جنبلاط: هل عاد الأميركيون إلى منطق الضربات الاستباقية للبنان وإيران؟

مشاركة:

استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وفدا من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» برئاسة ابو عماد رامز

 

بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل ابو فاعور. وهو الاجتماع الاول بين الطرفين منذ سنوات بعد مرحلة الخلاف حول موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

وأفاد بيان للتقدمي انه «تم عرض آخر التطورات المتصلة بالقضية الفلسطينية، لا سيما في ضوء المواقف الاسرائيلية المتطرفة. كما نوقش ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي اكد النائب جنبلاط على ضرورة تحقيقها في اسرع وقت ممكن لمواجهة المخاطر الاسرائيلية».

وتم البحث في «اوضاع اللاجئين الفلسطينيين وضرورة اعطائهم حقوقهم المدنية والاجتماعية، بما يحسن مستوى معيشتهم ويرفع عنهم الظلم والحرمان بعيدا عن السجالات السياسية العقيمة حول التوطين». وكان نقاش ايضا في سبل تفعيل وتكريس خطوات التقارب اللبناني ـ الفلسطيني «بما يعزز استقرار لبنان والتزامه القضية الفلسطينية».

من جهة ثانية، نوّه جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة «الانباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، بـ«الخطوة الايجابية والبناءة التي قام بها الوفد العلمائي من حزب الله عبر جولته على المرجعيات الدينية الدرزية»، وقال: هذه الخطوة هي بداية الترجمة لما اتفق عليه في الاجتماع مع السيد حسن نصر الله، والتي ستليها خطوات عديدة أخرى لتكريس مناخات التهدئة والاستقرار الداخلي، ولإعادة وصل ما انقطع قسرا بفعل الخلافات السياسية والتجاذبات التي طبعت المرحلة السابقة.

وأضاف: كان لهذه المبادرة مفاعيل إيجابية لطي صفحة السابع من أيار الأليمة بصورة نهائية وتامة، ولفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون وإعادة بناء الثقة والصدقية، بما ينتج تدريجيا التوافق الاسلامي اللبناني العريض لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية الكبرى المتلاحقة والمتسارعة، والتي تبدأ في العراق ولا تنتهي عند حدود أفغانستان وباكستان.

وشدد جنبلاط على «ان الخروج من الماضي بكل محطاته ومآسيه، هو مسؤولية جماعية يفترض بكل القوى السياسية أن تدفع باتجاهها، لأن الانزلاق الى التناحر الداخلي مجددا هو خيار مدمر لجميع اللبنانيين، ولا يجوز العودة اليه مهما كان الثمن». وقال: هنا كانت أهمية وعي ما ورد في «دير شبيغل» والهدف منه إشعال الفتنة في لبنان، أسوة بالعنف الذي يستفحل في العراق وأفغانستان وباكستان. كما أن المتغيرات الكبيرة التي تتوالى على المستويين الإقليمي والدولي تحتم على جميع الاطراف السياسية إدراك مخاطر استمرار الانقسام الداخلي وانعكاس هذا الانقسام على قدرات لبنان في مواجهة أية مغـامرات إسرائيلية جديدة عبر البوابة اللبنانية.

أضاف: هنا، لا بد من التساؤل عن التصريح الاخير لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يعطي فيه إسرائيل الحق بالقيام بضربة عسكرية ضد إيران، تحت عنوان أن إسرائيل هي «دولة ذات سيادة» وفق تعبيره. فهل هذا التصريح هو زلة لسان أم أنه عودة مقصودة الى منطق الضربات الاستباقية، التي سبق أن تبنتها إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وقامت بغزوها للعراق؟

فما الذي يمنع إسرائيل، وفق هذا المنطق، أن تتذرع في المستقبل القريب بأن المقاومة في لبنان تهدد أمنها وتقوم بضربة استباقية عدوانية جديدة على لبنان؟ وما الذي يمنعها أن تطبق الامر عينه في فلسطين وتقوم بحرب جديدة على شاكلة حرب غزة، تحت شعار ما تسميه زورا محاربة الارهاب، بينما هو حق مشروع في مقاومة الاحتلال؟.

وتساءل: «أين أصبحت مهمة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل؟ وأين أصبح الكلام الجميل للرئيس الاميركي باراك أوباما حول الاستيطان وضرورة تجميده؟ فهل دفنت هذه المقاربة وستقام لها مراسم العزاء قريبا، أم أن القبول بشعار يهودية دولة إسرائيل صار يعلو فوق كل الاعتبارات الأخرى، بهدف ضرب كل مرتكزات عودة اللاجئين الفلسطينيين والقيام بحملة تهجير جديدة لفلسطينيي الداخل، والقضاء على بقايا أوهام قيام دولة فلسطينية والحصول على التطبيع العربي المجاني؟.

وختم جنبلاط: هذا جانب من التحديات التي يفترض أن تدفع كل القوى السياسية في لبنان لاجراء قراءة دقيقة للمستجدات والتحولات بدل التلهي في سياسة تصنيف المواقع وتحليل نظريات التموضع هنا وهناك. إن عدم حصول هذا النوع من المراجعة يعني الاستمرار في سياسة الانغلاق وإطلاق العنان لمواقف سابقة متكررة، من دون القيام بالحد الادنى من الرؤية النقدية للمتغيرات بكل مفاصلها ومعانيها وعناوينها.