عميد الاسرى المحررين سمير القنطار لـ ‘الانتقاد.نت’

مشاركة:

للشهادة عمادها، وأيضاً للحرية عماد، تربّع على عرشها طلية ثلاثين عاماً، حتى حملت عملية الوعد الصادق التي أدت الى أسر جنديين

صهيونيين من "العرين الاسرائيلي"، مفتاح زنزانة ملأها الصدأ الحاقد، فسطّرت ارادة المقاومة مجدداً ملحمة بطولية انتهت بتحرير سمير القنطار ورفاقه من الاعتقال وأعادتهم الى خطّ الجهاد الذي لا ولن يتوقف حتى تزول اسرائيل من الوجود.

القنطار نجم عملية الوعد الصادق لا بل هدفها الاساسي التي دأب مجاهدو المقاومة الاسلامية وسيّدها على فكّ أسره بشتّى الوسائل المشروعة، أعرب في حديث لـ "الانتقاد.نت" عن فخره واعتزازه مع حلول الذكرة السنوية الاولى على تحريره، حيث كان هذا الحوار :

كيف تشعر بعد مضيّ عام على تحريرك بالتزامن مع ذكرى عملية الوعد الصادق التي كانت هي المحرك الاساسي في اطلاق سراحكم من سجن الاعتقال؟

اولاً أتوجه بالتحية والاجلال والتقدير لشهدائنا الذين سقطوا من أجل رفعة مكانة هذا البلد ومن أجل عزة هذا الشعب وهذه الامة، هؤلاء الشهداء يجب أن لا ننساهم لحظة واحدة وأن نتذكرهم من خلال الوفاء لهم ولدمائهم عبر المضي في هذه المسيرة، مسيرة المقاومة الاسلامية المظفرة بإذن الله.

وأتوجه بالتحية الى سماحة السيد القائد حسن نصر الله الذي وعد وصدق وكان دائما وفياً لهذه الارض وهذا الخطّ وهذا الشعب.

كما أتوجه بتحية إجلال وإكبار للقائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية الذي كان له الدور الاكبروالمهم في تحقيق هذه الانجازات العظيمة.

أشعر بالفخر والاعتزاز لأن المقاومة التي وعدتني بأن تحررني مرفوع الرأس وفت بوعدها، وأشعر أن هذا البلد قد حقق انجازاً تاريخيا كبيراً، ولهذا يجب أن ندرك معناه دائما وأن نتمسك بانجازاته وأن لا نفرطّ أبداً بكلّ ما وصلنا اليه من عزة وكرامة.

كذلك أشعر أن ما حدث يجب أن يجعلني دائما متيقناً أن هذا الخط هو الخطّ الشريف وهذا النهج هو النهج الصحيح، وأن الوفاء يقتضي أن أبقى فيه.

كيف تقيّم تجربة المقاومة في عدوان تموز بعد مرور ثلاث سنوات عليها؟

الجقيقة أنها كانت تجربة أظهرت العداء وأفرحت الاصدقاء، وهي التي تميّزت بالقدرة على الصمود وعلى القتال الدائم وعلى استهداف عمق العدو وعلى عدم الرضوخ أبداً لاي شروط سياسية كان الهدف منها تصفية المقاومة وروحها وثقافتها في هذا البلد.

أداء المقاومة الميداني كان أكثر من رائع، المجاهدون سطّروا أروع الملاحم وتمكنوا من الحفاظ على كلّ القرى صامدة عزيزة قوية لم يستطع الاحتلال أن يدنّسها وأن يبقى فيها وبالتالي إن هذا الصمود هو سابقة، فلم يحدث يوما أن غزا هذا العدو لبنان الا وتمكن من الاحتلال والبقاء، في هذه المرة هو لم يستطع ان يحتلّ واذا تقدّم هنا أو هناك فهو لم يستطع أن يبقى وهذا من وجهي نظري يعدّ سابقة تاريخية جداً يجب أن تدرّس وأن تحفظ.

ولا ننسى أيضا صمود الناس والسكان والاهالي الذين هجّروا من بيوتهم وبقوا متمسكين بالمقاومة ونهجها.

ما هي الرسالة التي توجهها الى العدو الصهيوني الذي جعلك هدفاً دائماً له رغم الموافقة على ادراج اسمك ضمن لائحة الاسرى في صفقة التبادل التي جرت العام الماضي؟

انا اقول لهذا العدو: كما لم يستطع ان يخيفني أو يثني عزيمتي طيلة ثلاثين سنة داخل الاس، هو أيضا هنا لن يخيفني. أنا ماضٍ في هذا الدرب وباقٍ في المقاومة وأنتظر لحظة أستطيع الوفاء لعهد الشهداء بأن أكون مجاهداً في الميدان أقاتل الاعداء وننتصر عليهم مرةً أخرى ان شاء الله.

العدو يهدّد دائماً بشنّ عدوان أو هجوم هسكري على لبنان وحزب الله ، كيف تردون على ذلك؟

أكرر ما قاله السيد حسن نصر الله ، انه كما لم يكن العدوان السابق نزهة ، فإن العدوان القادم سيكون الردّ عليه قاسياً جداً جداً جداً. المجاهدون جاهزون للتعاطي مع أي عدوان بروح قتالية جهادية عالية جداً وانا واثق بأننا سنهزم العدو الصهيوني مرة أخرى.

ما هي الرسالة التي توجهونها الى من في الداخل ويعتبر نفسه غير معني بهذا الصراع مع العدو؟

نحن لا نراهن أبدا على التمسكن ومحاولة استدراج العطف من هذه الدولة او تلك.

نحن نراهن فقط على أنفسنا وعلى ايماننا بالله سبحانه وتعالى ، ونراهن على صدق قوانا وصدق نوايانا وصدق خطنا، وبالتالي أنصح أن لا يحاول أحد أبداً أن يحرفنا عن انجازاتنا وعن ما حققناه حتى الان، لأننا مصرون على أن نبقى محافظين عليها وأن نمضي في خطّ المقاومة ان شاء الله.