لحود ردًّا على عون: كفاك غشاً وتزويراً

مشاركة:

على وقع زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى فرنسا وما رافقها من جرعات دعم تلقاها سليمان من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أكد الدعم الفرنسي غير المشروط

للبنان، وبعد يوم واحد من لحظة تاريخية تمثلت برفع العلم اللبناني فوق سفارة بيروت في دمشق، يعيش لبنان حمى الانتخابات النيابية المقبلة في 7 حزيران بشكل مطّرد، تزيدها حماوةً كثرة الملفات الداخلية العالقة في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق، جدد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري القول: "إذا فزنا بالانتخابات النيابية سنمدّ يدنا للفريق الاخر لكي يكون شريكًا في الحكومة من دون الثلث المعطل، ولكن إذا فاز الفريق الآخر وأراد ان يحكم بمفرده، فنحن لا نريد حينها ان نكون جزءًا من الحكم، ولقد اتخذت قراري في هذا الموضوع". وشدد على واجب العرب في حماية القضية الفلسطينية لأنها قضيتهم جميعًا، وقال: "كل من يريد ان يساهم في حلّها يجب ان يعمل لمصلحة فلسطين وليس لمصلحة دول معينة"، ورأى ان "المصالحة العربية هي في الاتجاه الصحيح ووحدة الصف العربي تؤسس لمنظومة عربية تقوي النظام العربي عموما"، لافتا الى ان صراع العرب مع اسرائيل طويل الامد.

ونفى الحريري وجود قلق لديه من الانفتاح الاميركي على سوريا، او ان يكون هذا الانفتاح على حساب المحكمة الدولية، وقال: "هذا لا يقلقني فهو لن يؤثر على المحكمة، بل يدعمها بعد ان اصبحت في اطار دولي". وأعرب عن تفاؤله بمستقبل لبنان، وتابع: "الشعب اللبناني عنيد ومتمسك ببلده ويحب الحرية والاستقلال، ومن يعتاد على العيش بحرية لا يستطيع العيش يدونها وسنرى لبنان دولة مزدهرة".

الرئيس أمين الجميل، من جانبه وعلى هامش زيارة يقوم بها إلى دولة الكويت، أبدى ثقته بأن "الانتخابات النيابية المقبلة ستحقق المصلحة الوطنية العليا، لأن الشعب اللبناني واعٍ تماماً لمصلحة وطنه، ولا بد من أن يحقق أمانيه من خلال هذه الانتخابات ويكون على قدر المسؤولية"، ورأى "أن فتح السفارة اللبنانية في سوريا خطوة طال انتظارها ولها رمزية خاصة، ونؤيد كل خطوة مشابهة تؤدي الى تحسين العلاقات بين لبنان وسوريا التي نريدها ممتازة"، مضيفاً أن " فتح السفارات بحد ذاته لا يكفي لتحسين العلاقات بين لبنان وسوريا وتحصينها، ونأمل أن تتخذ سوريا خطوة تعيين السفير في لبنان وأن تسرع في معالجة الملفات العالقة". وأكد أن "هناك ضرورة لإنهاء ملف الموقوفين والمعتقلين في سوريا، ولا يمكن لسوريا أن تتهرب من هذه المسؤولية طالما هناك تأكيدات على وجود لبنانيين في السجون السورية، ومن الضروري أن تنهي سوريا أي تواصل ودعم لبعض التنظيمات الفلسطينية خارج المخيمات والتابعة مباشرة للمخابرات السورية".

وعن الانتخابات المقبلة والتضامن بين قوى 14 آذار، قال الجميل: "بقدر ما يهمنا التضامن مع حلفائنا في 14 آذار بقدر ما نحرص على أن يكون لنا التمثيل المناسب في الندوة البرلمانية وأن يحترم حلفاؤنا هذا الأمر وأن يكون هذا التحالف مثمراً ومفيداً للجميع". وفي سياق آخر، أسف الجميل لكون أنه "باسم الحكومة التوافقية صارت الحكومة الحالية حكومة تعطيل مصالح الناس والمؤسسات الدستورية والأمنية والقضائية، وهذا أمر لا يجوز أن يستمر"، معبراً عن عدم رضاه عن أداء الحكومة.

