مشاركة:
عائلات نجت بأعجوبة في برج رحّال جرّاء الصواعق الرعدية
إتلاف ثمار الحقول والبساتين·· واحتراق الأدوات الكهربائية المنزلية بعد الشحّ في تساقط الأمطار الذي حصل خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني،
جاء شهر شباط وبداية شهر آذار وبيّضاها·
فالعاصفة التي ضربت لبنان مؤخراً، ومنها منطقة صور، عوّضت النقص الحاصل لجهة كمية الأمطار المتساقطة، حيث تخطت متساقطات شهر شباط المعدل السنوي لهذه الفترة، وبالتالي فإن الشح المائي خفّت حدته·
ولكن خلّفت العاصفة الأخيرة أضراراً بالمزروعات، وفي بساتين الحمضيات والبيوت البلاستيكية، وحتى الأدوات الكهربائية نالت نصيباً وافراً من الضرر، جرّاء العواصف الرعدية وصواعق البرق، التي خلّفت وراءها أضراراً لا تُعد ولا تُحصى، في مختلف البلدات والقرى الصورية، حيث لم يسلم منزل واحد من خسارة في معدّاته الكهربائية·
وكان النصيب الأوفر لأهالي بلدة برج رحّال، التي قيل أن الصاعقة ضربت هناك على ارتفاع بسيط جداً، حيث تكبّد أهالي البلدة خسائر فادحة وصلت في بعض المنازل إلى فقدان كافة الأدوات الكهربائية·
للإطلاع على هذه الكارثة، جال <لــــــواء صيدا والجنوب> على بعض المتضررين:
تصاعد ألسنة اللهب
رضا قعفراني قال: استفقت قرابة الثانية عشرة من منتصف الليل على صاعقة رعدية أحدثت صوتاً مدوياً داخل المنزل، حيث صعد نورها من داخل المنزل، فأصابتني الدهشة مع عائلتي وأولادي· وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى رأينا ألسنة اللهب تتصاعد من داخل المطبخ، حيث اشتعلت معظم الأدوات الكهربائية داخله، وامتدت إلى غرف المنزل الأخرى فإستنجدنا بجيراننا، الذين هبّوا إلى مساعدتنا لاطفاء ما تبقّى من أثاث المنزل·
وأضاف: نحمد الله على أننا استطعنا أن نخرّج أولادنا من داخل المنزل، حيث اقتصرت الخسارة على الماديات، ولم يُصاب أي طفل من أولادي بأذى·
نجاة العائلة
وفي منزل حيدر دياب (الذي نجا وعائلته باعجوبة)، يذهلك وهو يروي كيفية حصول ما يسميها بـ <كارثة> أتت على كل محتويات منزله حيث بدأت بالأدوات الكهربائية، لتصل إلى محتويات المنزل بأكملها·
وقال: كانت لحظات عصيبة جداً لم أستطع أن أجد أطفالي من كثرة الدخان المتصاعد والظلمة الحالكة المسيطرة حينها، وبقدرة قادر وبمساعدة بعض الجيران استطعت أن أخرج اطفالي من المنزل، حيث كانوا بحالة ذهول وخوف شديدين، وكادوا أن يقضوا داخل المنزل· وأشار إلى انها <نعمة حين نجت عائلتي من موت محتم>· وقال: المال نحن أتينا به، أما إذا ما فقدنا لا سمح الله فرداً من العائلة فلا يُمكن أن يعوّض·
المئات من أبناء بلدة برج رحّال والجوار تضرروا بفعل البرق والرعد وخسروا العديد من الأدوات الكهربائية في منازلهم، حتى أن بعض المنازل حدث فيها تشققات وتفسخات ربما تشكل خطراً في المستقبل·
اضرار بالمزروعات
هذا بالنسبة إلى الأضرار الكهربائية·· ناهيك عن الأضرار الزراعية، التي أحدثتها حبات البرد، التي تساقطت على مدى أيام الأمطار أواخر شهر شباط، حيث قضت على ثمار الليمون وخصوصاً الرجعي و<التنوي>، الذي يعتمد عليه اصحاب الحمضيات اعتماداً كلياً، كونه يعطي مردوداً جيداً من حيث سعره المرتفع، بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بالبيوت البلاستيكية، والتي اقتلعتها من أساسها·
محمد خليل <ضمّان> اكي دنيا، اعتبر <أن حبات البرد التي تساقطت في أواخر شهر شباط كانت كافية للقضاء على هذا الموسم، حيث تشاهد شجيرات الإكي دنيا وكأن مرضاً اصابها، ناهيك عن ثمارها التي تضررت معظمها بفعل حبات البَرَد ذات الأحجام الكبيرة، التي أصابت المنطقة الساحلية برمّتها·
وقال: من المعروف أن هذا الموسم يبدأ العمل به اعتبارا من بداية شهر نيسان، حينها تكون قد بدأت بوادر قطف ما يسمى <بالغيفورة>، وهذا عادة تكون له اسعار جيدة، لأن هذه الفاكهة تكون قليلة، ولهذا تكون أسعارها مرتفعة إلاّ أن الذي حدث قضى عليها، وعلى معظم ثمار <الإكي دنيا>·
فرحة لم تكتمل
علي سلمان (أحد العاملين في القطاع الزراعي) قال: تفاءلنا بالخير لدى تساقط الأمطار خلال شهر شباط وأوائل شهر آذار، بعد الشح الذي رأيناه في شهري كانون الأول وكانون الثاني، وأملنا بموسم زراعي واعد في مختلف قطاعاته، إلاّ أن الفرحة لم تكتمل بفعل حبات البَرَد التي رافقت الأمطار، وأصابت حبات الليمون والحمضيات، وأحدثت فيها ثقوباً، فما كادت أن تسطع الشمس حتى تساقطت على الأرض، وشكلت بيادر ذات ألوان حمراء لا يمكن الإستفادة منها، لأنها متلفة، ولا تصلح للبيع، وسنتركها تحت أمها، ربما نستفيد منها كأسمدة عضوية>·
المزارع خضر عباس قال: ما أصاب المزروعات (الحشائش) جرّاء العاصفة التي حصلت مؤخراً يشكل كارثة بكل ما للكلمة من معنى، فقد خربت الملفوف والقرنبيط وباقي المزروعات التي غمرتها المياه بشكل بحيرات مائية فأتلفتها كلياً·