ايران تحسم جدل انتخاباتها .. والغرب مستمر في تدخلاته

مشاركة:

ان لم تستح فافعل ما شأت’. نظرية يطبقها الخارج مع ايران في تدخله بشؤونها الداخلية. لم يستح الغرب من نفسه بعد ربما لانه اعتاد ادارة السياسة من

منطلق فوقي مع الدول التي يعتبرها خانعة له، والدول التي يسعى لاخضاعها وجعلها تحت جناحه الانهزامي. والذي بات جلياً ان الدول التي اذاقت هذا الغرب مرارة الانهزام في مشاريعه كافة تثير جام جنونه وتفقده عقله وكل صوابه فيبدأ بالتعاطي معها بطريقة مبتكرة في السياسة العالمية الحديثة. فيخال لنا انها مجموعة من دول ثملة من شدة فشلها وجنونها…

 

انه الغرب الثمل الذي لم ننسى ولاياته المتحدة الامريكية التي ادانت الادانة الايرانية لتهديدات الكيان الاسرائيلي بشن حرب عليها. وليس غريباً ان تدين الادارة ذاتها. من ايام بوش الى ايام اوباما وبيته "الابيض" التي يتحكم به نفس الفريق السري المعروف لكل عاقل. الرفض الايراني للتدخل الامريكي بشؤونها الداخلية. نعم ليس غريباً. ربما كان المطلوب والمفروض برأيهم ورؤيتهم من ايران ان تتعاطى بطريقة مغايرة. فكان المطلوب ان تذهب ايران بدولتها ونظامها وجيشها وثورتها وحرسها وشعبها وكلها وكلكلها الى هذا الكيان لتقدم له الهداية ورسائل الشكر والتقدير لهذا التهديد المعسول… وكان مطلوباً من ايران ان ترسل كل وفودها الى الولايات المتحدة الامريكية لكي تطلب مزيداً من النصح والتدخل… وكذلك ان تبعث برسائل الشكر والامتنان لكل من تدخل في شؤونها… فعلاً ان لم تستح فافعل ما شأت…

 

ايران حسمت امرها وجدل انتخاباتها. ومن هذا المنطلق اعلن متحدث باسم مجلس صيانة الدستور ان المجلس قرر تشكيل لجنة خاصة تضم شخصيات سياسية وممثلين عن المرشحين "المعترضين" على نتائج الانتخابات الرئاسية. لاعداد تقرير حول هذه الانتخابات. وأعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي  انه لم يحصل اي تزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية. واكد كدخدائي "لم يحصل اي تزوير في الانتخابات في الماضي، والانتخابات الاخيرة كانت الاكثر نزاهة". ومجلس صيانة الدستور مكلف بالاشراف على جميع الانتخابات التي تجري في ايران. وتابع "ان التدقيق الذي جرى في الايام العشرة الاخيرة اثبت انه بمعزل عن المخالفات الصغرى الملازمة لاي عملية انتخابية، لم تحصل مخالفات كبرى في الانتخابات الرئاسية".

 

بدوره صوب خطيب جمعة طهران آية الله سيد احمد خاتمي بوصلة ما يجري في ايران فاشار الى انتخابات رئاسة الجمهورية العاشرة وخطبة الامام السيد علي الخامنائي في الاسبوع الماضي قائلاً  "ان خطبة قائد الثورة الاسلامية في صلاة الجمعة الاسبوع الماضي كانت شاملة وكاملة تماماً. حيث اوضح سماحته جميع ابعاد القضية. وفي الحقيقة يمكن القول ان توجيهاته كانت كلمة الفصل". ووصف خاتمي مشاركة نحو 40 مليون ناخب في انتخابات 12 يونيو بانها ملحمة عظيمة جداً. اضاف "ان الاستكبار العالمي حاول من خلال مخططاته التي اعدها سلفاً وليست مرتبطة بوقت الانتخابات فقط. حاول ان يسرق هذه الحلاوة من الشعب من خلال تصرفاته الخاطئة". ودعا جميع المرشحين في انتخابات رئاسة الجمهورية الى مراعاة الاخلاق وان يتحلوا بالحلم والتسامح.