هذا وبحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في آخر المستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية، وبعد اللقاء قال زهرا ان "الجميع في البلد مرتاح لأجواء المصالحات العربية وأجواء التهدئة الداخلية، وان شاء الله يلتزم بها الجميع لكي نستطيع الوصول الى انتخابات نيابية ديمقراطية". وعن موافقة "القوات اللبنانية" على تخفيض سن الاقتراع، أجاب زهرا: "القوات اللبنانية لديها اسبابها للتحفظ على الطرح لجهة الا يكون كاملاً، ودعوني اؤكد ان أكثر مؤيدي "القوات اللبنانية" على الساحة المسيحية هم من عنصر الشباب، ولكن الموضوع هو موضوع توازن وطني كامل، وبالنسبة الى موقفنا يوم الخميس المقبل فهو لا يزال قيد الدرس على مستوى قيادة "القوات اللبنانية" والمهم انه ليس موقفا مبدئيًا من تخفيض سن الاقتراع بقدر ما هو موقف حريص على ان تكون اللعبة متوازنة وكاملة".

في إطار آخر، تواصلت الردود على تصريحات النائب ميشال عون الأخيرة، حيث رد وزير الدولة نسيب لحود على "حملة الافتراءات" التي شنّها ضده عون بالقول: "كفاك غشاً وتزويراً"، مشيراً إلى أنه "كان الأجدر بعون أن يتذكر الثالث عشر من  تشرين خلال زيارته سوريا"، مشدداً على ان الملف مع سوريا لا يُقفل إلا بعد معرفة مصير المفقودين اللبنانيبين في سجونها وبعد ترسيم الحدود معها. ورأى لحود في مؤتمر صحافي، ان "عون يجرّ الحياة السياسية في لبنان الى مستوى متدنٍ"، نافياً ان يكون له علاقة بإجتياح قصر بعبدا في العام  1989 أو أنه كان منتسباً الى منظمة الصاعقة، مشيراً إلى أنه انتمى الى "حزب الوطنيين الاحرار" قبل ان ينشئ التجدد الديمقراطي. وتابع لحود: "فليحكم الشعب اللبناني من الجاهل فينا".

واعتبر لحود ان "الأسلوب الذي يعتمد على الخديعة والذي يستعمله عون لا ينطبق عليّ أنا"، وسأل: "من لا يتذكر كيف تعامل عون مع سقوط شهداء من "14 آذار" والحملات التي خاضها على بكركي والمقامات الدينية وعلى الصحافة"؟ ومن لا يتذكر تعطيل الانتخابات الرئاسية وتعطيل الاقتصاد؟" ورأى أن عون سيشن حملة على كل من سيترشح ضده في الانتخابات النيابية المقبلة، مشيراً إلى حصول لقاء بينه وبين وزير الدفاع الياس المر منذ بضعة ايام وكان هناك اتفاق على العديد من الأمور وخصوصاً على النواحي الانتخابية، ولم يستبعد عقد لقاء مع النائب ميشال المر قريبا. واعتبر لحود ان عون لم يطبق أي شيء من البرنامج الذي طرحه في 2005، مؤكداً ان المتنيين سيصوتون بضميرهم وعون سيكون له الجواب الشافي على أسئلته في 7 حزيران المقبل.

