدد من المخاتير ومسؤولي اللجان المحلية في بعض المناطق الشعبية بالتحرك للحد من الأضرار التي تتكشف وتزداد يوما بعد يوم، وذلك من خلال التوعية، وإجبار الباعة على بيع البنادق من دون الخرز، ورفع الصوت عاليا للفت نظر المسؤولين الى خطورة الموضوع الذي لا يمكن معالجته إلا عبر القنوات الرسمية القادرة على منع استيراد هذه الانواع من الالعاب المؤذية.
ويشير أحمد ضاحي (أحد المواطنين الذين أصيب أطفالهم) الى ان طفله غدير ضاحي (5 سنوات) أصيب في عينه إصابة مباشرة وأن الطبيب المعالج أكد في تقريره أن شبكة العين تعرضت للتمزق ولنزيف حاد.
ويرى المختار باسم عساف «أن الأمور بلغت مداها وأصبحت لا تطاق» مشيرا الى أن هذه الألعاب تحولت آفة مجتمعية خطيرة يجب العمل على استئصالها سريعا، مناشدا وزير الداخلية العمل على مكافحتها ومنع استيرادها.
ويؤكد محافظ الشمال ناصيف قالوش لـ«السفير» أنه أصدر قرارا قبل العيد كلف بموجبه قوى الأمن الداخلي بملاحقة بائعي هذه البنادق والمسدسات، ومصادره كل الكميات الموجودة في المحال، وتسطير محاضر ضبط بالمخالفين، مؤكدا أنه سيعطي تعليمات جديدة للتشدد في تطبيق هذا القرار بعد الشكاوى التي وصلته عن حجم الاصابات التي ألحقتها هذه البنادق بالمواطنين.