يديعوت احرونوت: اوباما ونتانياهو ‘اتفقا على ألا يتفقا’

مشاركة:

بعد الاجتماع الذي استغرق ثلاثة ساعات، بين رئيس حكومة العدو الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع الرئيس

الأمريكي باراك أوباما في البيت الابيض الاميركي، لم يتفق الطرفان على أي شيء، ولا يزال هناك فجوات كبيرة على مسألة حل "الدولتين". وابلغ الرئيس الأمريكي رئيس وزراء العدو انه يعتزم عرض مبادرة إقليمية جديدة "للسلام"، وذلك ربما خلال زيارته إلى القاهرة الشهر المقبل.

 

وعلقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الاجتماع أنهم "اتفقوا على ألا يتفقوا"، في المقابل أشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو يعتبر تعهد أوباما بتقييم الحوار مع طهران في نهاية العام الحالي إنجازا.

 

وتبين من لقاء نتانياهو، مع الرئيس الأمريكي، أن الأخير ينوي الدفع بـ"مبادرة سلام" جديدة تتضمن دفع دول عربية للبدء بالتطبيع مع "إسرائيل" فورا، وتطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق، علاوة على تعهده بعدم السماح لإيران بحيازة أسلحة نووية. كما يتضح أن نتانياهو رفض الالتزام بمبدأ "حل الدولتين"، وطالب بالاعتراف "بإسرائيل" كدولة الشعب اليهودي، كما طالب بتفكيك فصائل المقاومة الفلسطينية ونزع أسلحتها، كشرط لتفكيك المستوطنات.

 

وبحسب نتانياهو فإن جزءا كبيرا من المحادثات، التي استغرقت أكثر من الوقت المخصص، قد تركز حول إيران، وأن أوباما "يدرك حجم المشكلة بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة للعالم". وأضاف أنه التزم بعدم تسلح إيران بأسلحة نووية أو حصولها على قدرات نووية.

 

كما قال نتانياهو إن الجديد في مواقف أوباما، بالمقارنة مع سابقه، هو التزامه بدفع الدول العربية إلى دعم "العملية السياسية"، والانضمام إلى الاتصالات المباشرة مع "إسرائيل"، وبحسبه فإن هذا مركب جديد وقاطع وجيد ومهم.

 

وقال أيضا إن "الفلسطينيين يستطيعون في ظل التسوية، باستثناء عدد محدود من الصلاحيات العسكرية، التمتع بكافة الصلاحيات وإدارة أنفسهم".

 

وتابع أن عملية تفكيك المستوطنات لن تنفذ إلا في إطار تنفيذ الالتزامات التي التزم بها الطرفان، "إسرائيل" والفلسطينيون. واعتبر تفكيك فصائل المقاومة الفلسطينية ونزع أسلحتها، شرطا لتفكيك المستوطنات، بادعاء أن ذلك "لمنع تكرار ما حصل في قطاع غزة" على حد قوله.

 

إلى ذلك، نقلت التقارير الإسرائيلية عن أوباما قوله، خلال اللقاء، أن الولايات المتحدة تنوي عرض مبادرة "سلام" جديدة تشارك فيها دول عربية إلى جانب "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.

 

وفي إطار هذه المبادرة الجديدة فإن الإدارة الأمريكية سوف تشجع الدول العربية على البدء بإجراءات التطبيع مع "إسرائيل" بشكل فوري، وعدم انتظار نهاية "العملية السياسية". كما أكدت الإدارة الأمريكية على تطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق، مع التأكيد على وقف أعمال البناء في المستوطنات وإخلاء البؤر الاستيطانية، إلى جانب ما أسمته "العمل الفلسطيني ضد الإرهاب".

 

وقالت "هآرتس" إنه قد برز خلال اللقاء الخلاف بين الطرفين حول إقامة الدولة الفلسطينية، حيث أن أوباما أيد مبدأ "حل دولتين لشعبين"، في حين أن نتانياهو رفض الالتزام بذلك.

 

أما بشأن إيران، فقد قال نتانياهو إنه يأمل أن ينجح الحوار الأمريكي مع طهران، ولكن إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها، على حد قوله.

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان أبرز الخلافات بين الطرفين، مشيرة إلى أنه في الشأن الإيراني، فإن أوباما لا يرى ضرورة لتحديد موعد نهائي رسمي للجهود الدبلوماسية، في حين يؤكد نتانياهو على ضرورة عرض موعد نهائي حتى لا تستغل إيران ذلك لمواصلة برنامجها النووي.

وحول الربط بين الصراع مع الفلسطينيين وبين إيران، قال أوباما إن التقدم في "السلام" يتعزز من القدرة على وقف البرنامج النووي الإيراني، على حد قوله. أما نتانياهو فقال إن "التهديد الإيراني هو الأكبر، وفقط بعد زواله يمكن التوصل إلى السلام".

 

كذلك اشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الى التباين الذي عكسه اللقاء، لافتة الى ان نتانياهو سعى "للتقريب بين المواقف المتنافرة تماما.