مشاركة:
بعد تحديد موعد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد وباقي اعضاء هيئة مكتب المجلس يوم الخميس في الخامس والعشرين من الجاري بدعوة من
رئيس السن النائب عبد اللطيف الزين. يكون هذا الاستحقاق قد نحا باتجاه الاقفال على نتيجة محسومة تتمثل بعودة قوية للرئيس نبيه بري المتوقع انتخابه بقرابة المئة صوت وعليه ينفتح الباب على الاستحقاق التالي وهو المتعلق بالاستشارات الملزمة التي يتوجب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجراءها بعد انتخاب هيئة مكتب المجلس لاختيار اسم رئيس الحكومة المكلف تأليف الحكومة الجديدة .
وفي هذا السياق تتساءل مصادر وزارية معارضة هل يمكن ان يتكرر سيناريو ما بعد اتفاق الدوحة مع النائب سعد الحريري ؟! . فبعد ذلك الاتفاق شاع بشكل واسع ان الحريري هو الذي سيشكل حكومة الوحدة الوطنية التي انبثقت عن اتفاق الدوحة ثم ما لبث ان تلاشى هذا الجو لمصلحة الرئيس فؤاد السنيورة .
وما جرى بعد الانتخابات النيابية الاخيرة ان النائب سعد الحريري اعلن رغبته بتولي رئاسة الحكومة الجديدة وانه لم يعد يتهيب تولي هذا المنصب وسرت اجواء سياسية بعد الانتخابات ان الحريري بات محسوما لرئاسة الحكومة ومن ضمن من بايعه من فريق الموالاة الرئيس فؤاد السنيورة نفسه . لكن مع مرور الوقت بدا ان الامور ليست محسومة لصالح الحريري الذي مكث منذ اكثر من اسبوع في الرياض قبل ان ينتقل الى القاهرة الاثنين للقاء الرئيس المصري حسني مبارك ومعلوم ان السنيورة كان سبقه وقام بزيارة الى القاهرة بعد الانتخابات والتقى هناك الرئيس المصري حسني مبارك وبعض ما رشح من اللقاء ان السنيورة يجهد للبقاء في منصبه وان القاهرة تميل الى هذا الخيار. ويجري الحديث الان ان ذهاب الحريري الى القاهرة يهدف الى اقناع مبارك بتاييد ترشيحه لرئاسة الحكومة واما موقف السنيورة من قصر بعبدا ظهر الاثنين وترشيحه الحريري لرئاسة الحكومة ليس الا من باب المناورة كما ترى مصادر سياسية .
مصدر وزاري معارض يقول لـ"الانتقاد.نت" ان ترؤس الحريري للحكومة المقبلة هو امر راجح لكنه لم يعد محسوما كما كان مروجا له غداة الانتخابات لافتا بالمقابل الى ان حظوظ اعادة تسمية السنيورة لم تعد معدومة كما كانت بعد الانتخابات وان النسب خلال الايام الاخيرة كانت تعطي الحريري ستين بالمئة والسنيورة اربعين بالمئة ونسبة كل واحد منهما قابلة للزيادة او النقصان بحسب تطور الامور وفق حسابات الراعيين الاقليميين لفريق الموالاة ( السعودية ومصر ) والراعي الدولي لهذا الفريق المتمثل بالولايات المتحدة الاميركية . وذلك بناءا على حسابات سياسية لكل منهما وتضيف المصادر ان ما يعزز حظوظ الحريري هو انجاز اتفاق سعودي – سوري كامل حول ادارة الشأن اللبناني والعكس يعزز حظوظ السنيورة اذا كانت الامور ستعاود الاتجاه نحو المعركة الاقليمية على الساحة اللبنانية .
وحول ملف تأليف الحكومة بعد التكليف بغض النظر عن الشخص المكلف فان المصادر الوزارية تتوقع في حديثها لـ"الانتقاد.نت " مخاضا طويلا قبل ولادة هذه الحكومة قد تصل الى حدود الشهرين . ولا سيما ان الكباش الداخلي بين المعارضة والموالاة سيكون قويا حول شكل الحكومة حيث بات موقف المعارضة بحكم المتبلور حول حتمية حصولها على "الثلث المشارك " وان كانت تترك اعلانه الى ما بعد تسمية رئيس الحكومة ومعرفة ما يعرض عليها بشان الحكومة . كما تلفت المصادر الى بعض المعطيات الاقليمية التي قد تؤخر تاليف الحكومة ومنها ان "الحوار السوري الاميركي يسير كالسلحفاة ولم يحقق تقدما جوهريا" إضافة الى ترقب الوضع في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وعليه فان المصادر تتوقع ازمة في تشكيل الحكومة تستغرق فصل الصيف هذا اذا لم تحصل مفاجأت ايجابية قد تؤدي الى تسريع تأليف الحكومة نظرا الى التحديات التي تنتظر الساحة اللبنانية .