
مشاركة:
اظهرت صورُ مسرحِ جريمة اغتيال اللواء مدحت بعد يومٍ واحد على الاغتيال شرقي مدينة صيدا جنوبي لبنان فضيحةً تورطت بها القوى الامنيةُ المولجةُ بهذا المسرح، ما يطرحُ تساؤلاتٍ حول جديةِ التحقيق
في وقت قالت مصادرُ امنية للمنار اِنَ هذا الوضعَ نشأ بسببِ صعوبةِ حمايتِه جغرافياً وامنياً.
فلم تمض اربع وعشرون ساعة على اغتيال اللواء كمال مدحت حتى اصبح مسرح الجريمة ملعباً للصغار يلعبون به ويمارسون هوايات خاصة وبعضهم وجد فرصة لتفكيك قطع من سيارة الشهيد والاستفادة من بيعها، لكن المشهد الاكثر دهشة هو تحول احد الصبية في المكان الى محقق جنائي من خلال التقاطه قطعاً من اشلاء ضحايا الانفجار ما طرح علامات استفهام حول هذا التقصير الفاضح واللامسؤول من قبل المسؤولين عن مسرح الجريمة، والذي سيؤثر بطبيعة الحال على نتائج التحقيق وجديته.
وفي هذا المجال يقول د.عمر نشابة، مسؤول صفحة العدل في جريدة الاخبار: "هناك نقص واضح في المنهجية العلمية في التعاطي مع مسارح الجريمة في هذه الجريمة وفي جرائم اخرى سبقتها. وهناك حاجة لتطوير القدرات التقنية التي يبدو انها ليست متوفرة بالشكل الكامل، ويتوقع بالشكل المهني والمسؤول التعامل مع مسرح الجريمة التي تستهدف السفارة الاميركية او موكب للسفارة الاميركية او يشتبه في انها تستهدف السفارة الاميركية بنفس الطريقة التي يتم التعامل فيها مع مسرح جريمة استهدفت قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية".
المنار علمت من مصادر قيادية في الجيش اللبناني ان الجيش لاعلاقة له بمسرح الجريمة الذي تولته قوى الامن الداخلي واجهزتها، ليقود هذا الواقع الى اسئلة تُطرح في السياسة وتذكر بحقبة الاغتيالات السابقة، لاسيما جريمة اغتيال الرئيس الحريري. عندما اتهم بعض الضباط الاربعة بالعبث بهذا المسرح، ومازال سياسيون من فريق الموالاة مصرين على هذه التهمة لتبرير اعتقالهم ما يعني بحسب هذه الفرضية ان المكان الطبيعي للمسؤولين الامنيين الحاليين عن مسرح جريمة اغتيال اللواء مدحت هو السجن.
وفي هذا الاطار تقول سمر الحاج، زوجة اللواء المعتقل علي الحاج: "الذي شاهدناه في صيدا يدعو للاشمئزاز عندما نرى الاطفال يلتقطوا الاجزاء البشرية الموجودة وهذا الامر برسم الرأي العام وهذا يعيدني بالذاكرة الى تهمة اطلقها الاخرون ومؤخراً مع الوزير السابق الجسر، قال اقل ما يقال ان لم يكن الضباط مسؤولون عن شي فهم مسؤولون عن العبث بمسرح الجريمة. وانا احيله للذي شاهدناه في صيدا لنرى من المسؤول عن الذي حصل في مسرح الجريمة واحب ان اؤكد له واعيده بالذاكرة ان سبعة تقارير للسيد بريمرتز من اول 3 تقارير نفى بشكل مطلق فرضية العبث بمسرح الجريمة. ومقولة العبث بمسرح الجريمة بجريمة 14 شباط سقطت بالضربة القاضية في التقرير الثالث للسيد بريمرتز، ولكن ما نشهده اليوم من عبث مرعب بمسرح الجريمة نسأل الوزير الجسر، من هو المسؤول؟".
والى مسرح جريمة اغتيال الرئيس الحريري بدت مسارح الجرائم الاخرى محاطة باجراءات استثنائية من خلال وضع الحراسة واقامة الخيم والسياج الحديدي واغلاق الطرق المؤدية لايام واحياناً اشهر عدة، بينما كان التعاطي مع مسرح جريمة "المية مية "بهذه الطريقة لينسحب ربما التمييز العنصري الذي انتقده النائب وليد جنبلاط ضد الفلسطينيين على هذه القضية .