خليفة: الاجراءات المتخذة للحد من H1N1 هي الأكثر فعالية بالعالم

مشاركة:

أعلنت منظمة الصحة العالمية مرض انفلونزا الخنازير أو الـH1N1 أول وباء عالمي في القرن الحادي والعشرين.

 

فهو فيروس جديد كليا كما قالت واصاب حوالي الـ39620 شخصا في 89 بلدا وأوقع 167 قتيلا، والحاجة اليوم هي لإيجاد توازن بين إبقاء الشعوب على علم بالوضع وعدم إحداث ذعر في العالم.

إنها آخر مستجدات الفيروس الذي أصبح الشغل الشاغل في كل دول العالم والذي تصدرت اخباره العناوين والاهتمامات… فما هو هذا الوباء؟ كيف وجد؟ كيف ينتقل وهل من دواء؟

مصدر الوباء

عرّفت منظمة الصحة العالمية انفلونزا الخنازير بأنه مرض تنفسي حاد شديد العدوى يصيب الخنازير، وينتج عن واحد من الفيروسات العديدة لإنفلونزا الخنازير من النوع "A" وتعدّ نسبة انتشار المرض عالية، بينما تنخفض نسبة الوفيات ما بين 1 الى 4 في المائة، وتنتشر الفيروسات بين الخنازير عن طريق الرذاذ، والاتصال المباشر وغير المباشر.

تنتمي فيروسات انفلونزا الخنازير في معظم الأحيان، إلى النمط الفرعي H1N1، ولكن هناك أنماط فيروسية فرعية تدور أيضاً بين الخنازير (مثل الأنماط الفرعية H1N2 وH3N1 وH3N2) ويمكن للخنازير أن تصاب كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية وحتى بأكثر من فيروس في آن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض، وبالتالي نشوء فيروس جديد من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة.

رغم أن الفيروس يصيب الخنازير في العادة وينتشر بينها، ونادراً ما ينتقل إلى البشر، إلا أن هناك حالات انتقال للفيروس من الخنازير إلى البشر، ومن ثم بين البشر أنفسهم وغالباً ما كان الناس يصابون به جراء انتقال العدوى من الخنازير إليهم بعد الاحتكاك المباشر معها.

أعراض انفلونزا الخنازير وكيفية انتشاره

إن أعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض الإصابة بالانفلونزا العادية، أي ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق، الغثيان والقيء والإسهال.

التقاط العدوى بفيروس "أتش 1 أن 1" يتم عبر الجهاز التنفسي من خلال السعال، العطس، الريق، بطريقة مباشرة، أو عبر تلوث اليدين ومن ثم لمس الفم او الانف او العين بطريقة غير مباشرة. ولا ينتقل هذا المرض عبر أكل لحم الخنزير المطبوخ او مشتقاته. ويمكن لشخص مصاب ان ينقل العدوى لشخص آخر خلال فترة تمتد من يوم قبل ظهور العوارض المرضية عليه وحتى عشرة ايام بعد ظهورها.

هل من علاج للمرض؟

هناك لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع إنفلونزا الخنازير، ولكن لا يوجد لقاح يحمي البشر من إنفلونزا الخنازير رغم أن مراكز السيطرة على المرض والوقاية الأميركية تضع صيغة لأحدها. وربما يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية في تقديم حماية جزئية ضد إنفلونزا الخنازير "أتش 3 أن 2"، لكن لا يوجد لفيروسات أتش 1 أن 1" أي لقاح قد يحمي من المرض.

أما بما خص الأدوية المتوافرة لعلاج هذا المرض، فقد لفتت منظمة الصحة العالمية الى أن بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الانفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على الوقاية من ذلك المرض وعلاجه بفعالية.

وأوضحت المنظمة أن تلك الأدوية تنقسم إلى فئتين اثنتين هما: الأدمانتان (الأمانتادين والريمانتادين)، ومثبّطات نورامينيداز الإنفلونزا (الأوسيلتاميفير والزاناميفير).

ضحايا الانفلونزا عبر التاريخ

إن الانفلونزا العادية تودي بحياة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف شخص سنوياً، وقد وقعت إصابات بانفلونزا الخنازير عام 1976، فتم الإعلان عن 200 اصابة، ووفاة حالة واحدة.

عام 1988، أصيبت سيدة أميركية حامل بالفيروس، وتلقت العلاج، لكنها توفيت بعد أسبوع، وفي العام 2005 أصيب 12 شخصاً بالفيروس في الولايات المتحدة، غير أنه لم تقع أي حالة وفاة بالمرض وصولا للعام 2007، حيث وردت أنباء عن إصابات بالفيروس في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا.

