
مشاركة:
عجيب أمر هذا ‘الصحفي’ ، كاتب المقالات اليومية. عنده إسهال في الكتابة وإستسهال في الأفكار.
إنه يكتب لـِ ‘ المستقبل’. للأجيال ‘الواعدة’ الآتية
من "مدن الرمل والملح"…. والفساد.
بصيرته "نافذة" ، تطل على بنك نفطي له فروع عدة في جيوب وزرائنا ونوابنا وبطاركنا ومشايخنا و"مفتيينا".
ضميره "حي" … من أحياء "الداون تاون" ، أو "سوكلين" ، أو كل ما تهدّم ، أوكل ما "تعمّر" ، أو كل ما تقدّم أو كل ما تأخّر.
أفكاره القيّمة لا "تنضب" … من قطرات النفط التي "تتبارك" عليه من أيادي الأمراء والملوك كلما ازداد هو زحفا ً وتملقا ً وتسلقا ً …
هو يكتب للحقيقة. للحقيقة التي من أجلها سار جميع "القوم" ، بما فيهم قطاع الطرق واللصوص وأصحاب الحواجز الليلية ، في ساحة الشهداء ،المحاطة بالقصور والفنادق من كل حدب وصوب.
نعم ، فالشهيد غال على قلوبنا ونحن لن نرضى له بأقل من "فينيسيا".
أما شهداء المقاومة ضد إسرائيل وشهداء الجنوب بالتحديد ، فلا يستحقون حتى أن نقيم لهم حفلا ً صغيرا ً يحضره فنانونا " الأجلاء" الكثر.
ربما لأن مطربينا ومطرباتنا محجوزون لهذا وذاك هناك ، في قصور "التقوى والإيمان بالله عز وجل".
نعم ، لأن في تلك القصور يقطن "الخير الوفير".
وبما أن الخير الوفير "يشط ريل" الأخطل الصغير ، فكيف إذن بهذا الكاتب أو ذاك وهذا "المطرب" أو ذاك؟
هو يكتب كل يوم ، كلماتا ً وأحرفا ً من " ذهب".
هو يكتب ويقبض . ومن الذي قال أن "الحكي ببلاش؟!" …
يقبض من وزير كثير السيادة والوطنية.
ويقبض من مرشّح إنتخابي للنيابة لا يزور الفقراء إلا قبل الإنتخابات بشهر أو شهرين.
وعلى الرغم من ذلك يريدها "زي ما هيي".
"زي ما هيي" ، معلبة ، "مضبضبة" ، كما أرادها " الملوك والرعاة والحرّاس ".
إنه قلم يكتب ويقبض …. أو بالأحرى ، قلم يكتب كي يقبض.
وما أكثرها تلك الأقلام.
أما الأكثر تطورا ً الذي يكتب على "الكي بورد" ، أي لوح مفاتيح "الكمبيوتر" ، فهو الذي يقبض أكثر لأن مقالاته تُجهّز وتُعلب بوقت أسرع ، وما عليه إلا أن يطبع إسمه تحت المقال ، أو فوقه ….
فإن هذا زمن السرعة ، والوقت لا ينتظر.
فهيا أسرع يا أخي … يا من "تفلقنا" كل يوم بشعار الحياة …
أسرع لأن إذا الشعب يوما ً أراد "الحياة" فلا بد أن "يستجيب" القدر! … وسيستجيب بسرعة كبيرة بالتأكيد.
فهيا هيا يا اخي ، أسرع ! ماذا تنتظر ؟
تدبّر أمرك بسرعة قبل أن يأتي يوم ينضب فيه النفط من حقولهم.
وهو لا بد آتٍ …آتٍ … آتٍ …إنشاءالله !