الشيخ قاووق: تشكيل حكومة الشراكة فرصة لإنقاذ البلد من الانقسامات الداخلية

مشاركة:

أحيا ‘حزب الله’ وأهالي بلدة قانا الجنوبية الذكرى السنوية الثالثة على المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني

في تموز 2006 بحق الأبرياء من النساء والاطفال، باحتفال اقامه في باحة المجزرة في البلدة

حضره مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، رئيس بلدية قانا محمد عطية، الشاعر العربي عمر الفرا وعوائل الشهداء ولفيف من العلماء والشخصيات والفعاليات وحشد من الاهالي.

بعد آيات من القرآن الكريم، وضعت مجموعة من اطفال وفتيات الشهداء باللباس الابيض ورودا حمراء على اضرحة الشهداء، ثم قدمت فرق من كشافة الامام المهدي عروضا فنية، تلا ذلك استعراض فرقة من مجاهدي السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي حيث أدوا القسم للمقاومة وامينها العام على "متابعة المسيرة والمضي في درب المقاومة".

وبعد مجلس عزاء حسيني عن أرواح الشهداء، كانت كلمة لرئيس بلدية قانا محمد عطية الذي لفت الى "ان بلدة قانا قدمت الشهداء في 1996 و2006 وأصبحت شاهدة على الاجرام الصهيوني بحق الابرياء من الاطفال والنساء"، وحيا "المقاومة والجيش الوطني اللبناني على التضحيات الجليلة في سبيل كرامة الوطن".

وألقى الشاعر الفرا قصائد من وحي المناسبة للمقاومة وامينها العام والشهداء.

قاووق

ثم تحدث الشيخ قاووق، فرأى "ان تشكيل حكومة الشراكة الوطنية هو انتصار للوحدة الوطنية ولكل اللبنانيين وفيه فرصة حقيقية من اجل إنقاذ البلد من الانقسامات الداخلية"، مؤكدا على "اننا على مسافة قريبة جدا من تحقيق حكومة الشراكة الوطنية وأن ما تبقى لا يشكل عقبة حقيقية تؤخر تحقيق هذه الحكومة"، وقال: "هذا انجاز لكل الفرقاء اللبنانيين ولكنه بالدرجة الأولى انجاز للمعارضة وجماهيرها التي كانت ولا تزال تطالب بحكومة الشراكة الوطنية".

وأشار الى "ان أكثر المتضررين والخاسرين من التوافق الذي حصل هو أميركا المنزعجة من التوافق على حكومة الشراكة الوطنية"، لافتا الى "ان ما حصل من تجديد العقوبات الأميركية بحق شخصيات لبنانية وسورية هو تعبير عن الحنق والخيبة الأميركية من التقدم في مسار تشكيل حكومة شراكة حقيقية"، وقال: "إن التوقيت هو توقيت مشبوه مئة بالمئة بحيث أن أميركا تريد أن تدخل على خط المباحثات في تشكيل الحكومة من اجل حرف مسار التوافق والمناخات الايجابية لانها غاضبة ومنزعجة جدا من أن تتعزز قوة المقاومة سياسيا وأن يتعزز دور لبنان على مستوى المنطقة".

اضاف: "على اللبنانيين أن يعرفوا أن الخطر الحقيقي الذي يهدد مسار التوافق هو الأيدي السوداء الأميركية التي تريد أن تمتد لتعطل ولتجعل اللبنانيين يستمرون أكثر فأكثر في انقساماتهم الداخلية. وان من يريد ان يغرقنا بالتفاصيل بما تم التوافق عليه فان المواقف الوطنية لأركان المعارضة وللأقطاب الرئيسية في 14 آذار كفيل بان يعزز من خيبة أميركا ومن انعزال المتضررين في الداخل".

وأكد الشيخ قاووق "أن إسرائيل لا تزال تعيش عقدة ما ستفعله أمام ما أعدته المقاومة من مفاجآت كبرى، وهي لا تملك إلا أن تبقى غارقة في بحر من الخوف والرعب من هذه المفاجآت"، لافتا الى "ان كل التصريحات الإسرائيلية والحرب النفسية لا تقنع الإسرائيليين ولا تعيد الثقة المفقودة بين الشعب والجيش الاسرائيلي، بينما تزداد ثقة شعبنا وامتنا بالمقاومة اكثر فاكثر، وهذا فخر للبنان وتأكيد على عظمة ما تحقق من انتصار في تموز 2006".

وأشار الى "ان استراتيجية المقاومة في لبنان في التحرير والدفاع هي ضرورة وطنية وهي الضمانة الحقيقية للبنان في مواجهة كل الاحتمالات الاسرائيلية"، وقال: "لا ننسى أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر لا تزال محتلة وان السماء اللبنانية لا تزال تنتهك بالخروق الإسرائيلية، وبالأمس القريب اخترق الإسرائيليون الحد الفاصل عند تلال كفرشوبا وأقاموا ساترا ودشما وتمركزت عدة دبابات ونصبوا الكمائن وانكشف امام كل العالم عجز القوات الدولية عن إزالة هذا الخرق بالرغم من كل الوعود التي قطعوها للسياسيين في لبنان ولأهالي كفر شوبا". اضاف: "ماذا يبقى للبنان ولأهالي العرقوب وكفرشوبا غير الاعتماد على معادلة المقاومة للدفاع عن السيادة ولانتزاع ما تبقى من حرية لأرضنا المحتلة".

وسأل "هل نراهن على انحياز مجلس الأمن لإسرائيل أم على صداقة مزعومة وكاذبة من أميركا للبنان؟ وأميركا ليس لها من صداقة مع احد في لبنان بل صداقتها مع إسرائيل بالرغم من كل الدعايات والتصاريح الخداعة".

وقال الشيخ قاووق: "إن قوة لبنان الحقيقية والإستراتجية ترتكز على قوة المقاومة وعلى احتضان الشعب الوفي والأبي لها وعلى التنسيق الكامل بين المقاومة والجيش اللبناني، اما ان يقول بعض اللبنانيين بعد كل التجارب في الرهانات الفاشلة على الدبلوماسية لاستعادة الأرض بان علينا أن نغير في طريقة تحرير الأرض، وان الاراضي المحتلة في مزارع شبعا صغيرة ولا تستحق أن نبذل تجاهها الدماء والتضحيات، فإن هذا الاستخفاف بتحرير الارض المحتلة هو اكبر من خطيئة بحق كل الوطن والسيادة اللبنانية، ان كل حبة تراب محتلة من أرضنا تستحق كل التضحية وان نجعلها قضية لبنان الأولى لأنها تعني كل الكرامة اللبنانية".

وفي حين اعتبر الشيخ قاووق "ان المقاومة تشكل الطريق الوحيد والمضمون للوصول الى انتزاع حرية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا"، أكد "أن أولوية حزب الله برغم كل الانشغالات والاستحقاقات الداخلية هي تحرير ما تبقى من ارض محتلة وحماية السيادة اللبنانية من كل الخروق الجوية والبحرية والبرية"، مطالبا حكومة الشراكة الوطنية القادمة بأن "تعطي الأولوية المطلقة للدفاع عن السيادة اللبنانية من الخروق الإسرائيلية والعمل بكل الخيارات من اجل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا"، وقال: "أمام التحديات التي يفرضها نتنياهو والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة والاستفزازات المتصاعدة ضد لبنان، نحن نعلم أن تسريع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فيه تعزيز لقوة لبنان أمام كل التحديات الخارجية، وأن ما تحقق على هذا الصعيد هو انجاز يؤمن الشراكة الحقيقية التي طالبت بها المعارضة".