
مشاركة:

بعلبك – أقامت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب لقاء حواريا عن “دور الدين والمجتمع المدني في تعزيز ثقافة التسامح واللاعنف بين الشباب”، في “قاعة تموز” في بعلبك، في “اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية” وضمن مشروع “تضامن الشباب للحد من التطرف”، برعاية راعي ابرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة، وحضور المفتي السابق لبعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي ومؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس الى عدد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية والبلدية والاختارية.
بعد النشيد الوطني، رحبت غادة رعد بالحضور، ولفتت الى أن الجمعية “أطلقت مشروعها تضامن الشباب لنشر ثقافة التسامح وتوزيعها، لتمكين الشباب في البقاع على مهارات التواصل والثقة والإحترام والتعاطف مع بعضهم البعض وزيادة الفرص للتعبير عن أنفسهم والقيام بدورهم مع فاعليات اجتماعية من فئات مختلفة”.
اللقيس
ثم عرض اللقيس المشاريع التي تقوم بها الجمعية مع الشباب الذي يشكل ما نسبته 65% من المجتمع اللبناني، وقال: “يبدأ مشروعنا بكل فرد منكم، لأنكم أنتم من يساهم في بناء المجتمع. مسؤوليتكم يجب ألا تنتهي بانتهاء المشروع، ولو نقل كل فرد منكم هذه القيم والأفكار إلى محيطه لتحسن مجتمعنا وبات أفضل. أما لو احتفظتم بها لأنفسكم فلن يحدث أي تغيير في الواقع الذي نسعى إلى تحسينه، ودوركم هو بناء مجتمع تسود فيه المحبة والسلام وبناء الاوطان”.
رحمة
ولفت المطران رحمة، الى ان “اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية”، هو مناسبة لنفحص الضمير وبعمق حول مفاهيمنا الإنسانية والاجتماعية وفهمنا للدين الذي يربطنا بالخالق. ومن ضمن المفاهيم التي علينا تبديلها من أجل بناء السلام والتسامح والوقوف بوجه العنف في مجتمعاتنا، هو موضوع الثأر. فالعدالة تقول: العين بالعين والسن بالسن. أما الرحمة فتقول سامح أخاك سبعين مرة، ومن ضربك على خدك الأيمن فدر له الآخر. وهذا يعني ان المحبة والتسامح يبنيا السلام الذي بدوره يبني الإنماء والتقدم”.
ورأى أن “مجتمعنا اليوم بحاجة الى روح التسامح والمحبة أكثر من كل شيء. وعندنا ان الله محبة. فإذا اردنا ان نحب الله حقيقة، علينا ان نحب بعضنا بعضا بمعزل عن اللون والدين وكل الفروقات الاجتماعية. آنذاك يمكننا أن نبني المجتمع المعافى، وبغير ذلك نحن ذاهبون نحو تدمير ذاتنا ومنطقتنا ووطننا”.
الرفاعي
بدوره، رأى الشيخ الرفاعي أن “التسامح من صفات الإسلام والمسلمين، وعلينا أن نعيشه ونمارسه تطبيقا عمليا، لا أن نتحدث عن التسامح ولا نعيشه. فالبعض يتحدث على المنابر بشيء ويعمل بنقيضه في الغرف الضيقة، ومن هؤلاء بعض رجال الدين”، مؤكدا أن “التسامح هو سلوك ومسيرة حياة، فلا يمكن أن يعيش أحدنا بازدواجية، وهذا ما نعانيه في مجتمعنا وهذا النوع يعاني في داخله لانه غير منسجم مع نفسه وغير صادق ومتناقض مع نفسه”.
وقال: “ليس لدينا رجال دين بل علماء يمنحهم المجتمع الصفة، والاديان كلها تدعو إلى التسامح والحوار، والرأي العام مهم ولا يخطئ، وهو كفيل بأن يسقط بعض الخطابات ويرفع بعضها الآخر”.
هذا وتخلل اللقاء مداخلات ونقاش.
م.ع.ش.