
مشاركة:
2009 لم يكن مفاجئاً ما كان، لكن المنتظر هو ما سيكون..
فعلها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مرة ثانية في غضون اربعة ايام وحرص على تفجير قنبلة الاعتذار بعد ان اشعل فتيلها بتشكيلة الامر الامر الواقع..
فعلها الحريري سريعاً وجنب البلد مزيداً من اضاعة الوقت، لأن المكتوب يقرأ من عنوانه وكل ما جرى على مدى سبعين يوماً ونيف لا يخرج عن كونه مراوحة مدبرة للالتفاف على الصيغة، صيغة التوافق الوطني..
في المباشر يبدو الحريري اكثر المتضررين لانه اخفق في تجربته الاولى بمعزل عن اهداف الاخفاق المتعمد ومراميه، وفي التداعيات والاستنتاجات يمكن الوقوف على ما يلي:
اولاً: شظايا الفشل قد لا تمحى عن صورة الحريري ان كان الهدف اعادة تعويمه عبر استشارات جديدة وتكليف جديد وبالتالي دفع جديد.
ثانياً: الحكم الاقصى يصدر عادة على المنفذ وليس المتسبب، وعليه فان المعارضة التي قدمت التنازل تلو الآخر لا تتحمل وزر عقم الافكار والعجز في اجتراح خيارات الحل المفترض بالمكلف تشكيل الحكومة ان يبادر لها اذا كانت النية خالصة في تشكيل حكومة وحدة او ائتلاف، كما يقولون.
ثالثاً: كيف يستوي الحديث عن رفض تحويل رئيس الجمهورية الى صندوقة بريد وقذف التشكيلة المفخخة الى حضنه واحراجه بلعب دور الوسيط لا الشريك في التأليف؟.
وفي القراءات الاولية ايضاً تنفتح الشهية على البحث في المعطيات الاقليمية والدولية، وهل في الامر تحقيق لرغبة اميركية معلنة تنادي بحكم الاكثرية واستبعاد الاقلية، ام ان البعض دخل لعبة امم، ام هناك مواكبة لشيء اقليمي ما، ثم هل يكون تحريك مسار السين – سين بالتصعيد السياسي في لبنان ام ان الغاية معاكسة تماماً؟
الاحتمالات الكامنة داخل النفق الذي ادخلت البلاد فيه متعددة، لكن المتوقع القريب ان يبادر رئيس الجمهورية للدعوة الى استشارات نيابية ملزمة خلال اليومين المقبلين والحريري مجدداً هو المرجح، لكن التلويح بالانقلاب على الصيغة او الحديث عن حكومة تكنوقراط تبقى افكاراً في الهواء الطلق، فضلاً عن ضرورة رصد موقف النائب وليد جنبلاط في هذه الحالة ليبنى على الشيء مقتضاه، والمبتدئ بقراءة تاريخ لبنان وتركيبته يدرك ان التوافق ممر الزامي لأي حكومة وما عدا ذلك فقاعات ومجرد اضغاث احلام..