يللي استحوا ماتوا… واقع القوات اللبنانية اليوم

مشاركة:

بدأت القوات اللبنانية بشحذ أسلحتها الإعلامية الإنتخابية كلما اقترب الإستحقاق الإنتخابي. فبعد شعار ‘لكم قوة وللوطن قوات’، بدأت القوات اللبناينة حملة إعلانية جديدة تحت شعار تحريضي على المعارضة.

يحكى في التاريخ أن حريقاً شب في حمام عربي، من خرج ولم يستح بمنشفته نجا وعاش، ومن بقي في الداخل هلك ومات. ومنذ ذاك الحين بدأ المثل الشعبي الدارج: يللي استحوا ماتوا. وهذا هو اليوم.. واقع القوات اللبنانية".

هكذا أرادت القوات اللبنانية إفتتاح مشاركتها في سوق عكاظ الحملة الإعلانية الإنتخابية. شاب من شبان المعارضة الوطنية يحرق دولاباً في تظاهرة. صورة تريد القوات اللبنانية من الناخبين التصويت ضدها. لكن القوات، وهنا مناسبة المثل الشعبي، نسيت أو تناست لماذا نزل هذا الشاب وأمثاله إلى الشارع لإحراق الدواليب. يومها كان الوزير القواتي جو سركيس عضواً في الحكومة التي اتهمها غالبية اللبنانيين لأكثر من عام ونصف العام بالإستئثار والفساد والخضوع للوصاية الأجنبية، واتخاذ القرارات التي لا تصب في مصلحة سيادة لبنان واستقلاله.

وقد قال وقتها الوزير سركيس ومن امام مقر المجلس الوزاري: "نحن نحضر انفسنا ان كانوا يريدون الشارع فنحن قد جهزنا انفسنا للشارع، والقوات البنانية لن تتردد ولا لحظة في عدم النزول الى الشارع".

إذاً فاللبنانيون مطالبون بالتصويت للقوات ضد صورة ساهمت القوات نفسها في رسمها.

وبعد، فإن هذه الصورة التي استخدمتها القوات في إعلاناتها الإنتخابية كانت بلا شك وبرغم قتامتها أنصع بكثير من صور أخرى لم تنسها بعد ذاكرة اللبنانيين. مشهد أوتوستراد الدورة يوم الثلاثاء في الثالث والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 2007 ما زال حاضراً، من ضرب مبرح لانصار المعارضة ولافرد الجيش اللبناني على يد افراد القوات اللبنانية.

وتكفي تلك المشاهد دلالة من دون العودة إلى صفحات الماضي الذي تتحسس منه القوات التي لم تعرب يوماً عن استحيائها به، ربما لأن الحياء قد يخسرها الإنتخابات كما حصل في قصة المثل الشعبي: "يللي استحوا ماتوا".