أطفال مدارس الجنوب ينظمون حملة تشجير على امتداد الحدود مقابل مستعمرة المطلة

مشاركة:

هو المكان الذي قام العدو الصهيوني بتعريته خلال سنوات الاحتلال، وما تبعها من عمليات تجريف خلال عدوان تموز/ يوليو 2006 .. انتفض ليرفض إرادة الإحتلال

بإبقاء مساحات واسعة في محيط مستعمراته الشمالية جرداء قاحلة بهدف تأمين رؤية بعيدة، ولو على حساب الثروة الحرجية في الأراضي اللبنانية التي أمعن في إحراقها وتجريفها، إضافة إلى جعل المزارعين بعيدن عن حدوده  قدر الإمكان. فلبى طلاب المدارس الجنوبية نداء بلدية الخيام حاملين معاولهم والعتاد اللازم وكل واحد منهم اخذ بيده شجرة تحدٍ وقاموا بغرسها على امتداد الطريق المقابلة لمستعمرة المطلة وعلى إمتداد سهل الخيام.. هذه البادرة اقيمت برعاية وحضور رئيس البلدية الحاج علي زريق الذي شارك الطلاب بزراعة الاشجار، وبما ان بعض الطلاب الذين شاركو بهذا النشاط كانو لاول مرة يقتربون من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة كانت لديهم مشاعر فرح عبروا عنها بالسعادة المزدوجة فقد متعوا انظارهم برؤية فلسطين المحتلة من جهة، وشعورهم بانهم يتحدون هذا العدو المتغطرس من جهة اخرى وقد عبر احد الطلاب قائلا: "اشعر وكأني انصب صاروخا في وجه هذا العدو وقد تكون هذه الاشجار يوما من الايام درعا واقيا للمقاومين فقد تعلمنا ان هذا العدو لا امان له".

اما الطالبة بتول فحص قالت: "لقد حضرنا الى هنا لننصب هذه الاشجار ولنقول لهذا العدو انك مهما دمرت وحرقت من اشجار في وطننا فإنك لن تستطيع ان تنال من عزيمتنا".

وكان للطالب جعفر الامين موقف من الاستنفار الذي قامت به القوات الاسرائلية فقال: "حضرنا الى هنا من اجل التنظيف والتشجير لكن الاسرائيلي خاف من ان ننظف المنطقة منه أيضا انظروا اليهم لقد حضروا ..".

كلام الطالب جعفر لم يأتِ من فراغ  فإن حشود الطلاب استفزّت العدو الاسرائيلي فحضرت آليات الهامر وتمركزت بالمكان المقابل لورشة التشجير بهدف إرهاب الطلاب إلا أن المحاولة الإسرائيلية زادت من عزيمتهم على تنفيذ مهمتهم بإصرار على التحدي مستشعرين حلاوة الإنتصار المعنوي لهم بإحباط رغبات الإحتلال.  

رئيس بلدية الخيام الحاج علي زريق أكد من جهته ان هذه الحملة التي تقوم بها البلدية لتشجير أكثر من الف وخمسمائة شجرة هو لتعويض الاشجار التي أحرقها العدو الاسرائيلي ولنؤكد له اننا شعب يحب الحياة ويحب الإخضرار والاشجار فنحن نعطي الامل دائما لاطفالنا فهذه المدارس التي جاءت الى الحدود لتزرع ما هو الا تاكيد على حبها للحياة وتحدي العدو الصهيوني كما المقاوم المرابط الذي يتحدى ويواجه الاسرائيلي ويهزمه، الان هؤلاء بهذه الزراعة وبهذه الشجرة يهزمون العدو الاسرائيلي من جديد.

اذا ما هي إلا سنوات قليلة ويعود حفيف أوراق شجر الكينا يؤنس العابرين والمتمتعين بظلالها وإذا كان من فائدة مهمة لهذه الأشجار وتشبث غرسها بتراب الأرض هو حجب اوراقها وأغصانها عن أنظارنا رؤية تلك الصناديق الخشبية المصطنعة الواهية خلف الحدود.