
مشاركة:
أدلى رئيس ‘اللقاء الديموقراطي’ النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة ‘الانباء’ الصادرة عن الحزب
التقدمي الاشتراكي ينشر غدا جاء فيه: "على مشارف إستضافة لبنان للألعاب الرياضية الفرنكوفونية التي تبقى حدثا هاما على المستوى الدولي وهي تعكس روحا ثقافية عالية، حبذا لو يطل المحتفون بهذا الحدث الكبير من على منصات المدينة الرياضية على العالم الآخر، عالم البؤس والجوع والفقر والحرمان المحيط بالمدينة الرياضية، وفي مخيمات صبرا وشاتيلا التي تحل ذكرى مجازرها البشعة والأليمة والتي جسدت أبشع أنواع القتل العنصري الفاضح".
اضاف: "حبذا لو نعرف ماذا يحضر للاجئين الفلسطينيين داخل أرضهم وخارجها، وهم الذين عانوا مآسي الاحتلال طوال عقود ويعانون اليوم عقد العنصرية ضدهم التي تثار في كل مناسبة بطريقة أقل ما يقال فيها أنها لا تراعي الحد الادنى من الاخلاقيات السياسية وتسعى بصورة مستمرة الى استغلال هذا الملف لأغراض سياسية رخيصة من دون الاهتمام أقله بالنواحي الإنسانية التي يعانيها هؤلاء بشكل فظيع.
حبذا لو نفهم ما الذي يؤخر إعمار مخيم نهر البارد حتى اليوم، ولماذا هذا الضجيج المفتعل حول هذه القضية الانسانية، في الدرجة الاولى، وقد بدأنا نسمع إقتراحات من هنا وهناك تعكس حجم الحقد والكراهية والعنصرية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني من بعض الاصوات اللبنانية التي تصر على إستحضار هذا الملف لاستثارة الغرائز المذهبية والطائفية بشكل مقزز".
وتابع:"في ذكرى الحادي عشر من أيلول، ومع تأكيد إدانة قتل المدنيين والابرياء في نيويورك، كما في أي مكان في العالم، ولكن من المفيد التساؤل عن النتائج الفعلية التي حققتها حملة ما سمي الحرب على الارهاب منذ ثماني سنوات وحتى اليوم؟ ففي أفغانستان، سقط الآلاف من الشهداء الأبرياء والمدنيين بالغارات شبه اليومية على مواقع أفغانية مختلفة، في الوقت الذي لا يزال أسامه بن لادن حرا وطليقا. فالقوات الغربية فشلت فشلا ذريعا في إستئصال الارهاب، وأفسحت المجال أمام ديموقراطية هشة بعدما تحالفت مع أمراء الحرب وتجار المخدرات والسلاح. فها هي أفغانستان اليوم لا تزال على حالها من إنعدام الاستقرار والامن والتنمية بحدها الادنى بسبب تلك السياسات الغربية التي لم تؤد الا الى المزيد من الاخفاقات تلو الاخفاقات.
كما أنه لا بد من التساؤل عما حققته الحرب على الارهاب في العراق الذي نال نصيبه من التفجيرات وأعمال القتل والاجرام منذ اليوم الاول للاحتلال الاميركي، وهو لا يزال مسرحا لتلك الجرائم المنظمة، ناهيك بما حدث في الثروات النفطية والمائية والأثرية العراقية التي تعرضت لما تعرضت له من سرقة ونهب وإستغلال بما لا يتطابق مع المصلحة الوطنية العراقية. إن العراق العزيز الذي له مكانته العربية التاريخية في حاجة ماسة الى توافق دول الجوار لتكريس وحدته وإستقراره وإستقلاله، لأن أي سبيل آخر سيؤدي، للأسف، الى تفتيته وإنقسامه وشرذمته، وهذه مسألة في غاية الخطورة وستكون لها تداعياتها على أكثر من صعيد".
واشار الى "ان الحل الامثل هو بالانسحاب من الاراضي المحتلة سواء في أفغانستان أم في العراق وإتاحة المجال أمام الشعبين الأفغاني والعراقي لإدارة شؤونهم الوطنية بذاتهم بعيدا عن التدخل الخارجي الذي مزق الواقع الداخلي في كل من البلدين وكرس حالات التشرذم والانقسام على حساب الوحدة الداخلية".
واردف: "في مجال آخر، وحول ما قيل عن تبني مجموعة تابعة لتنظيم "القاعدة" إطلاق الصواريخ من لبنان منذ يومين، فإن هذا يؤكد ضرورة رص الصفوف على المستوى الداخلي والتعالي عن الحسابات الصغيرة والضيقة والاسراع في تأليف الحكومة الجديدة لأن أي إنكشاف سياسي أو أمني ستكون له نتائج سلبية أكبر من أن يتحملها أي طرف محلي. كما أن هذه المسألة تثبت ضرورة الاسراع في خطوات التفاهم الاسلامي – الاسلامي لقطع الطريق على محاولات تعكير صفو الواقع الداخلي من خلال تغلغل تدريجي لمنظمات إرهابية من هنا أو هناك تحت مسميات مختلفة لاعادة توتير الأجواء وإشاعة مشاعر التعبئة الطائفية والمذهبية".
وختم: "أخيرا، حتى إبليس بالأمس رفض إستقبال شمعون بيريس بعدما إستدعاه للحظات في غيبوبة لو أتاح القدر أن تكون نهائية لكان العالم تخلص من تلك الاكذوبة التاريخية التي مثلها ذلك الرجل على مر عقود من الصراع العربي- الاسرائيلي، وهو الذي لعب أدورا عديدة خلال كل محاور هذا الصراع. ونتمنى على إبليس في المرة المقبلة ألا يخطئ في حساباته ويدعوه اليه لمرة واحدة وأخيرة، عله بذلك يفيد البشرية في مكان ما".