اجتماع حكومي للاطلاع على «حجم أضرار العاصفة قبل قرار التعويض»

مشاركة:

جفت سيول العاصفة المطرية التي هطلت على لبنان نهاية الأسبوع المنصرم

وخرج الأهالي في المناطق كافة إلى خسائرهم وذيولها

السلبية التي امتدت إلى أرزاقهم ومنازلهم ومزروعاتهم وإلى بعض مزارع الدواجن، خصوصاً في البترون. وأفاقت بلديات المناطق أمس على انجراف التربة واجتياح المياه لبعض جدران الدعم على الطرق والعديد من الجسور الصغيرة التي تشكل صلة الوصل بين العديد من القرى.

واستدعى رفع الصوت المناطقي ومشهد السيول تجتاح شوارع العاصمة بيروت وبعض المدن الرئيسية والطرق الدولية وحوادث السير المترافقة، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة بعد ظهر أمس في السرايا الكبيرة اجتماعا مع وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي. وجرى في الاجتماع عرض لعدد من الملفات العائدة للوزارة ولا سيما موضوع السيول التي حصلت وتدارك الآثار التي يمكن أن تحدث عن الهطول الكثيف للأمطار.

وانضم إلى الاجتماع الوزير وائل أبو فاعور بصفته وزيرا للطاقة والمياه بالوكالة وجرى البحث في الإطار نفسه.

وترأس الرئيس السنيورة أيضا اجتماعا ضم أبو فاعور والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد وممثلين عن مجلس الإنماء والإعمار وجرى البحث في سبل معالجة الأضرار الحاصلة نتيجة الأمطار والسيول وتفادي وقوع أضرار أخرى في المستقبل.

وأكد الوزير وائل أبو فاعور، الذي شارك في اجتماع السرايا بصفته وزيرا للطاقة والمياه بالوكالة، لـ«السفير» انه تم الاتفاق على إجراء دراسة لحجم الأضرار في المناطق كافة بما فيها العاصمة. وقسّم أبو فاعور الأضرار إلى «خاصة» لها علاقة بأرزاق المواطنين و«عامة» لها علاقة بالطرق والجدران والجسور التي انهارت بفعل السيول وغزارة الأمطار.

وأشار الوزير ابو فاعور إلى صعوبة تقدير حجم الأضرار وضرورة التدقيق في المعلومات والواقع على الأرض لكي يتم التعويض على المستحقين الفعليين وليس «الدخول في متاهات معروفة في لبنان»، مشيراً إلى وقوع أضرار في مزارع للدواجن وفي كروم الزيتون والعنب والتين والتفاح في مناطق مختلفة من لبنان. وأكد أن القرار بالتعويض ينتظر نتائج دراسة حجم الخسائر الفعلية والمتضررين أولا.

من جهته، أجرى النائب بطرس حرب اتصالا بالرئيس السنيورة وبرئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد لافتا إلى الكارثة التي حلّت، ومطالبا بإيفاد فرق فنية لمعاينة الأضرار والكشف عليها وتقديرها تمهيدا للتعويض على المتضررين.

وبالإضافة إلى الأضرار الكبيرة في منطقة البترون، تكشفت العاصفة عن أضرار عديدة طاولت بساتين التفاح في اهدن حيث غمرت المياه معظم بساتين بقوفا فيما أدت الرياح الى تساقط معظم موسم التفاح على الأرض، لا سيما انها ترافقت مع موعد القطاف.

وعمل اتحاد بلديات قضاء زغرتا على رفع الأتربة والحجارة التي طاولت أكثر من منطقة على طول طريق زغرتا اهدن فيما أدت السيول إلى انهيارات بسيطة في جبل مار سركيس اقتصرت أضرارها على بعض أشجار الصنوبر المتفرقة..

وأفاد رئيس الاتحاد العميد جوزاف معراوي بأن عمال الاتحاد قطعوا الطرق المتضررة عند الفجر وعمدوا الى تأهيل الجدران المنهارة منعاً لتكرار الانهيارات.

وفي بشري سمح انفراج الطقس للمزارعين بتفقد بساتينهم، وقد أفاد رئيس جمعية مزارعي التفاح انور فخري بأن الاضرار كبيرة وان اكثر من نصف الموسم تساقط على الارض بفعل العاصفة داعياً المعنيين الى المسارعة في مساعدة الاهالي.

من جهة ثانية عمد اتحاد بلديات قضاء بشري الى رفع الاتربة والانهيارات عن الطرق التي تهدمت جدران الدعم على جوانبها وقد لفت الاهالي الى انهم لم يشاهدوا منذ زمن بعيد هذا الكم من الانهيارات في طرق المنطقة.

وفي منطقة النبطية جرفت السيول الأتربة والحجارة والنفايات إلى الشوارع والساحات العامة، وتسببت في إعاقة السير عليها وتعطيل العشرات من السيارات وقطع العديد من الأشجار المثمرة والحرجية، وتضررت شبكات المياه والهاتف والكهرباء والإنترنت، كما تفجرت مجاري المياه والصرف الصحي والاقنية والعبارات، ودخلت المياه إلى بعض المنازل وأتلفت أثاثها ومحتوياتها.

ورفعت الامطار المتساقطة منسوب مياه نهري الليطاني وزريقون ونبع الطاسة وينابيع سهل المئذنة الذي غمرته السيول، فيما امتلأت البرك الزراعية بالمياه.

تسببت الأمطار الغزيرة في الضنية بتعكيرمعظم ينابيع مياه الشفة بعد تسرب كميات من التراب والوحول إليها، الأمر الذي جعل مياه الشفة تصل إلى المنازل مليئة بالتراب، مما جعل المواطنين يمتنعون عن استخدامها في الشرب أو الطبخ، ويلجأون إلى استخدام الفلاتر والمصافي وقطع القماش لتصفية المياه وتعقيمها، أو الاستعانة عوضا عنها بعبوات المياه المعدنية. في موازاة ذلك، أجرى عمال مصلحة المياه في المنطقة كشفا سريعا على مختلف الينابيع في المنطقة، ونظفوها من المخلفات تمهيدا لعودتـــها إلى صفائها ونقاوتها.