مشاركة:
اتخذت الانتهاكات الاسرائيلية المعادية جديدة للسيادة اللبنانية خلال الايام الماضية أشكالاً إضافية، بحسب تعبير رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اشار الى ان العدو الاسرائيلي ادعى فجأة ان الخط الازرق يمر في وسط نهر الوزاني وأنه يُحظر
على أصحاب المنتزهات السياحية القائمة هناك تنظيف جزء من النهر، ويُمنع على أي كان السباحة في هذا الجزء الذي تزعم اسرائيل انه خاضع لسيطرتها. ولفت بري في حديث لصحيفة “المستقبل” الى ان نهر الوزاني كله لبناني، موضحاً انه “توجد على ضفافه مشاريع كلفت أصحابها ملايين الدولارات، ولا صحة للادعاءات الاسرائيلية بأن الخط الأرزق يشطره الى نصفين، وأنا سأثير الأمر مع قائد القوات الدولية الذي سألتقيه قريباً، وإذا استمرت محاولة فرض الأمر الواقع، سنتحدى هذه البلطجة الاسرائيلية”. كما لفت رئيس المجلس الى ان العدو زعم مؤخراً أن الخط الازرق يمر أيضاً في بئر بلدة بليدا الجنوبية، وأنه لا يحق لأبناء البلدة ان يستعملوها، معرباً عن استهجانه “أن يظل البعض في لبنان مصراً على اعتبار المقاومة مشكلة وعلى المطالبة بنزع سلاحها، في وقت تواصل اسرائيل انتهاك سيادتنا وحقوقنا”. وتساءل بري: “ماذا لو لم تكن المقاومة موجودة؟.. والى أي مدى كانت ستصل إسرائيل في اعتداءاتها وأطماعها؟”. كما شدد رئيس المجلس على أن الانشغال بالاستحقاق الرئاسي يجب “ألا يلهينا عن مواجهة خطر الانتهاكات الاسرائيلية”. وفي موضوع المصالحة الفلسطينية الفلسطينية اشار بري الى ان هذا الأمر يحمل دلالات بالغة الأهمية، مستغرباً ألا تلقى هذه المصالحة الصدى المطلوب عربياً ولبنانياً، “في حين نلحظ استنفاراً وصراخاً عندما يتعلق الأمر بصراعات جانبية”. واعتبر رئيس المجلس أن من شأن المصالحة بين حركتي فتح وحماس ان تعيد تصويب البوصلة وترتيب الاولويات “باعتبار أن القضية الفلسطينية كانت محور الاستقطاب الذي يجذب نحوه كل الطاقات وتلتقي حوله كل التناقضات”، لافتاً الانتباه إلى أن الانقسام الفلسطيني أتاح للكثيرين التملّص من التزاماتهم حيال هذه القضية، على قاعدة أنه إذا كان أهلُها منقسمين على أنفسهم فلا عتب ولا لوم على الآخرين. واضاف رئيس المجلس:”لم ألمس أن هناك اهتماماً حقيقياً بهذه المصالحة، وقليلون هم الذين تنبّهوا اليها وتوقفوا عندها، ربما لأن الآخرين يريدون الفتنة المذهبية ولا يهمهم او لا يناسبهم أن تستعيد القضية الفلسطينية مكانتها وأولويتها، لأنها عندئذ تعلو على الفتنة وتعطّل مفعولها، أو أقله جانباً كبيراً منه”. وختم بري بالدعوة إلى التأمل جيداً في دلالات ردود الفعل الانفعالية التي صدرت عن الولايات المتحدة وإسرائيل، في أعقاب المصالحة، معتبراً أنه “ما دامت وشنطن وتل أبيب منزعجتين الى هذا الحدّ، فمعنى ذلك أن هذه المصالحة في محلها”.