أما في عام 1968، فتفشى فيروس "انفلونزا هونغ كونغ" وأدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1918، تفشى فيروس "الانفلونزا الإسبانية" وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان.

انفلونزا الخنازير في لبنان

في حصيلة جديدة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الاصابات بانفلونزا الخنازير في لبنان وصل لـ35 حالة كاشفة أن معظم الحالات قد تعافت تماما والباقي في طور الشفاء، علما انه وحتى تاريخه لم يسجل في لبنان اية حالة وفاة او اية مضاعفات من جراء هذا الوباء.

وزير الصحة: الاجراءات الوقائية المتّخذة في لبنان للحد من الـH1N1 من الأكثر فعالية في العالم

وزير الصحة محمد جواد خليفة أكّد لـ"النشرة" أنّه يتم الاعلان عن الحالات ليشكّل ذلك عامل اطمئنان للمواطنين بأن الوزارة تشخّص الحالات وتعمل على حصرها ومعالجتها وقال: "على اللبنانيين أن يقرأوا ذلك بشكل ايجابي فلسنا كبعض الدول التي تشخّص الحالات ولا تعلن عنها".

خليفة كشف أن كل الحالات التي اكتشفت قد قدمت من الخارج لافتا الى ان العامل المطمئن هو شفاء معظمها دون تسجيل أي حالة وفاة وأوضح "ان الاجراءات الوقائية المتخذة في لبنان عموماً وفي مطار بيروت خصوصاً، هي من الاجراءات الأكثر فعالية في العالم فالى جانب الأجهزة المتطورة التي تكشف المصابين فإنّ الارشادات والكتيبات التي يوزعها المختصون تؤثر ايجابيا والى حد بعيد بالسيطرة على هذا الوباء".

مصادر طبية: لقاح الـH1N1 يصبح جاهزا في تموز ولا كميات تكفي الجميع

الأخصائي في الأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط شرح لـ"النشرة" ماهية المرض، لافتا الى أن فيروس الانفلونزا يتغير سنويا ولكن ومع مرور مدة من الوقت ما بين 20 و 30 سنة يظهر نوع فيروس جديد متغيّر كليا عن سابقه نوعيا وشكليا والـH1N1 كان نتيجة هذا التغيّر.

د.مخباط أكّد أن لا أحد مستثنى من الاصابة بهذا الفيروس لأنّه جديد وبالتالي أجسام البشرية جمعاء لا تمتلك أي مناعة ضدّه، كاشفا عن تصنيع لقاح للتصدي للفيروس منذ مدة قصيرة ولكنّه ما زال في طور التجربة والكمية الموجودة اليوم لا تكفي لكافة المصابين، موضحاً أنّه سيتم تصنيع اللقاح على مراحل وهو سيكون جاهزا في شهر تموز المقبل وقال: "كي تتم الدراسات الكافية على هذا اللقاح وحتى ننتهي من تسويقه فهو قد لا يصل الينا قبل ربيع 2010 لذلك يجب أن نقوم بلقاح الانفلونزا العادية وفي الموسم المحدد وأن نكون دوما يقظين وواعين لتجنّب التقاط الفيروس".

أما عن العلاجات المتوفرة فقال د.مخباط: "العلاج موجود ومتوفر لكل الناس وحتى يتم تصنيعه محليا ولكن في النهاية هذا فيروس وفعالية العلاج لا تكون مئة بالمئة لأن اللقاح هو الأساس لتجنّب التقاط الفيروسات".

واعتبر د.مخباط أن ظاهرة الـH1N1 لم تظهر حتى الآن بالحدية والأذية التي اعتدناها مع الانفلونزا العادية والموسمية وهي بالتأكيد أقل أذية من انفلونزا الطيور داعيا لاستعمال الدواء بتروي وعدم الافراط بتناول الـTamiflu عند الاصابة بالانفلونزا العادية والاكتفاء بالعلاجات الطبيعية التي اعتدناها كالراحة وشرب السوائل… لأن الاستخدام المتمادي للأدوية قد يؤدي الى ولادة فيروسات جديدة مقاومة.

ولم يخف د.مخباط وجود خطر من تحوّل الفيروس وتطوره فينجم عنه فيروس جديد أكثر حدة، لكنّه وضع ذلك في خانة الخوف المبدئي والنظري وأضاف: "لا احد يستطيع أن يسيطر على امتداد الفيروس بين البشر فهو ينتقل تلقائيا ويتملّك في الجسم البشري ما بين 8 و 12 أسبوع الى أن يبدأ بالتقلص".

