مشاركة:
أحتفل مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب وبلدية البرغلية بتخريج 35 فتاة وسيدة من البلدة كن قد شاركن في دورة لتنسيق الزهور
والاشغال اليدوية نظمها المركز في مقر البلدية منذ اواخر شهر ايار وحتى اواخر تموز الجاري.
وقد اقيم احتفال للمناسبة في باحة مقر البلدية بحضور رئيسها مصطفى الداوود ورئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني والامين العام لمركز الخيام محمد صفا وحشد غفير من اهالي البلدة وعائلات المتخرجات.
وقد بدأ الحفل بدقيقة صمت عن ارواح الاسرى الذين استشهدوا تحت التعذيب في معتقل الخيام وفي السجون الاسرائيلية والذين قضوا من جراء الاعتقال بعد الافراج عنهم وآخرهم الاسير الشهيد حيدر الغول.
الكلمة الاولى كانت للداوود الذي حيا مركز الخيام على ما بذله من "اجل افادة البلدة وسكانها المحرومين من كل رعاية وخدمات من الدولة"، مطالبا الدولة بتحمل مسؤولياتها ومتمنيا على المركز وسواه من الجمعيات الاهلية العمل لخدمة المجتمع وتعويض غياب الدولة. ثم تحدثت المتخرجة اماني عكاشة باسم المشاركات ودعت بدورها الى تنظيم المزيد من دورات التدريب المهني للتعويض عن غياب مؤسسات التعليم العالية المهنية والجامعية في المنطقة.
كلمة الختام كانت لصفا الذي شرح اهداف الدورة التي تندرج ضمن مشروع التدريب المهني وتنمية قدرات الاسرى المحررين وعائلاتهم. واعاد التذكير بالنضالات الكثيرة التي بذلها اهالي البرغلية في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1982 وحيا العشرات من ابنائها الذين افتتحوا ببطولاتهم معتقلات انصار وعتليت والرملة والصرفند داخل فلسطين المحتلة. واسف صفا لما تعانيه البلدة "من حرمان واهمال مزمن حيث لا يوجد فيها مركز صحي او سيارة اسعاف او مركز تعليمي وتثقيفي وفيها نسبة عالية من الاميين والمتسربين من المدرسة والعاطلين عن العمل من فئة الشباب، الامر الذي دفعنا الى اختيار هذه البلدة لتنظيم الدورة فيها وتنمية القدرات والطاقات الدفينة داخل كل واحد من ابنائها والتي غيبها الحرمان وغياب الفرص".
وأوضح أن "بداية مشروع التدريب كانت من البرغلية وانتقل الى العديسة ودير سريان ولاحقا الى بلدات اخرى على شاكلة الحرمان والحاجة والبطولة ذاتها الموجودة في البرغلية".
وختم صفا كلمته بالتمني بأن "يكون لبنان على شاكلة الزهور التي صنعتها انامل فتيات وسيدات البرغلية لأن الزهور لا تعرف الطائفية والمذهبية والمحاصصة والمصالح الضيقة ونحن في البرغلية سعينا لأن ننشر رسالة المركز المناهض للتعذيب بأن الطائفية هي ايضا تعذيب".
ثم انضم الحسيني والداوود الى صفا والمدربة المسؤولة في الدورة هلا عطوي لتسليم شهادات التخرج على المشاركات قبل ان يتوجهوا الى افتتاح معرض بالاشغال التي صنعنها طوال الدورة.
والجدير ذكره بأن صفا تبرع باسم المركز بكافة الاشغال التي مول شراء معداتها وادواتها الى بلدية البرغلية لتصبح معرضا دائما تستفيد منه البلدة عبر بيعها.