جنبلاط ل’السفير’: لا يجوز استمرار الانقسام السياسي بين متراسي 8 و14 آذار

مشاركة:

اكد رئيس ‘اللقاء الديمقراطي’ النيابي في لبنان النائب وليد جنبلاط في حديث لجريدة ‘السفير’ اللبنانية

اليوم الجمعة انه لم يعد من الجائز أن يستمر البلد أسير الانقسام بين متراسي 8 و14 آذار وصار لا بد من حالة وسطية. قائلا "انا عندي الجرأة وأتمنى على الآخرين الذين يرغبون بملاقاتي أن تكون عندهم الجرأة حتى نخلق حالة سياسية جديدة خاصة بعدما أدت الانتخابات الأخيرة إلى استشراء الواقع الطائفي والمذهبي"، لافتا انه "يشكل حالة مميزة عن فريق 14 آذار".

ونبه جنبلاط الى "الخطر الاسرائيلي المحدق"، معتبرا ان "العدو الاسرائيلي سيشن عاجلا أم آجلا عدوانا جديدا على لبنان لانه لم يبتلع بعد هزيمته في العام 2006 ولانه لا يقبل بان يتواجد على حدوده تنظيم عسكري ـ سياسي ـ عقائدي يشكل تهديدا له ويمكن ان يمثل حماية للعمق الفلسطيني"، متسائلا "لماذا نشرت صحيفتا هآرتس والتايمز في هذا التوقيت بالذات تقارير حول سلاح حزب الله علما انه من المعروف ان لدى الحزب ترسانة سلاح، مضيفا "هل يندرج ذلك في إطار التمهيد لشن حرب على لبنان"، مشددا على "ضرورة وقوف الجميع الى جانب حزب الله معنويا وماديا دولة وشعبا"، مشيرا ان "هذا أمر يحتاج الى التفاعل على الارض".

واعتبر جنبلاط ان "الحوار سيستمر بشأن سلاح المقاومة للبحث في كيفية استيعابه في الوقت الاقليمي المناسب"، مفضلا ما يسمى "صيغة الاستيعاب على مقولة العبور الى الدولة"، مضيفا انه "في ما خص اتفاق الهدنة مع اسرائيل المنصوص عليه في اتفاق الطائف فنحن لا نستطيع ان نقبل ترتيبات الهدنة السابقة لانها تفرض قيودا على الجيش اللبناني"، وتابع ان "ما يعنينا من الهدنة ان الحرب مجمدة ولكن لبنان لا يحتمل أي حوار او تسوية مع اسرائيل"، لافتا ان "تجربة 17 أيار حاضرة بدروسها"، قائلا انه "بالامس جاء وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان الى الغجر ليؤكد انها لهم ثم هناك قانون الاستيطان الجديد الذي يمس عرب 1948 والبعض في لبنان لا يهمه إزاء كل ما يجري في المنطقة".

ورأى جنبلاط ان "اليمين اللبناني زاد في السنوات الاخيرة ممثلا بالكتائب والقوات اللبنانية وغالبية الشخصيات في 14 آذار"، موضحا ان "هذا اليمين لا يهمه إزاء كل ما يجري في المنطقة سوى كيف يمكن أن يرتاح من اللاجئين الفلسطينيين ولا يعود يسمع بهم"، مؤكدا أنه "لا يمكن فصل لبنان عن العروبة وفلسطين وحتى بالقضايا البديهية مثل النضال من أجل حق العودة"، آسفا "لان البعض يريد إعادتنا إلى بعض النظريات الكيانية الغابرة".

واشار جنبلاط إن "البعض في 14 آذار ليس لديه أي حساسية تجاه فلسطين والعروبة والخطر الإسرائيلي بل يتوقف عند تخوم خربة سلم وعند شعار سيادة وحرية واستقلال"، وأضاف "نحن علقنا عضويتنا في الأمانة العامة حتى تتضح الأمور"، وتابع "إذا كان الشباب في 14 آذار لا يريدون أن يروا الأشياء على حقيقتها، فهذه مشكلة"، لافتا انه "تحول إلى حالة مميزة بعدما استنفدت الشعارات السابقة لقوى 14آذار"، مشيرا انه "سيضع شروطا على الأمانة العامة لـ14 آذار حتى تحسم خيارها"، مضيفا "سنرى هل ستبقى حيث هي أسيرة الأفق اللبناني الضيق ام انها ستتكلم عربي"،

ومن جهة ثانية شدد جنبلاط على أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مصر على نجاح سعد الحريري في مهتمه كرئيس للحكومة تحت الغطاء سعودي سوري"، مشيرا ان "الوزير خوجة في لقائه الاخير أبدى حرصه على علاقته مع سعد الحريري وتمنى علي ألا أتخلى عن الرئيس المكلف"، مضيفا "قد أكدت له من جهتي رغبتي في نجاح الحريري وتسهيل مهمته"، وتابع "كما أكدت أهمية إعادة تأسيس الحالة العربية لدى الدروز حتى لا يذهبوا نحو الانعزال وحتى لا تنتاب بعضهم كونهم اقلية"، موضحا انه "شدد امام الوزير خوجة على أهمية اللقاء السوري ـ السعودي الذي يشكل ضمانة للبلد ويفتح نافذة امام حوار سعودي إيراني محتمل لاحقا"، مشيرا انه "لا يمكن تجاهل العامل الايراني في المنطقة وقد كان من الخطأ في أدبياتنا خلال المرحلة الماضية ان نضع العداء لايران على مستوى العداء لاسرائيل".

وحول زيارته الى العاصمة السورية دمشق، قال جنبلاط يحرك الكلام ان "الجرح الذي تسبب به للشعب السوري وقيادته هو من النوع العميق الذي يتطلب علاجا على طريقته"، معتبرا ان "حماية الدروز تتحقق من خلال الافق العربي الواسع المطل على فلسطين"، مضيفا ان "هذه حمايتهم تكمن في العروبة وفي سوريا"، وتابع "انني اعتمدت توصيفات معينة وصلت الى حد التجريح الشخصي وهذا انعكس على النظام والشعب، وخصوصا على دروز سوريا الذين تأثروا سلبا بخطابي"، موضحا ان "هناك شخصية لن أفصح عن هويتها، هي وحدها التي ستنصحني بما يجب ان اقوم به وبالطريقة التي سأسوي بها قضيتي مع دمشق"، مجددا تأكيده انه "ليس بوارد ان يزورها قبل الرئيس المكلف سعد الحريري".