
مشاركة:
بالرغم من كل الكلام الايجابي السائد في البلد حول تشكيل حكومة مشاركة او حكومة وحدة وطنية وغيرها من
التسميات التي توحي بجو من التوافق، وفي حين يعبّر الجميع عن نواياهم الحسنة للوصول الى تلك الحكومة المنشودة، بقي ملف تأليف الحكومة يراوح مكانه لليوم السادس عشر بانتظار الوصول الى "كلمة السر" التي تحمل في طياتها الفرج للمواطن اللبناني الذي يتحمل وحده وزر التأخر والتأخير في ملف تشكيل الحكومة.
علما ان كل المعلومات تؤكد ان الحل الناتج عن توافق داخلي هو الذي يحرك عجلة التأليف بعدما ما شهدناه من انفتاح بين دمشق والرياض وان لم يصل الى حيث يريد القادة في كل من السعودية وسوريا بفعل ضغوط عربية ودولية.
وفي هذا السياق قال المعاون السياســـي لرئيس مــجلس النواب النائب علي حسن خليل في حديث له اليوم الاثنين لجريدة "الســفير" اللبنانية انه "لا ازمـــة على صـــعيد التأليف حتى الآن"، مؤكدا ان "لا شيء جوهريا يعيق التـشكيل لا خارجيـــا ولا محلـــيا"، لافتا ان "هناك قرار جدي من جــانب المعارضة بتــسهيل مهمة الرئـــيس المكلف"، ومضيفا ان "مناخ التسهيل بات ملموسا خارجيا ايضا".
وفي ظل كل هذه الاجواء السائدة يطرح السؤال نفسه بأنه الم يحن للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ان يطرح رؤيته حول تأليفها في ما خص حصص كل طرف بمن فيهم رئيس الجمهورية، خاصة ان الحريري اخذ متسع من الوقت، لعله استشف فيه مطالب ورغبات العديد من الافرقاء السياسين على مستوى الوطن.
وبنفس الاطار نقلت "السفير" عن مصدر في المعارضة الوطنة قوله ان "المعارضة تنـــتظر من الرئيس سعد الحريري تفسيرا عمليا ورقــــميا لكلامه حول رغبته في تشـــكيل حكـــومة يكـــون فيها كل طرف بحاجة الى الآخر"، مشيرا ان "لا مبرر للتراجــع عن مطلب الثلــــث الضامن وتقديم تنازل مجاني"، معتبرا ان "من مســـؤولية الرئيس المكلف ابتكار البديل المناسب الـــذي يطمئن المعارضـــة الى حـفظ حقــها في المشـاركة الفعلــية اذا كان لا يريد الاقرار بالثلث الضــامن".
وبدوره اعتبر مصدر مقرب من "التيار الوطني الحر" ان الوقت قد حان ليطرح الرئيس المكلف تصوراً واقعياً ومنطقياً للحكومة المقبلة يؤمن المشاركة الحقيقية للمعارضة لأن ما عرضه حتى الآن في الكواليس ليس مؤاتياً، منبهاً ان "البلد لا يحتمل الكثير من الانتظار والوقت الضائع"، آملا ان "تكون المبادرة قد عادت فعليا الى الداخل بحيث يصبح التوافق اللبناني مدخلا لتسهيل التوافق الاقليمي وليس العكس".
وفي سياق متصل قالت اوساط مقربة من الحريري للسفير ان "الرئيس الحريري ينتظر التـــوقيت المناسب لطــرح رؤيته المتكاملة والرسمية للصيغة الحكومية"، موضحة انه "ما زال يعـــمل على تهيئة المناخات الإيجابية الملائمة قبل ان يدخل في التفاصيل"، معتبرة انه "لا بد اولا من ايجاد ارضية صلبة يقف اليـــها في مشاوراته"، وابعت ان "الحريري يعتبر ان المطلوب هو حكومة منتجة لا حكومة تتوزع فيها المتاريس وتتحول الى جبهات مفتوحة".