الأنباء عما تخطط له اسرائيل في جنوب لبنان تثير الحذر

مشاركة:

نقلت صحيفة ‘الوطن’ السورية عن مراقبين للوضع في جنوب لبنان مع التطورات الأخيرة في خربة سلم وكفرشوبا، طرحهم علامات

استفهام حول بعض الدور الذي تمارسه القوة الدولية المعززة في الجنوب "اليونيفيل"، إذ يرى هؤلاء أن من المهام الأساسية لهذه القوة استدراك أي حوادث تؤدي إلى توترات محلية خطرة.

ويسألون، على سبيل المثال، عن تباطؤ القوة الدولية في معالجة وإزالة الخرق الإسرائيلي قرب "بوابة حسن" في بركة كفرشوبا وإزالة أسلاك شائكة الذي كان الدافع لأهالي المنطقة إلى اقتحام الموقع وزرع العلم اللبناني وراية "حزب الله" فوق الساتر الترابي الذي أقامه الجيش الإسرائيلي.

ويعتبر المراقبون أن حجة القوة الدولية المعززة بأن كفرشوبا خارج نطاق عملياتها باعتبارها مرتبطة بملف مزارع شبعا، إنما هي حجة غير موضوعية وغير مقبولة، ذلك أن الخرق الإسرائيلي هو الذي تسبب بكل التوتر الذي حصل في الجنوب في اليومين الأخيرين، وكان على القوة الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في استدراك أي توترات حتى لو اجتهدت قيادتها أحياناً.

ويشير هؤلاء إلى أن على قيادة القوة الدولية التحلي بمزيد من الحكمة في تعاطيها اليومي مع الخصوصيات اللبنانية، والابتعاد قدر الإمكان عن إثارة الحساسية المرتبطة بهذه الخصوصيات، وذلك منعا لتكرار مشهد المواجهة التي حصلت أول من أمس بين أفراد الكتيبة الفرنسية العاملة في "اليونيفيل" وأهالي منطقة خربة سلم في قضاء بنت جبيل، الذي تخلله قيام سكان البلدة بإقفال الطريق العام في محلة بئر السلاسل- خربة سلم احتجاجاً على قيام القوة الدولية بمحاولة دهم أحد المنازل في المنطقة التي انفجر فيها مخزن ذخيرة قبل أيام.

ويعتبر المراقبون أن الأيام المقبلة هي مفصلية في تحديد ما تخطط له إسرائيل على مستوى الجنوب اللبناني، وخصوصاً أن كل الأنباء الآتية من تل أبيب مباشرة أو بالتواتر عبر مسؤولين أوروبيين وغربيين، تثير الحذر واللا اطمئنان.

وكانت "الوطن" قد كشفت، في التاسع من هذا الشهر، أن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير عبّر للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته القصيرة لبيروت في السابع منه عن قلقه من تطوّر إسرائيلي غير محسوب على الجبهة الجنوبية. وحضّ هؤلاء المسؤولين على التنبّه إلى الخطر الإسرائيلي، بقوله لهم: "فلتبقوا عيونكم مفتوحة على إسرائيل التي قد تهرب من الضغوط الأميركية والأوروبية عليها لجعلها تلتزم عنصر التسوية السلمية، بحرب على لبنان".

ويرى المراقبون أن هذا الإنذار التنبيه مؤشر خطر، وعلى المسؤولين اللبنانيين مقاربته بجدية ومسؤولية عالية ليجنبوا بلدهم تداعيات أي هروب إسرائيلي إلى الأمام، وهو أمر اعتادت تل أبيب على الركون إليه كلّما واجهت تحديات أو التزامات سلمية وتهدوية تفوق قدرتها وقدرة حكومة بنيامين نتنياهو على الإيفاء بها.