البرغليّة تقاوم حرمانها… بالزهور

مشاركة:

قلما تستعيد الذاكرة بطولات أهالي بلدة البرغلية الجنوبيّة، التي افتتحت المقاومة ضد الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982

 واستمرّت حتى خروج العدو من المنطقة.

قليلون يتذكّرون هذه الأسماء: رفعت وطلعت الموسى وقاسم درويش وغسان مرعي وشحادة دياب.. الذين كانوا أسرى لعدّة سنوات في معتقلات انصار والرملة وعتليت والصرفند في فلسطين المحتلة.

رغم هذه الإنجازات التي قام بها أبناء تلك المنطقة، إلا أنها لم تكن لتقيهم الحرمان والفقر المدقع الذي دفعهم إلى العمل أجراء في بساتين القرى المجاورة والورش الصناعية من أجل تأمين لقمة العيش.. ومنهم الأسرى المحررون الذين لم تنصفهم دولتهم.

لكن، وسط هذا الإهمال، ثمّة من لا يزال يحتفظ لهذه المنطقة ولأسراها المحرّرين بـ«تاريخها»، ومنها لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين في السجون الإسرائيلية ومركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب. فقد عمد الشريكان إلى ضمّ البلدة إلى مشروع التدريب المهني وتنمية قدرات الأسرى وعائلاتهم الذي يقومان به في العديد من المناطق. وفي إطار هذه العمليّة، خرّج الشريكان، بالتعاون مع البلديّة، أول من أمس، خمساً وثلاثين مشاركة في دورة تنسيق الزهور وصنع الأشغال اليدويّة التي كانت قد أجريت قبل شهرين.

وتخلل حفل التخريج افتتاح معرضٍ للمنتجات التي صنعتها أيدي المشاركات، في جناحٍ خاص داخل مقر البلدية. وقد حضر هذا الاحتفال رئيس البلدية مصطفى الداوود والأمين العام لمركز الخيام محمد صفا ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني. وقد أجمع المتكلّمون على أن الهدف من هذه النشاطات هو رفع الإهمال عن البلدة التي نسيتها الدولة، حيث لا يوجد فيها «لا مستوصف ولا سيارة إسعاف ولا حتى مركز ثقافي». وأكثر من ذلك، تعاني هذه المنطقة من نسبة مرتفعة من الشباب الأميين والمتسرّبين من المدارس والعاطلين من العمل، وخصوصاً في فئة الإناث.

ولأن «الطائفية والإهمال والحرمان تعذيب أيضاً»، أعلن صفا تبرّع المركز بمحتويات المعرض الذي كان قد أمّن كل لوازمه وأدواته «ليصبح معرضاً دائماً للزهور في البرغلية المحرومة». ولفت إلى «أنّ هذا الأمر يمكّن النساء والعاطلين من العمل من صنع المنتجات وبيعها والاستفادة منها مادياً».