مشاركة:
اعتبر الرئيس السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند ان التفوق المضمون لاسرائيل في حرب لبنان المقبلة يكون في ابلاغ الحكومة اللبنانية بشكل
واضح انها والبنى التحتية سيكونان الهدف لهذه الحرب. ودعا ايلاند الى اعداد خطة دبلوماسية دولية، وطرحها امام الدول الداعمة للبنان والتي ترغب بأن ترى هذه الدولة هادئة ومستقلة، قوامها ان منح "حزب الله" الشرعية المطلقة في لبنان ورفع مكانته السياسية في الحكومة والبرلمان ورعايته سيجعل الحرب مفتوحة امام الجميع ولا تقتصرعلى مواجهة الحزب ومقاتليه ومراكز اسلحته بل كل من يرعى ويدعم هذه المنظمة. ومن وجهة نظر ايلاند فإنّ تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية والتحذير من خطر أَبعاد الحرب المقبلة على لبنان تشكل ايضاً حرباً نفسيّة على السكان الذين سيتعرّضون لنار الجيش الاسرائيلي بشكل اكبر مما كان عليه في حرب تموز .
أيلاند، وفي مؤتمر ينعقد حالياً في معهد ابحاث الامن القومي، اكد ضرورة ان تتخذ الحكومة الاسرائيلية خطوات عدة، في حال اثيرت اجواء توتر عند الحدود الشمالية لا تقدر اسرائيل على تحملها، وتجنيد المجتمع الدولي وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية بموقف اسرائيل بعدم قدرتها على تحمل الوضع وتدعوها الى الضغط على الحكومة اللبنانية لتغيير سياستها تجاه "حزب الله".
وبرأي ايلاند فإنّ الفرق الواضح بين حربي تموز وغزة كان عندما توجه رئيس الحكومة في حينه، ايهود اولمرت، الى واشنطن ومن هناك بعث برسالة واضحة لـ"حماس" والمجتمع الدولي ان اسرائيل غير قادرة على تحمل تعرّض سكان الجنوب لخطر تهديد صواريخها، وبمثل هذه الحالة، يقول ايلاند، مهّدت اسرائيل لتوجيه ضربة قاسية كحق لها في الحفاظ على أمنها وأمن سكانها ونجحت بذلك بتجنيد العديد من الدول الى جانب قرارها بالحرب على غزة على الرغم من الدمار الذي سببته هذه الحرب ومقتل المدنيين.
ولجهة سبل التفوق على "حزب الله" في الحرب المقبلة، يرى ايلاند ان تحديد الجيش هدف الحرب وتنفيذها خلال فترة زمنية قصيرة ومحددة يشكلان عنصرين هامين للنجاح ويوضح:" لو ان اولمرت اعلن في حينه ان اسرائيل ستنفذ حملة عسكرية قاسية يكثف خلالها سلاح الجو ضرباته الجوية بشكل واسع، لكان الثمن الذي يدفعه "حزب الله" كبيراً، وفي وقت يصرخ العالم فيه داعياً الى وقف العملية، تكون اسرائيل قد حققت على الاقل هدف قوة ردعها.
يُشار إلى أنّه وفق برنامج المؤتمر فسيشارك فيه ايضاً رئيس اركان الجيش في حرب تموز، دان حالوتٍس ، الذي اضطر الى الاستقالة من منصبه بعد تشكيل لجنة فينوغراد، التي حققت في اخفاقات حرب تموز. وبعد صمت له منذ انتهاء الحرب، خرج حالوتس لوسائل الاعلام الاسرائيلية قبل اكثر من شهر وحاول في مقابلاته الحديث عن الجوانب التي يعتبرها انجازات لجيشه وكان ابرز ما صرح به ان الجيش حاول اكثر من مرة اغتيال الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، لكنه فشل.