وفد «حزب الله» يزور الشيخين حسن والغريب

مشاركة:

واصل الوفد العلمائي لـ«حزب الله» جولته على المرجعيات الروحية الدرزية، في خطوة جاءت ترجمة عملية لمناخ التوافق والانفتاح

بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«حزب الله» الذي أرسى عناوينه الأولى لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط

وهي خطوة من المتوقع أن تكون لها مفاعيل إيجابية لجهة ترسيخ الاستقرار عنواناً للمرحلة المقبلة. وزار الوفد برئاسة الوكيل الشرعي العام عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في فردان. كما زار الشيخ ناصر الدين الغريب في كفرمتى ـ قضاء عاليه.

وأكد الشيخ حسن عقب اللقاء أن «الوحدة الوطنية تبقى فوق كل اعتبار»، وأمل أن تكون «صفحة الخلافات السابقة قد طويت إلى غير رجعة»، ودعا إلى «فتح صفحة جديدة على قاعدة بناء الثقة والاحترام المتبادل بين الأطراف بما يضمن التنوع ويحميه»، وأكد على «أهمية رص الصفوف على المستوى الداخلي من أجل الوحدة الوطنية ولمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الكبرى، وفي طليعتها التهديدات الإسرائيلية المتطرفة التي تسد كل منافذ التسوية في الشرق الأوسط وتقطع الطريق على المبادرات السلمية».

وأثنى الشيخ حسن على اللقاء الذي جمع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط معتبرا أنه «يأتي لتمهيد الطريق أمام مرحلة جديدة قوامها التعاون والصدقية والشفافية، مع ما سيتركه ذلك من آثار إيجابية على المستوى الوطني ككل».

مضيفاً: «ان المقاومة تولد في أفئدة الموحدين، وفي أي مجال كان في التصدي للاحتلال والغزاة والحفاظ على المقدسات. ونتمنى على المقاومة الإسلامية بما حققته من نصر وإنجاز عجزت أمم عن فعله، أن تكون مثالا يقتدى لنسج العلاقات المترابطة بين كل الدول الإسلامية».

وقال الشيخ يزبك من جهته: «جئنا الى هذه الدار المباركة بعد الزيارة المباركة لمشايخنا في الجبل الذين استقينا منهم الحديث الواحد، عليكم بالوحدة وعليكم ان تكونوا دعاة ومبادرين للوحدة، وكلنا متفقون على أن عدو لبنان هو عدو كل لبناني، والعدو هو اسرائيل، وعلينا أن نعمل من أجل تحصين هذا الوطن من هذا العدو، وأنتم تعلمون ان رئيس وزراء العدو يتدخل في شأننا اللبناني وفي تأليف هذه الحكومة، وكان الرد عليه من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وقد عبر عن تطلعات اللبنانيين لجهة أنه تدخل في الشأن اللبناني، ولا يمكن للحكومة إلا أن تكون بكل مقومات هذا ومكوناته، ونحن جميعاً نمثل المكون الحقيقي لهذا الوطن، لا اسرائيل، ولا غيرها من الذين يريدون العبث بهذا الوطن.

نقول لكل العالم إننا في لبنان اليوم نتوجه الى وحدة وتماسك ليكون الوطن قوياً ومتجذراً بأهله وعقائده وأرزه وسنديانه، بكل مقوماته، في مواجهة الألاعيب، ليبقى عاصياً على الآخرين، وقد أثبتنا أن لبنان بأهله وشعبه وجيشه ومقاومته، وان مقولة ان لبنان قوي بضعفه ولت الى غير رجعة».

عن مواقف النائب وليد جنبلاط، قال: «نرى أن هذه المواقف طيبة وجديرة بالاهتمام، ونلمس حرصه على وحدة لبنان ومكونات الوطن».

حول زيارة النائب جنبلاط لدمشق، قال ان «جنبلاط حدد أنه يزورها عندما تزال كل العقبات من الطريق، ونحن مع دمشق نتطلع جميعاً الى مصلحة لبنان وسوريا وبالاحترام المتبادل، الآن تأخذ الامور مجراها وتعبد الطريق إن شاء الله لما يعود بالنفع على اللبنانيين وعلى العرب بشكل عام، ونحن نعرف أن الاستاذ وليد جنبلاط يتطلع من خلال رؤيته القومية والعربية، ولن يتخلى عن هذه الرؤية، وسوف يلتقي مع كل أصحاب هذه الرؤية في دمشق وغيرها».