وفي الردود على عون أيضًا، سألت المرشحة عن المقعد الارثوذكسي في الاشرفية نايلة تويني النائب عون "إذا كانت الاشرفية تفتقر فعلاً الى كفاءات تمثيلية من أهلها، أم أن حشرة العماد عون مع حلفائه في حاصبيا دفعته الى الاستهانة بالاشرفية وبأبنائها وإهانتهم بهذه الطريقة؟"، وقالت: "للعماد عون حق طبيعي في ترشيح من يشاء وفي أي دائرة، ولكن هذا الحق لا يعطيه في أي شكل قانوني أو سياسي أو معنوي أي حق في الطلب إلى أي مرشح الانسحاب، لأنه بذلك يجافي أبسط أصول الديمقراطية والاعتراف بالآخر، كما لا يعطيه ذلك أي مبرر لأن يجعل نفسه مصنفاً لكفاءات المرشحين المنافسين وفاحصاً لخبراتهم. هذا الحق يعود إلى الناخبين وحدهم. فضلاً عن أن إنكاره عليّ حق الترشح بحجة الافتقار إلى الخبرة السياسية يطاول ايضاً المئات بل الألوف من شباب تياره، فهل تعني رسالته إليّ بطريقة ضمنية انه يريد إقصاء الشباب في "التيار الوطني الحر" عن الطموح المشروع إلى العمل النيابي؟".

كما ردّ نائب منسق منطقة الأشرفية والمرشح عن الدائرة الأولى في بيروت نديم الجميل على عون بالقول إن "الاشرفية كانت وما زالت قلعة للحرية وستبقى ولم تكن يوماً تابعة لأحد". وأضاف الجميل في مداخلة هاتفية عبر "أخبار المستقبل": "لقد دفعت الاشرفية ثمن حريتها وتحريرها وإن ابنائها هم الذين حرروها. وقد مثلها في السنوات الماضية خير تمثيل النواب ميشال فرعون والشهيد جبران تويني والسيدة صولانج الجميّل. وسنثبت هذا الخيار وهذا الموقف في 7 حزيران وفي المجلس النيابي لاحقاً".

انتخابيًا أيضًا، أكد رئيس "حزب الطشناق" هوفيك مختاريان أن "الحزب في صدد الإعلان عن قراره بالنسبة للتحالفات الانتخابية في غضون يومين او ثلاثة"، مضيفًا في حديث خصّ به موقع “nowlebanon.com” أن "هناك شقًا متعلقًا بما سمعناه من النائب سعد الحريري وهو ما سنجيب عنه خلال اجتماع ثاني سيعقد معه هذا الاسبوع، وبناء عليه سنعقد مؤتمرا صحافيا نعلن خلاله تفاصيل المفاوضات التي جرت والنتائج التي انتهت اليها". مختاريان فضّل عدم الدخول في تفاصيل القرار الذي يعتزم الطاشناق إبلاغه للنائب الحريري، مكتفيًا بالقول ان "الطرح يتعلق بمقاعد بيروت وزحلة والمتن، وللموضوع شقان سياسي وانتخابي يتكاملان من وجهة نظرنا، ونحن لنا كتلتنا وقرارنا ولا يمكن ان نكون في وضعية تمثيل معين بعيدًا عن توجهنا السياسي".

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرة بدوره ان الاولوية لديه كانت ان يترشح في منطقة مرجعيون ـ حاصبيا، غير ان قيادة "التيار الوطني الحر" ارتأت ان يصار إلى ترشيحه عن المقعد الارثوذكسي في دائرة بيروت الاولى. ابو جمرا وفي حديث لـ”nowlebanon.com” قال: " العماد عون تدارس مع قادة المعارضة موضوع توزيع المقاعد في كل لبنان، وفي العمل الحزبي لا يوجد ضحايا، بل هناك مصلحة عامة للحزب تعلو اجمالاً على المصالح الخاصة".

وفي مجال متصل بافتتاح السفارة اللبنانية في سوريا، ردّ وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ على ما تناولته وسائل الاعلام عن غياب رسمي سوري عن افتتاح السفارة لعملها ورفع العلم اللبناني على مقرها، فقال: "ان هذه الأقاويل مغايرة تماما لما حصل، والحقيقة ان الجانب السوري بادر قبل يومين من افتتاح السفارة الى الاتصال بنا مبديًا رغبة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بالحضور مع القائم بالأعمال اللبناني المستشار رامي مرتضى في حال تقرر إقامة حفل رسمي لافتتاح السفارة، فأفدناه بأن الحفل الرسمي سيكون بعد إتمام تجهيز السفارة إداريًا ولوجستيا".