حرب تموز 2006: قصف حيفا وما بعد بعد حيفا

مشاركة:

لقد اسس تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باستهداف حيفا وما بعد بعد

حيفا ترجمته علمياً من قبل المقاومة وتهديده بقصف تل ابيب اذا قُصفت مدينة بيروت واسس ذلك لمرحلة جديدة ليس لحرب تموز فحسب انما لما بعدها حيث اصبح الداخل الاسرائيلي بمدنه ومناطقه البعيدة، مناطق امامية تطالها صواريخ المقاومة الامر الذي دفع اسرائيل فيه للبحث عن السبل الكفيلة لمواجهة هذا التهديد المستجد.

الامين العام لحزب الله وفي سلسلة من الاطلالات عبر الشاشة خلال حرب تموز عام 2006 قال في اطار الرد على عدوانية الاحتلال وهمجيته واعتداءاته: "الى حيفا وصدقوني الى ما بعد حيفا .. والى ما بعد بعد حيفا. اذا قصفتم عاصمتنا (بيروت) سنقوم بقصف عاصمة كيانكم الغاصب .. اذا قصفتم مدينة بيروت فالمقاومة الاسلامية ستقصف مدينة تل ابيب ..".

فاسرائيل ما قبل هذا الكلام هي غير تلك التي اصبحت بعده، فاسرائيل التي كانت تخوض حروبها دوماً على ارض اعدائها وفق نظرية بن غوريون الشهيرة، استيقظت في حرب تموز على انكشاف عمقها وجبهتها الداخلية، التي اصبحت بمثابة جبهة امامية اثر انكشافها امام التهديد الصاروخي الذي مثلت صواريخ المقاومة في حرب تموز افضل تجسيد له، بعدما اصابت هذه الصواريخ كل منطقة الشمال ولامست المنطقة الوسطى وكادت تطال تل ابيب. هذه الحقيقة باتت امراً واقعاً فرضت على العدو البحث في السبل الكفيلة بمواجهة اي تهديد مقبل سيطال كافة الاراضي الفلسطينية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.

فبعد تهديد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بضرب تل ابيب سارعت الجهات الاسرائيلية المختصة وبلدية تل ابيب الى الكشف على مدى جهوزية الملاجئ العامة في المدينة، البالغ عددها مئتا ملجأ، لتكتشف حقائق مقلقة بشأن عدم جهوزية هذه الملاجئ لاستيعاب المستوطنين الذين سيلجأون اليها في حال الاضطرار في مواجهة خطر الهجمات الصاروخية. فما كان من هذه الجهات التي تولت الفحص الا ان اوصت بعدم استخدام هذه الملاجئ حتى اصلاح الاعطال. وتجنباً للعواقب الوخيمة التي ستحصل في حال تعرض تل ابيب للقصف الصاروخي بدأ العمل من اجل اعداد هذه الملاجئ لمواجهة حالات الطوارئ.

وفي هذا الاطار تأتي مناورات نقطة تحول واحد واثنان وثلاثة الدورية السنوية التي شملت سيناريوهات متعددة لسقوط صواريخ في اغلب مناطق فلسطين المحتلة تؤدي لسقوط مئات القتلى والاف الجرحى ونزوح ملايين المستوطنين، اضافة الى حصول دمار كبير في المنشآت وشلل شبه تام في خطوط المواصلات الرئيسية والموانئ والمطارات وتعرض اغلب المنشآت العسكرية والاستراتيجية الموجودة في العمق الصهيوني للقصف بالصواريخ الدقيقة والمدمرة.

المحلل العسكري في تلفزيون العدو "رون بن يشاي" علق بالقول ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية ستتعرض بالكامل للقصف الصاروخي في اي حرب مقبلة، وستكون الجبهة الاساسية منذ بداية الحرب، خصوصاً ان العدو ووفق "بن يشاي" هو عدو مختلف عن السابق، يعرف كيف ينتشر على الارض ويختفي فيها بمجموعات صغيرة تطلق صواريخها من كل مكان، ما يحول هجماتها الى هجمات نوعية، مشيراً الى ان حرب لبنان الثانية كانت مجرد نموذج عن الحروب المستقبلية.