وأوضح د.مخباط أن كافة فيروسات الانفلونزا تنتقل من الطيور الى الانسان فتتأقلم وتتحول في جسده البشري علما أن الخنزير كذلك يلتقط الفيروس من الطيور فجسمه كجسم الانسان جاهز لتقبّل هذه الفيروسات.

مطار بيروت الدولي الحاجز بين لبنان المعافى والخارج الموبوء

وبما أن مطار بيروت الدولي يشكّل الحاجز بين لبنان المعافى والخارج الموبوء خصوصاً أننا مقبلون على موسم اصطياف قد يصل خلاله عدد السياح للمليونين… فقد تم تجهيزه وفور بدء انتشار الوباء بأربع آلات مجهزة بكاميرات للكشف على المسافرين والركاب الوافدين إلى لبنان وتبيان حرارة الأشخاص منعاً لتسرب وباء أنفلونزا الخنازير "اتش 1 ان 1"، وتثابر الدوائر الصحية المختصة في المطار بإشراف الأطباء المتخصصين من وزارة الصحة العامة على مراقبة كل الأشخاص الوافدين إلى لبنان وإخضاعهم لهذا الكشف الطبي عبر هذه الآلات الحديثة التي تم تركيب اثنين منها في الجهة الشرقية لقاعة الوصول واثنين أخريين في الجهة الغربية لهذه القاعة، وفي حال الاشتباه أو التأكد من أن درجة حرارة أي شخص تتعدى 38 درجة فإنه يُحال فوراً إلى الحجر الصحي في المطار لإخضاعه للفحوصات الطبية المطلوبة وفي حال التأكد من عدم حمله لهذا الفيروس يغادر المطار إلى منزله بعد تركه عنوانه ورقم هاتفه.

وزارة "الزراعة" تطمئن: لا خنازير مريضة في مزارعنا ومستمرون بأقصى درجات الوقاية والمراقبة

مدير عام وزارة الزراعة سمير الشامي أكّد لـ"النشرة" خلو المزارع اللبنانية وحتى اللحظة من أية خنازير مريضة مؤكدا أن الاجراءات المشدّدة التي اتخذتها الوزارة منذ بدء انتشار المرض عالميا لا تزال على نفس المستوى، فالقرار الذي اتّخذه وزير الزراعة الياس سكاف في 27 نيسان الفائت والذي حمل رقم 195/1 وقضى بحظر استيراد الخنازير الحية ومنتجاتها من جميع الدول باستثناء اللحوم المعلّبة والمصنعة المعالجة حرارياًُ ما زال ساريا في ظل مراقبة مشدّدة من الوزارة.

الشامي شدّد على انّه يتم التقيّد بكل توصيات وارشادات منظمة الصحة البيطرية ومنظمة الصحة العالمية لافتا الى أن هناك فريق عمل متخصص يجول بشكل دوري على كافة المزارع اللبنانية للتأكّد من خلوها من انفلونزا الطيور والخنازير مشيرا الى أن الوزارة تعمل وبجهد على أن تطبّق كل مزرعة نظام الامن الحيوي والذي يتلخّص بالآتي: "اقفال المزرعة ومنع احتكاك الحيوان الموجود مع اي حيوان غريب، وضع العلف والماء بالداخل كي لا يأكل او يشرب منها اي حيوان آخر، عدم اطعام الخنازير بقايا مسالخ الدواجن، المحافظة على نظافة المزرعة بقدر الامكان، وضع معقّم على الباب يستعمله المربي عند دخوله المزرعة او خروجه منها وحصر الدخول الى المزارع بالاشخاص المولجين الاشراف على التربية".

تدابير وقائية خير من علاج

ـ تجنب الاحتكاك أو التواجد في الغرفة ذاتها مع شخص مصاب بعوارض الانفلونزا (الرشح).

ـ وضع القناع الواقي (الكمامة) طول فترة التواجد قرب أشخاص مصابين.

ـ غسل اليدين جيدا بالماء والصابون بعد ملامسة الاشخاص او الاماكن التي يتواجد فيها (أو عند الشك بوجود) شخص مصاب.

ـ تفادي الاماكن العامة والمكتظة.

ـ في حال ظهور عوارض رشح لدى احد، تجدر مراقبة الحرارة بانتظام، وملاحظة أي تفاقم للعوارض المرضية (سعال، ضيق وصعوبة في التنفس، ألم في الحلق والعضلات، قيء وإسهال).

ـ استشارة الطبيب في حال ظهور العوارض.

ـ الامتناع عن استعمال الادوية المضادة للالتهاب والفيروسات قبل استشارة الطبيب.

ـ اعلام الطبيب عن اي سفر حديث او مخالطة مسافرين وافدين من اماكن ظهر فيها الوباء.