عما يعوق زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية، قال: ليس ثمة أي إعاقة لزيارة مفتي الجمهورية، عزيزنا وحبيبنا، وإن شاء الله تكون الزيارة قريباً.

بعدها زار الوفد الشيخ ناصر الدين الغريب في بلدة كفرمتى ـ قضاء عاليه، وكان استقبال شارك فيه ممثل الوزير طلال ارسلان مدير الداخلية في الحزب الديموقراطي اللبناني لواء جابر والشيخ ابو مصطفى حسين الصايغ وحشد من المشايخ الدروز.

بعد اللقاء اشاد الشيخ يزبك بالرؤية «الصائبة والموحدة» و«الخندق الواحد» لإرسلان وجنبلاط، معتبراً «إن هذه الوحدة تبعث على الأمل والتطلع الى المستقبل، ونحن نكبر هذا التكاتف وهذه الوحدة وهذه الرؤية الصائبة لأجل توحيد الجبل، فيكون منطلقاً للوحدة اللبنانية ولوحدة اللبنانيين جميعاً».

اضاف: نحن وإياكم جسد واحد ومنطلق ورؤية واحدة، وشاء الله أن يعزنا بهذا الوطن لبنان، وأن يعز لبنان بوجودنا المتنوع، باجتهاداتنا المتعددة التي تصب في نهاية المطاف في خدمة الوطن ووحدته وخدمة الإنسان، والأخذ بيده الى ما فيه خيرنا وصلاحنا».

وتابع: نحن اليوم معكم من أجل الحفاظ على الوطن وتحصينه، ولا يحصن الوطن إلا بوحدة أهله وشعبه وقدرته وإمكاناته وقواه الأمنية وجيشه المدافع عنه ومقاومته التي أخذت على عاتقها أن تحفظ هذا الوطن وتحميه، ونحن ندرك جيدا أن انطلاقة المقاومة هي في هذا الجبل الأشم الذي يرفض الذل والهوان».

ورحب الشيخ الغريب من جهته بالوفد، قائلا: إن ما يجمعنا معكم كثير، وأما ما يباعد بيننا فليس له وجود. أول ما يجمعنا في هذا الوطن هو لبنان، الوطن الحبيب الذي نتفيأ ظلال أرزه الخالد جميعاً، مسلمين ومسيحيين، وما يجمعنا أيضا هو الدفاع المشترك عن الوطن، والمقاومة أساس فيه الى جانب الجيش الوطني اللبناني.

وبما أننا ذكرنا لبنان وأرزه الخالد، فقد صار حرياً بنا أن نذكر ثورة الأرز. إن ثورة الأرز هي التي كانت لحماية الثغور اللبنانية منذ ألف سنة، ولإسقاط 17 أيار في وجه الدول الغازية وعلى رأسها العدو الإسرائيلي. ثورة الأرز هي المقاومة التي حررت جنوبنا الحبيب والتي دفعت الثمن الغالي بالدم وغير الدم من اجل لبنان كله.

ان ما قيل في الماضي وهنا وهناك ربما كان افتراءً. إننا نقدر لهذه المقاومة ولهذا الشعب النضال المستمر والتضحيات من أجل لبنان وشعبه وعروبته. ولقد ثبت أن المقاومة أينما كانت في لبنان أو في فلسطين أو العراق، هي العنصر الأساسي في تحرير الأوطان الى جانب جيوشها، وأن هذا العدو الرابض على حدودنا لا يفهم بلغة التفاوض بل بلغة السلاح».

 

اضاف: نقول لنتنياهو كلنا مقاومة في سبيل لبنان، وليس فقط المقاومة الوطنية والإسلامية، كل شعب لبنان يتمنى ويرغب في أن يكون مدافعاً عن كل حبة تراب في هذا الوطن. وأما ما حدث في الماضي القريب هو سحابة صيف كنا نتمنى ألا تكون، ولكن المخابرات الدولية والإقليمية التي تتحكم في أمن هذا الوطن الى حد ما، كان لها الذراع الأساسية في تغذية هذه النعرات وهذه الفتن».

وسأل: «أيصح ان تحضر سفيرة دولة أجنبية لتخريج ثلة من الأمن الداخلي في لبنان؟ هذا لم يحدث حتى في وقت الانتداب، فكيف بنا اليوم؟».