 

واستنكر خطيب جمعة طهران. اعمال الشغب والتخريب وحرق المساجد وممتلكات المواطنين وتعكير الامن والحاق الاذى بالمواطنين واعتبرها اعمالاً منافية للقانون. وطالب السلطة القضائية بمحاكمة المسؤولين عن اعمال الشغب باعتبارهم محاربين والذين يتلقون الاوامر من امريكا واسرائيل. والتصدي الحازم لهم ليكونوا عبرة للآخرين".

 

وندد آية الله خاتمي بوسائل الاعلام الاوروبية والامريكية والبريطانية ووصف تغطيتها للاحداث الاخيرة بانها خبيثة وتصب الزيت على النار". ووصف " قادة امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والامين العام للامم المتحدة بانهم منافقون". واوضح ان امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا انتهكت حقوق الانسان ولكنها مازالت تتحدث عن احترام حقوق الانسان".

 

ويأتي ذلك في وقت استمر الغرب بتدخله فاعربت مجموعة الثماني عن "ادانتها" لما وصفته "اعمال العنف" التي تلت الانتخابات في ايران وحثت الجمهورية الاسلامية في مسودة اعلان مشترك على ما اسمته "احترام حقوق الانسان الاساسية". ودعا وزراء خارجية مجموعة الثماني

ايران الى "حل الازمة سريعاً، عبر حوار ديموقراطي وبالطرق السلمية". واضافت مسودة الاعلان "نحترم سيادة ايران بالكامل لكننا في الوقت نفسه ندين اعمال العنف التي تلت الانتخابات وندعو ايران الى احترام حقوق الانسان الاساسية ومنها حرية التعبير"، حسب ما ورد في المسودة.

اما ايطاليا فأعلن وزير خارجتها فراتيني الجمعة ان ما سماها اعمال العنف في ايران ينبغي ان "تتوقف فوراً". واضاف "نعرب عن تضامننا مع الضحايا".

 

من جهتهم زعم اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي الخميس ان نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية مزورة، واعدين بمساعدة الايرانيين الرافضين لنتائج هذه الانتخابات على التعبير عن آرائهم بحرية.  وادعى السناتور الجمهوري ليندسي غراهام انه "في الحقيقة هذه الانتخابات تم التلاعب بها والشعب الايراني يحاول اسماع صوته وعلينا ان نساعده".   وقال السناتور الجمهوري جون ماكين رداً على الاتهامات الايرانية الموجهة الى البيت الابيض بالتدخل في الشؤون الداخلية الايرانية "نحن لا ننحاز الى اي مرشح، يبدو ان لغطاً حصل في هذا الموضوع". واكد السناتوران الجمهوريان ومعهما السناتور المستقل جو ليبرمان انهم يعتزمون مساعدة الاذاعات المدعومة من الولايات المتحدة والتي تبث برامجها في ايران، وكذلك معارضي النظام.

 

 امريكياً ايضاً ولكن هذه المرة جاء التدخل من رئيس القيادة الجنوبية الجديد في جيش الاحتلال الاميركي الجنرال دوغلاس فريزر الذي اعرب عن "القلق" حيال ما اسماه تصاعد النفوذ الايراني في اميركا اللاتينية. وقال الجنرال فريزر ان احمدي نجاد حليف ثابت لعدة حكومات يسارية اخرى في اميركا اللاتينية على غرار كوبا، فان "القلق الحقيقي" الذي ينتاب الولايات المتحدة بحسبه نابع من "علاقات ايران مع منظمات متطرفة" و"الخطر المحتمل الذي قد يترتب على المنطقة" نتيجتها.