
مشاركة:
من مصر، انتقلت الحرب الإعلامية الإسرائيلية ضد حزب الله إلى الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية
وبعد تراجع المسؤولين الإسرائيليين عن تهديداتهم للبنان والمقاومة، حطّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رحالها في أميركا اللاتينية، المنطقة التي لم يتوقف الإسرائيليون يوماً عن التحذير من نفوذ حزب الله فيها.
واصل المسؤولون الإسرائيليون حملتهم الإعلامية ضد حزب الله، تحت ذريعة إمكان إقدام الحزب على تنفيذ عملية انتقام ضد أهداف إسرائيلية في أنحاء مختلفة من العالم، انتقاماً لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية، وهي الذريعة التي تواصل الحكومة الإسرائيلية ومؤسستها الأمنية والعسكرية التلويح بها، منذ اغتيال مغنية في شباط 2008.
وفي هذا المجال، ادّعى مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، أن معلومات استخبارية وصلت إلى إسرائيل تشير إلى «نية حزب الله تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في أميركا الجنوبية»، مشدداً على أن هذه المعلومات «تقف وراء موجة التهديدات المتبادلة بين الجانبين في الفترة الأخيرة».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن المسؤول السياسي الإسرائيلي قوله، إن تحذيرات إسرائيل العلنية حيال حزب الله «نابعة من تقدير لدى أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، بأن الحزب يبذل جهداً مكثفاً لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية وضد مؤسسات يهودية في كل من الأرجنتين والبرازيل والأورغواي والباراغواي والبيرو، بهدف الانتقام لاغتيال مغنية»، مضيفاً أن «عناصر من حزب الله في أميركا الجنوبية، يعملون على جمع معلومات استخبارية تمهيداً لتنفيذ عملية انتقامية».
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن «أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقدّر أن حزب الله يحاول العمل ضد أهداف إسرائيلية بطرق لا تشير إليه مباشرة، منعاً لرد فعل إسرائيلي شديد ضده، أي مهاجمة تلك الأهداف من دون ترك أثر دالّ عليه، ومن دون أن يتحمل المسؤولية علناً، وأن يمنع توجيه إصبع الاتهام صوبه، الأمر الذي يدفعه تحديداً إلى محاولة تنفيذ هجمات في أماكن بعيدة جداً عن إسرائيل»، مشيراً إلى أن «فنزويلا أصبحت القاعدة الأمامية لحزب الله في أميركا الجنوبية، فحكومة الرئيس (الفنزويلي هوغو) تشافيز توفّر مساعدات ودعماً للحزب، بهدف تنظيم عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية في دول أميركا الجنوبية».
انطلاقاً من هذه «المعلومات»، تضيف صحيفة يديعوت أحرونوت، «أطلع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان خلال جولته الأخيرة في دول أميركا الجنوبية، المسؤولين في الدول التي شملتها زيارته، على معلومات تتعلق بنشاط حزب الله داخل أراضيها».
وبحسب المسؤول الإسرائيلي نفسه، فإن «الهدف من كل ذلك إشعار الحزب بأن إسرائيل مدركة لنشاطاته السرية، وما يسعى إليه في أنحاء مختلفة من أميركا الجنوبية، وأنها بالفعل تعمل على تعقبه»، مضيفاً «لقد أردنا ردعهم والقول لهم إن الرد الإسرائيلي سيكون شديداً، أكثر مما يمكنهم أن يتحمّلوه، إذا حاولوا تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين في أي مكان في العالم».
وفي السياق ذاته، كتب محلّل الشؤون الاستخباريّة والاستراتيجيّة في «يديعوت أحرونوت» رونين برغمان، المعروف بصلته الوثيقة بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا سيما جهاز الموساد، أنّ لحزب اللّه خلايا تنشط في فنزويلا، وهي جزء من جهاز تنفيذ عمليات في أنحاء العالم، الذي يسمّى أيضاً «جهاز العمليات الخاصة في حزب الله»، وكان ينشط طوال سنوات تحت قيادة مغنية، ونفّذ، بحسب ادّعاء برغمان، عمليتين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عامي 1992 و1994، انتقاماً لاغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله السابق السيد عباس الموسوي، مضيفاً أن «هناك عشرات من الخلايا النائمة التابعة لحزب الله، والتي تنتشر في مناطق عدة حول العالم، من بينها الولايات المتحدة وأوروبا».
■ قاسم: التهديدات لم تؤثّر على ساحتنا
في المقابل، رأى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن تراجع إسرائيل عن التهديدات التي وجّهتها في الآونة الأخيرة للبنان والمقاومة سببه «أنها وجدت أن هذه التهديدات لم تؤثر على ساحتنا في لبنان». ووضع قاسم التهديدات في خانة «المحاولة اليائسة لإبراز القوة ورفع المعنويات وللتأثير على الحكومة وتأليفها ولإبعاد الناس عن حزب الله، لكن تبين أن النتائج معاكسة لما تريده إسرائيل، فحزب الله سيدخل إلى الحكومة، والشعب اللبناني يلتف اليوم أكثر من الأول حول المقاومة».
وأكد قاسم أن «المقاومة جاهزة للتصدي لأي عدوان مهما كان، إذا فكر العدو الإسرائيلي بذلك، وتهديداته تمر عندنا من دون اهتمام ومن دون أثر، بل على العكس، وجد أن تهديداته أخافت الإسرائيليين الذين بدأوا يسألون قياداتهم: أنتم تهددون، هل تعلمون من تهددون؟ تهددون حزب الله، يعني إذا ردّ عليكم وإذا واجه اعتداءاتكم، فماذا تفعلون في الجبهة الداخلية في الكيان الإسرائيلي؟».
وفي الذكرى السنوية الثالثة لانتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، قال قاسم «إن نصر تموز زلزل قدرة الردع عند إسرائيل، وجعلها تبرز متهافتة في نظر العالم، وقوى المسلمين والعرب والأحرار والمستضعفين في العالم، وأشعرهم أن بإمكانهم أن ينتصروا على الظلَمة مهما كانت قوتهم واستعداداتهم».
وأضاف قاسم: إن ما جرى في تموز 2006 «غيّر المعادلة في لبنان والمنطقة. فبعد نصر تموز، (..) مقاومتنا قوية وستقوى أكثر فأكثر، وكلما تجبّر هذا العدو، وجدنا في مقابله سداً منيعاً من المؤمنين المجاهدين».