جنبلاط يُخاطب 14 آذار من حارة حريك

مشاركة:

بعد ظهر الاثنين الماضي، جلس النائب وليد جنبلاط إلى طاولة في قصر قريطم، بين «الوسطي» الملتحق بفريق الموالاة

النائب ميشال المر، والنائب بطرس حرب

تاركاً للإعلام تأطير صورة مطلوبة لمشهد مستعاد، وللبيان الختامي إمكان استخدام كلمة «الأكثرية»، الأمر الذي بنى عليه الأكثريون القدماء ـــــ الجدد تفسيرات تجزم بـ«عودة الابن الضال»، وبثبات شعارات الحرية والسيادة والاستقلال.

يوم الثلاثاء، استقبل جنبلاط النائب السابق علي عيد ونجله رفعت، ثم وفداً من ندوة العمل الوطني دعاه إلى حفل إفطار.

قبل ظهر الأربعاء قصد أبو تيمور الضاحية الجنوبية والتقى هذه المرة المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله.

ومن منزل فضل الله في حارة حريك، الذي قصده برفقة نائبه دريد ياغي والوزير وائل أبو فاعور، حدّد جنبلاط قاعدته السياسيّة: «سبق وذكرت أنني جزء من الأكثريّة النيابيّة، لكني تميّزت بالحديث السياسي، ولا بد من التميّز، وسبق أن ذكرت، وأقولها لبعض الحلفاء في 14 آذار: آن الآوان لقراءة جديدة لمعطيات المنطقة».

وقال جنبلاط لـ«الأخبار»: فليسمح لي الرئيس أمين الجميّل، هو فكّر في إمكان الصلح مع إسرائيل، وجرّب عبر اتفاق 17 أيّار، لكن فشل. لا يُمكن الصلح أن ينجح. لبنان لا يحمل التسوية، أصلاً لماذا التسوية ما دمنا جميعاً نرفض التوطين ونتبنى اتفاقية الهدنة! لبنان يجب أن يبقى في حالة حرب مع إسرائيل. تماماً مثلما يطرح البعض اللجوء إلى الوصاية الدوليّة. ألم نرَ ما حصل في العراق الذي هو تحت الوصاية الدوليّة؟

ورأى أن «المشكلة الحقيقيّة ما زالت ذاتها من عام 1943، وهي هوية لبنان وكيانه. قيل إن لبنان بلد ذو وجه عربي، وأتى الطائف ليؤكّد عروبة لبنان، ثم عاد النقاش من جديد، ولا يُمكن تجاوز هذه المشكلة إلّا بإزالة النظام الطائفي».

وإذ أسف للانقطاع الطويل عن لقاء فضل الله «نتيجة الظروف السابقة والأحداث الكبرى التي جرت على لبنان والعدوان الإسرائيلي»، حمد الله على عودة التواصل سياسياً وفكرياً معه. أضاف: «ليس هناك تسوية، التسوية الأميركية ـــــ الإسرائيلية هي في أن يجذّروا الانقسام والتفتيت في العالم العربي والإسلامي. أما في لبنان، فقد سمعت منذ مدة بعض السجال السياسي. يتذكر البعض أن لبنان أنشئ بحدوده الحالية عام 1920، لكن ينسى هؤلاء أنه عام 1917 كان وعد بلفور، وينسى هذا البعض أيضاً أنه بعدما نال لبنان استقلاله عام 1443، أنشئت دولة إسرائيل على الأرض العربية الإسلامية في فلسطين، ومنذ ذلك الوقت ونحن ما زلنا تحت مضاعفات إنشاء دولة إسرائيل، وسنبقى».

أما فضل الله فقال «إن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لمنع المحاور الدولية من تعميق الخلافات في الأمة من خلال سعيها الدائم الى إثارة الحساسيات التاريخية، لأن المشروع الأميركي لم يسقط سقوطاً كاملاً في المنطقة، ولأن الخطة الأميركية ـــــ الإسرائيلية تعتمد على إعادة إحياء عناصر التفتيت والتمزيق باستخدام العناوين المذهبية والسياسية والعرقية، وبالعمل الحثيث والمتواصل لإحداث فتنة بين المسلمين السنّة والشيعة، لتصل نيرانها إلى كل الساحات والميادين».

وأشاد بما «اتخذه جنبلاط من مواقف، وضرورة أن تنضم جهود الآخرين إلى جهوده لمنع الجهات الخارجية التي تحاول التسلل من نوافذ سياسية أو قضائية وغيرها من أن تعيد البلد إلى دائرة الفتنة والتقاتل».

ومساء أمس، زار جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وقال بعد اللقاء: «أكثر من أي وقت مضى، أؤكد أهمية اللقاء السوري السعودي كما يؤكد عليه الرئيس بري للوصول إلى الانفراج المطلوب في لبنان».

وفي حديث إلى قناة «المنار» قال جنبلاط إنه لا يسمع شيئاً عن الحكومة الآن، وتساءل عن جدوى حكومة الأقطاب، وقال: «الجميع أقطاب هذه الأيام، فكيف ستتألف حكومة كهذه؟».