
مشاركة:
بغياب أي تمثيل رسمي، شيّعت الشهيدة زينة الميرو أمس بمأتم شعبي حاشد انطلق من منزل ذويها في منطقة عائشة بكار،
وصولاً الى جامع الخاشقجي
حيث صلى على جثمانها الشيخ وليد متولي وسط تجمهر المواطنين في الباحة الخارجية للجامع وداخله. وأكد أحد منظمي التشييع لـ«الأخبار» أنه لم يحصل اتصال بأي شخصية رسمية، بل فضّل أهل الفقيدة أن يقتصر التأبين على الاهل والاقارب والاصدقاء.
دفنت زينة في جبانة الشهداء، مقابل حرج بيروت، تاركة خمسة أيتام بين يدي والدهم المفجوع. وكان موكب التشييع قد انطلق عند الساعة الثالثة بعد الظهر، بمرافقة حشد من القوى الامنية والعسكرية، وعشرات المواطنين مردّدين عبارات استهجان. ومنع الجيش اللبناني بعض الدراجات النارية الآتية من الشوارع الفرعية من الانضمام الى المشيّعين. قال المفتي محمد رشيد قباني للمشيعين إن دار الفتوى «عقدت اجتماعاًً لمناقشة موضوع أمن بيروت وضرورة اقتصاص المجرمين منها». وتوجه الى أقارب الفقيدة بالقول إن «زينة ابنتنا وما أصابها أصابنا، ولن نقبل بعد اليوم استباحة بيروت»، مؤكداً أن مطلقي النار على زينة لم يقصدوا توجيه الرصاص إليها مباشرة. فقاطعه بعض المشيّعين هاتفين «نريد السلاح لحمايتنا».
لقطة
توقف موكب التشييع قرب منزل المفتي محمد رشيد قباني. أنزل الشبان نعش الفقيدة عن أكتافهم. رفعوا أصواتهم عالياً، إلى جانب رفعهم لعلمٍ أسود وحيد في تجمعهم، كُتبت عليه عبارة «لا إله إلا الله». لم يكن نداؤهم موجهاً إلى جهة سياسية معنية بالحادثة. طالبوا المفتي بقراءة الفاتحة عن روحها. بحثوا عنه. حتى تلك اللحظة، بدا كل شيء طبيعياً. لكن التململ خرق أجواء التشييع. دارت أسئلة كثيرة بين المشيِّعين عن موعد حضور المفتي، الذي لم يأتِ لقراءة الفاتحة، حتى الثالثة والنصف ظهراً، فيما كان بعض الشبان يهمّون بالمغادرة غاضبين، قبل أن يعلمهم المنظّمون بوصول قباني. وسط هذه الضوضاء، عبّر أحد الشبان عن سخطه من تأخر المفتي في ملاقاة المشيّعين. لوّح بيديه صارخاً: «نحن الأكراد لا نسكت، شفنا شو صار فيكن بـ7 أيار».