
مشاركة:
فيما يبدو أنها حلقة من مسلسل المواجهات الأمنية المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله،
أعلنت إسرائيل أنها أحبطت محاولة كان يُعدّها حزب الله لاغتيال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، وسمحت سلطاتها بنشر معلومات عن اعتقال أحد فلسطينيي مدينة الطيري (ضمن الأراضي المحتلة عام 1948)، يدعى راوي فؤاد سلطاني. وقالت لائحة الاتهام إن سلطاني «جنّده حزب الله في المغرب، وأُوكلت إليه مهمة مراقبة أشكينازي وجمع معلومات عنه تمهيداً لاغتياله، انتقاماً لاغتيال مغنية».
ومع أن حزب الله يرفض عادة التعليق على مثل هذه الأنباء، إلا أن الرواية تضيء على الخشية الإسرائيلية المتعاظمة من سعي حزب الله إلى مدّ ذراعه الأمنية طويلاً داخل إسرائيل، والسعي للوصول إلى شخصيات من مستويات رفيعة جداً، عسكرياً وأمنياً.
وبحسب لائحة الاتهام التي نشرتها مواقع إعلامية عدة، فإن «سلطاني أقام في صيف عام 2008 في المغرب، في مخيم صيفي نظّمه التجمع الوطني الديموقراطي، حيث «التقى هناك ناشطاً في حزب الله يدعى سلمان حرب (26 عاماً)، وحاول الأخير تجنيده في صفوف حزب الله، ومن ثم سافر سلطاني إلى بولندا في كانون الأول 2008، حيث التقى مع المدعو سامي حرب الذي طلب منه جمع معلومات عن قواعد عسكرية، واستيضاح معلومات عن أشكينازي لكونه يرتاد نادي اللياقة البدنية الذي يرتاده الأخير، في مدينة كفار سابا، ومن ضمنها معلومات عن طبيعة النادي الذي يرتاده أشكينازي، وإمكان الدخول والخروج منه، وقوانين الانتساب إلى النادي، إضافة إلى المتدرّبين وعمليات دخول الزوّار والحماية في المكان، ونوعية السلاح الموجود لدى حرّاس أشكينازي».
وبحسب بيان للشرطة الإسرائيلية، فإن المتهم «عاد إلى إسرائيل وبقي على اتصال مع مشغّليه بواسطة مكالمات هاتفية مشفّرة استطاعت أجهزة الأمن الإسرائيلية تعقّبها، وباشرت تحقيقاً بموجبها، أدّى في نهايته إلى اعتراف المتهم أثناء التحقيق معه بارتكاب ما ورد في لائحة الاتهام بحقه».
من جانبه، نفى المحامي فؤاد سلطاني، والد المعتقل، صحة الاتهامات، وأضاف أن لائحة الاتهام تبدو خطيرة، لكنها ضُخّمت. وبحسبه، فإن ما حصل هو أنّ راوي كان يمارس الرياضة في المعهد ذاته الذي يتردد عليه أشكينازي. ولفت إلى أن راوي قد ترك المعهد منذ أكثر من عام. كما أشار إلى أن المخيم الذي نُظّم في المغرب هو مخيم عادي للشباب، وكان من الطبيعي أن يلتقي مع شبان آخرين من دول عربية، حيث لم يكن بالإمكان معرفة ما إذا كانوا ناشطين في حزب الله أو يتعاونون مع الشاباك». وأضاف أن «زيارة راوي لبولندا كانت بهدف زيارة شقيقه الذي يدرس هناك، وأن ما حصل هو لقاءات طلابية عادية لا أكثر».
وشددت مصادر أمنية إسرائيلية، أمس، على خطورة القضية، مشيرة إلى أن «آخر التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله يخطط للقيام بعملية انتقام ضد إسرائيل، من بينها استهداف بالقتل لمسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى، وأيضاً تنفيذ عملية في الخارج لا تحمل بصماته مباشرة، وخاصة أن لدى الحزب بنية تحتية واسعة النطاق في أفريقيا وأميركا الجنوبية».
وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أمس، أن وحدة الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية أشارت إلى أن «حزب الله يواصل جهوده لتنفيذ عملية انتقام ضد إسرائيل، وهو يهدف إلى تنفيذ عمل يوازي في قيمته عملية اغتيال (المسؤول العسكري الشهيد عماد) مغنية»، مضيفة أنهم «في المؤسسة الأمنية يشخّصون عمليات تجنيد عرب إسرائيليين في صفوف حزب الله، ذلك أنهم يستطيعون التنقّل في إسرائيل بحرية كاملة».
وفي أعقاب الكشف عن محاولة استهداف أشكينازي، أشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن «رئيس الأركان عمد إلى إجراء تغييرات في تحركاته والطرق التي يعتمدها في تنقلاته، كي يحول دون إمكان تعقّبه وجمع معلومات عنه»، مضيفة أنه «عُزِّزت منظومة حماية أشكينازي، ورُفعت إلى مستوى مشابه لمنظومة الحماية الموضوعة على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو».
(الاخبار)