الحكومة اللبنانية العتيدة.. بين الداخل ومطابخ التأليف الخارجية

مشاركة:

لا يجد المراقبون افقاً زمنياً لولادة الحكومة اللبنانية العتيد لارتباطها بمفاوضات اقليمية ودولية

متشابكة، بينما تطالب غالبية اللبنانيين بابعاد مساعي تاليف الحكومة قدر الامكان عن المطابخ الخارجية وتأليفها محلياً اذا امكن.

فبين الداخل والخارج يعلق تأليف الحكومة اللبنانية المقبلة الى موعد غير محدد برغم ما يحيط ذلك من تطمينات يبثها الرئيس المكلف سعد الحريري خلال لقاءاته وفي ظل اجماع لبنان على اراحة البلد في هذه الظروف بعد انتخابات اثبتت قدرة اللبنانيين على ادارة شؤونهم الى حد ما بغض النظر عن قانون الانتخابات ونتائجها.

وبرغم تأكيد الحريري مراراً وتكراراً على ان انتاج الحكومة سيكون لبنانياً فان البعض يجد ان القضية اللبنانية عبارة عن نقطة في بحر حوار دمشق – الرياض، ما يؤشر الى ان الاولويات الاقليمية قد تدفع الاولوية اللبنانية بتشكيل حكومة الى الخطوط الوسطى وربما الخلفية.

وفي هذا الاطار يقول الوزير السابق عصام نعمان لقناة المنار: "المشهد اللبناني بمعنى تأليف الحكومة، مشهد جانبي سواء ذهب السيد سعد الحريري الى دمشق قبل تأليف الحكومة او بعدها. الموضوع ابعد من ذلك بكثير يجب ان لا ننسى ان هناك مبادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما الرامية الى احياء العملية السياسية. فالزيارات والاتصالات واللقاءات وربما القمم هدفها اغراء السوريين بالمشاركة".

الشارع اللبناني يعايش حالة الفراغ السياسي في ظل حكومة تصريف اعمال ومجلس نيابي انهى مهماته الاولية بتكليف رئيس لتشكيل حكومة جديدة ترسم معالمها اتفاقات خارجية وينتظر سياسو لبنان تظهيرها باسلوبهم الخاص.

والى حينه يستغل اللبنانيون اوقاتاً هادئة قل نظيرها خلال السنوات الاربع الماضية وبالشغف نفسه الذي يبحث فيه بعض اهل السياسة عن اسلوب يحفظ ماء الوجه في استعادة العلاقة مع دمشق.

وفي هذا المجال يقول احد المواطنين رداً على سؤال: "نحن نتمنى ان تولد الحكومة من هنا، وتكون حكومة وطنية لبنانية. لكن نحن وللاسف نرى ان ذلك يتم في الخارج".

ويقول مواطن آخر: "هذه الامور اصبحت خارجة عن ارادتنا، عن ارادة الشعب، هم يقومون باجراء انتخابات للنواب لكن الاتفاق تجري بين الدول".

اما احد المواطنين فدعا الى ان يحل الامر فيما بين اللبنانيين، ولا يجب ان يكون كل شيء من الخارج".

لا يبدو ان الغد قريب لناظره في تشكيل الحكومة برغم ملاحظة نشاط لبناني – لبناني تمثل باطلاق حوارات داخلية قد تؤثر ايجاباً عبر فرز مناخ يؤسس لتوليفة سياسية من لون جديد لن تكون بمنأى عن تأثيرات التقلبات الاقليمية.