
مشاركة:
بنية نسف العبارة البوشية (الحرب على الأرهاب) توجهت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى
لاهاي للمشاركة في المؤتمر الخاص بافغانستان وهي لا تخفي لهفتها للإستماع لمقترحات ايران حول افغانستان. وتمد اليد الى التائبين من حركة طالبان الذين قاتلوا بدافع اليأس وليس بحسب القناعة على حد تعبيرها.
وسقطت اول قطرة من الغيث المنتظر حينما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون " ان لقاءاً مقتضباً ولكن ودياً عقد الثلاثاء بين مسؤولين اميركيين وايرانيين كبار على هامش مؤتمر اعادة اعمار افغانستان في لاهاي". واوضحت ان اللقاء كان سريعاً. لكن هولبروك ونائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي خوندزاده اتفقا على "مواصلة الاتصالات".واضافت الوزيرة الاميركية ان حضور ايران المؤتمر كان "اشارة واعدة بتعاون مقبل".
ويشارك حوالى 700 مندوب في المؤتمر يمثلون 72 بلداً وتسع منظمات دولية برعاية الامم المتحدة وسيناقشون مسألة اعادة اعمار افغانستان والتنمية في هذا البلد .
وسيفتتح المؤتمر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الافغاني حميد كرزاي بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونائب وزير الخارجية الايراني محمد احمد خوندزاده الذي تشارك بلاده في اجتماع من هذا النوع للمرة الاولى. ويأتي هذا المؤتمر بعد اربعة ايام من كشف الرئيس الاميركي باراك اوباما المحاور الكبرى لاستراتيجية واشنطن في الشأن الأفغاني. وتقول كلينتون عن هذه الاستراتيجية انها تشمل مزيجاً من العمل الدبلوماسي المدعوم بالعمل العسكري والتنميه الاقتصادية.
وتتجه الانظار الى المشاركة الايرانية التي كررت مراراً معارضتها وجود قوات احتلال امريكية على الاراضي الافغانية قبل بدء المؤتمر اعماله. وأعلن نائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي خوندزاده في لاهاي حيث يشارك في المؤتمر ان ايران "على استعداد تام" للمشاركة في اعادة اعمار افغانستان. واضاف خوندزاده "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب بعروض التعاون التي قدمتها الدول المساهمة في افغانستان. وهي مستعدة بشكل تام للمشاركة في المشاريع الرامية الى مكافحة تهريب المخدرات ومشاريع التنمية واعادة الاعمار في افغانستان". وانتقد قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال تعزيزات الى افغانستان.
وفي وقت سابق من هذا الاسبوع صرح دينيس ماكونو، المستشار الأمني للبيت الأبيض ان واشنطن ترى ان طهران يمكن ان تلعب دوراً مهما في عدد من القضايا منها مكافحة تهريب المخدرات، الى جانب لعب دور في أفغانستان . وراى بأن ايران يمكنها ان تلعب دوراً بناءأ هناك. ومن جانبه اعرب مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن امله في ان تتخذ ايران "موقفاً مسؤولاً" في هذا الشأن، مضيفاً ان الاستقرار في افغانستان لن يتحقق دون تحقيقه في المنطقة برمتها.
وبدوره شدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على ضرورة ان يبادر عناصر طالبان الذين يرتضون المصالحة الى "التخلي عن العنف وقطع صلتهم بالقاعدة والاعتراف بالدستور الافغاني".
من جهة اخرى اعتبر كرزاي الذي يدعو منذ فترة طويلة الى محاولة التصالح مع طالبان الاقل تطرفاً. انه "من الملح" تطبيق "خطة استثمار في صفوف قوى الامن الافغانية".
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "انها سنة حرجة". معتبراً ان "الاخفاق يعني خيانة الشعب الافغاني".وشدد على ضرورة اجراء انتخابات "عادلة وشفافة وذات صدقية". وايده في ذلك وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. الذي بدوره سيتحدث مع واشنطن في ارسال عناصر من قوة الدرك الاوروبية الى افغانستان. الذي وافقت عليه من حيث المبدأ كل من ايطاليا واسبانيا والبرتغال.
هذا واعلنت هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة ستساهم بمبلغ اربعين مليون دولار في تنظيم الانتخابات المقرر اجراؤها في آب/اغسطس في افغانستان. وفي نفس السياق قالت المفوضية الاوروبية الاثنين انها مستعدة "لمنح حوالى ستين مليون يورو" اضافية الى افغانستان في 2009 و2010. وستضاف هذه المساعدة الى 700 مليون يورو مخصصة اصلاً لافغانستان في الميزانية الاوروبية للسنوات 2007-2010.