مشاركة:
في عيد النصر كما في أعياد التضحية أطل علينا السيد نصرالله ‘قــاعـداً’ و رأسه ما زال يناطح السحاب عزة و فخراً و شرفاً و شموخاً
الساعة الآن الخامسة و الربع من صباح يوم السبت الموافق 15 آب 2009 في هذا البلد النائي الذي نسكنه و قد انتهى السيد من إلقاء كلمته منذ دقائق فقط .. كلمة فيها من الحق و الحقيقة من القوة و الشجاعة من الإصرار و العزيمة من الفخر و الكرامة و من المنطق و العقل ما يجب أن يستمع له أولاً رئيس الحكومة المكلف و أن يعمل على الحث بتأليفها التوافقي و الوطني ليُثبت لنا بأنه قد انتقل من مرحلة الولدنة السياسية إلى مرحلة الوطنية السياسية و بأنه جدير لأن يكون رئيساً لحكومة في وطن خلع عن كاهله ثوب الضعف و الهزيمة المستمرة و اعتمر عباءة القوة و الإرادة و الصمود بفضل رجال نشأت على حليب السباع و ترعرعت على الإيمان بالله و الوطن و العيش الكريم.
تأليف الحكومة سريعاً هو الضامن الأقوى لمنع الفتنة و الفوضى و التقاتل الأهلي الذي له الكثير من الأبواق التي سنسمعها بعد قليل و التي سنقرأ لها تهجمات تافهة في جرائد الصباح تؤجج التفرقة و تدعو إلى اعتناق الهزيمة لأن في وحدة لبنان تشتتها و في نصره هزيمتها و في صموده إفلاسها مادياً و معنوياً و أيضاً فشلها في مهمتها القذرة التي ارتضتها على نفسها …
بينما تنحني كرامة السيادة الرسمية للمراكب الصهيونية "المتبخترة" بخيلاء السيد المقتحم في "قناة سويسها" ، تشمخ كرامة لبنان المقاوم بتحطيم "المركابة" الصهيونية و تحترق بصدق وعود السيد الرافض للذل في جنوب لبنان و في الأمة ..
إنه عيد الإنتصار و سنفرح اليوم كما سنفرح دائماً و لن ندع الجرذان الخائفة على مناصب الوهم الذليل تُعكر صفو احتفالنا و كما كان السيد في خطابه صادقاً ومنطقياً وواعياً و … ممازحاً ، سنكون نحن أيضاً …
هذه هي الحياة التي نريدها و ننشدها وعلى الذين يدّعون أنهم يريدون العيش و الحياة ان لا يتناسوا أو أن يتجاهلوا أن الممازحة و الضحك و اللعب إذا لم تقترن بالجد و العزة و الكرامة تتحول إلى حياة بهيمة لا روح فيها .
و كـل نصـــر و أنتـم بخيــر