
مشاركة:
سفر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري في هذه المرحلة الحساسة في اجازة الى فرنسا طرح العديد من
التساؤلات حيث جاء في ظل تأخر الاتفاق على الحقائب واتى ايضا بعد يومين من اعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انسحابه من 14 اذار الذي ترك تداعيات كبرى ومتصاعدة على 14 اذار منذ اعلانه .
ورغم تاكيد شخصيات سياسية من الموالاة والمعارضة على السواء ان الصيغة الحكومية المتفق عليها أي 15 للموالاة و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية لا تزال قائمة بعد التطورات السياسية المستجدة بانسحاب جنبلاط من 14 اذار، وان هذا الانسحاب لن يؤثر على الاتصالات بشان تشكيل الحكومة، تشير الاجواء وتدل المؤشرات الى ان تاخير الحكومة لن يقف سببه عند التشاور بشان توزيع الاسماء والحقائب، بل ان الانسحاب ترك اثره على الجو العام للتأليف والاتصالات بشأنه، على الاقل بالنسبة لفريق الموالاة والرئيس المكلف، عدا عن تأثيره الكبير على تركيبة 14 اذار السياسية وبالتالي الحكومية على الاقل ان لم نقل النيابية وامتلاكها الاكثرية .
وفي موضوع الحقائب صدرت مواقف عدة من المعارضة تلمح الى ان التاخير يعود الى الموالاة وليس المعارضة وان هناك محاولة لتضييع السبب عبر الاشارة الى ان المعارضة تقف وراء هذا التاخر في توزيع الحقائب، وقد جاء كلام النائب حسين الحاج حسن اليوم في هذا الاطار كما اكد عدم خلاف المعارضة وان لقاء الرئيس نبيه بري ووفد العماد ميشال عون اثبت ذلك، وهذا الكلام يدل على ان الصعوبات بشأن الحقائب هي في صف الموالاة .
وفي موضوع سفر رئيس الحكومة المكلف وتأخر الحكومة وتداعيات انسحاب جنبلاط يمكن الاشارة الى عدة نقاط :
-حديث رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة بعد ترؤسه بديلا عن الحريري اجتماع كتلة المستقبل الى ان "سفر الحريري هدفه أخذ مسافة فعلية عن حرارة الجدل الدائر حول التكوين السياسي لقوى الرابع عشر من آذار وكذلك عن المشاورات بشأن تشكيل الحكومة ويهدف الى التفكير والتدبر بهدوء بعيدا عن الجدل الكلامي الذي دار في الفترة الاخيرة"، وفي ذلك اشارة واضحة من السنيورة الى الارتباك في 14 اذار وتاثر الرئيس المكلف وفريق 14 اذار وتركيبته بشكل عام بهذا الانسحاب .
– التفكير الذي تحدث عنه السنيورة قد لا يقف عند هذا الحد انما يتعداه الى الاتجاه الذي يفترض ان يأخذه الحريري في المرحلة المقبلة في ضوء هذه المستجدات، وهنا يمكن الاشارة الى قول نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ان موقف جنبلاط مقدمة لاستدارة الحريري.
-.انسحاب جنبلاط كانت اولى تداعياته توترا في العلاقة مع تيار المستقبل وتصريحات وبيانات هجومية
-كلام النائب احمد فتفت، والذي بالرغم من محاولة تخفيفه من معنى سفر الحريري وقوله ان المشاورات الحكومية يمكن ان تتم هاتفيا معه، فهو المح الى تأثر الموضوع الحكومي وحاول لصق الموضوع بالمعارضة بقوله انه يمكن التواصل عندما تصفو النوايا وعندما تكون جميع الأطراف مستعدة لحكومة وحدة وطنية حقيقية.
– حديث في اوساط آذارية عن فقدان الحريري المبادرة في ظل هذه التطورات وهو ما تحدث عنه صراحة وزير الاقتصاد محمد الصفدي الذي قال "إذا كان البعض يفكر أو يخطط لإحراج الرئيس الحريري او تطويقه سياسيا فإن الحريري بما يمثل من كتلة نيابية ومن إرث سياسي قادر على استعادة المبادرة إيجابيا ".
يضاف الى ذلك اقرار اكثر من تصريح اذاري بأن انسحاب جنبلاط تطور مهم يترك تاثيره على 14 اذار وعلى الموضوع الحكومي، وهو ما يمكن تفسيره بأن هذا الانسحاب يؤثر على قوة التفاوض لدى الحريري و14 اذار في موضوع الحقائب وكذلك بعد انطلاقة الحكومة، هذا اذا لم يكن هناك اعادة نظر جذرية من قبل الرئيس المكلف بالصيغة الحكومية التي تم الاتفاق عليها، في ظل قرار جنبلاط .