
مشاركة:
تستمر السفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون في تدخلها بالشؤون اللبنانية بشكل
مخالف للاعراف الديبلوماسية لاسيما بشؤون قوى الامن الداخلي تحت ذريعة تقديم برنامج مساعدات لهذه القوى ما يثير كثيراً من الاسئلة حول اهداف هذه المساعدات وتجاوزها حدود السيادة اللبنانية.
فتكاد لا تمر مناسبة او احتفال لقوى الامن الداخلي في الاشهر الاخيرة الا وتكون السفيرة الاميركية سيسون حاضرة فيها راعية او مفتتحة واحياناً واعظة، حتى اصبحت سيسون وكأنها القائد الاعلى لشرطة لبنان او الولاية الواحدة والخمسين الاميركية بعد ولاية الاسكا.
جديد سيسون هذه المرة وضع حجر الاساس لمبنى اكاديمية قوى الامن الداخلي الجديد في الوروار وهناك تحدثت عن شراكة مع هذه القوى واستثمار وصل الى تفاصيل هكلية المطبخ وغرف منامة العناصر الامنية فيما حرص قائد المعهد على تضمين كلمته عبارة ان هذه المساعدات غير مشروطة.
وقالت السفيرة الاميركية ميشال سيسون: "لقد خصصت الولايات المتحدة مبلغ 7.5 مليون
دولار أميركي لبناء هذه المنشآت. ولقد أنفق هذا المال في المكان المناسب وهو استثمار جيد. شراكتنا ستستمر مع قوى الأمن الداخلي في النمو والتقدم. ونحن سعداء جدا بشراكتنا التي تسعى الى تعزيز قدرات قوى الأمن الداخلي".
من جهته القى العميد السوسي كلمة اللواء ريفي فقال: "أن هذه المساعدات والهبات غير المشروطة عبرت عن دعم الولايات المتحدة وصداقتها للبنان وأشاعت في نفوس رجال مؤسستنا ومواطنينا الأثر الإيجابي والطيب".
وبالتأكيد فان الاثر الذي تتركه هذه المساعدات ليس طيباً في نفوس كل المواطنين اللبنانيين وعلى الاقل هناك جزء كبير منهم لا يجد اقل من توصيف ما يمكن اعتباره وصاية اميركية على بعض القوى الامنية، وهو امر برأي سياسيين بالغ الخطورة لانتهاكه السيادة اللبنانية.
وفي هذا المجال يقول النائب والعميد المتقاعد وليد سكرية، عضو كتلة الوفاء للمقاومة لقناة المنار: "التدخل الاميركي حتى المحصور بالولايات المتحدة الاميركية وليس بدول اخرى يجعله نوع من الوصايا للولايات المتحدة الاميركية على هذا الشأن يجعل الوصايا كما دعت لشراكة استراتيجية ما بين الولايات المتحدة الاميركية والقوى الامنية اللبنانية وكأن ذلك ينفذ فعلياً، وكان الولايات المتحدة الاميركية هي من يتدخل في الكبيرة والصغيرة. ان عملية الربط السياسي ما بين الدولة اللبنانية والولايات المتحدة الاميركية والاستعانة بها ان تكون المشرف او المساعد في تجهيز القوى الامنية هذا موقف سياسياً مرفوض لان الولايات المتحدة هي حليف اساسي لاسرائيل وليست حليف اساسي للبنان، وليست مدافعة عن الامن الوطني اللبناني كما هي مدافعة عن الامن القومي الاسرائيلي".
والمثل اللبناني يقول "طعمي التم بتستحي" وهكذا يمكن للولايات المتحدة الاميركية ان تصبح ولية نعمة قوى امنية لبنانية ببرنامج مساعدات لا يتجاوز عشرات ملايين الدولارات على سنوات دون ان يستفز ذلك اصحاب شعارات السيادة والاستقلال الذين يتبارون في استخدام مصطلحات التدخل والوصاية لكن ضد دول عربية واسلامية لا ترطن باللغة الانكليزية.