يا جبل ما يهزك ريح

مشاركة:

من ينكر أن انتخابات 7 حزيران 2009 النيابية في لبنان هي معركة مسيحية بامتياز وبالذات بين الجنرال عون ومنافسيه في قوى 14 أذار

 

خاصة بعد قطيعة غالبية المسيحيين للانتخابات في عهد الوصاية السورية وعودتهم في 2005 ابان عهد الوصاية للشرق الاوسط الجديد لتتضح في 2009 معالم الصورة الانتخابية الحقيقية وعودة المنافسة المسيحية الى الصدارة كما حصل في ستينات القرن الماضي ، باعتبار ان الشيعة نتيجتهم معروفة سلفا بعد تلاحم عملاقي الزعامة الشيعية بين حزب الله وحركة أمل واستبدال الجرافة الانتخابية الى الاعصار المدوي والمدمر في وجه من يحاول التفرقة بين ابناء الطائفة الواحدة وهكذا الحال بالنسبة للطائفة السنيّة ، ليبقى بعض المسيحيين يرفضون الحرية والسيادة والاستقلال  لينغصوا على الجنرال عون توحيدهم ورص صفوفهم.

وكثرت التفسيرات والتحليلات والاستطلاعات والاستنتاجات والاجتهادات والتقاويم المحايدة والغير محايدة  في قراءة نتائج اللوائح المسيحية فاصطف الجميع في مواجهة المارد ميشال عون وأشاعوا جوا دعائيا ضده لينالوا

من عزيمته وقدرته.

لكن أذكر بعض المغفلين الذين يشاركون بالحملة الشعواء ضده ، ماذا قالو عشية انتخاب بديلا عن النائب المرحوم بيار امين الجميل في  5   آب 2007 على أنها  معركة بين خطين ونهجين مختلفين خط السيادة والحرية والاستقلال

وخط الوصاية الايرانية وريف دمشق حسب زعمهم وان النصر حليفهم وكانت المفاجأة الكبرى التي صعقت معلميهم قبل ان تدخلهم العناية الفائقة ، عندما قالت كلمتها الجريئة والوطنية ابناء بكفيا وضهور الشوير وضبية وعينطورة وسن الفيل والدورة وبرج حمود وبعبدات وبرمانا و … وليعذرني من لم اذكر بلدته وقريته …. ألم يقف الاميركيون والفرنسيون والاسرائيليون والسعوديون والمصريون والاردنيون ومخابراتهم وسفرائهم الى جانب المرشح امين الجميل !

ألم تسانده عائلة الجميل العريقة والعتيقة  وحزب الكتائب الطليعي والاول في الاحزاب اللبنانية وتاريخ أجداده المجيد !

ألم يدعمه انه كان نائبا ابا عن جد وأب وأخ وابن ، ورئيسا سابقاً للجمهورية اللبنانية !

ألم يحشد سمير جعجع وقواته اللبنانية  ودوري شمعون وحزبه الوطنيين الأحرار أنصارهم ! 

ألم يسانده فريق 14أذار وشباط وربما نيسان وقرنة شهوان والبطريركية المارونية !

ألم تسانده السلطة السابقة بحكومتها ورئيسها ووزرائها ونوابها الاكثرية وامنها الداخلي والمجلس الدستوري ورجال القانون والقضاة والمحامين ورؤوساء الاقلام والاساتذة !

ألم يسانده وليد جنبلاط  وحزبه وجبله !

ألم يتدخل السفير الاميركي فيلتمان نفسه، بطلب تقليص الفارق بعد تأكده من فوز مرشح عون من نتائج الفرز باتصال مباشر مع أحد قضاة سرايا الجديدة وتاخير اعلان النتيجة رغم اعلان وزارة الداخلية اللبنانية بفوز المرشح الدكتور كميل خوري فجر الاثنين في 5 آب 2007!

ألم تلغ بعض الصناديق وشطب واخفاء بعض اوراق الاقتراع، وتضييق رسمي من قبل الدولة واعتداءات على المكاتب والمواطنين، سبقها حجب تسليم بطاقات انتخابية وتصاريح مندوبية وتأخير تسليم مستندات مطلوبة للماكينة

الانتخابية واعطاء لوائح شطب مغلوطة ومنقوصة خاصة بعون لمنعها من التصويت والتشويش عليه !

ألم تسانده أكثر من 20 وحدة أعلامية عالمية مرئية ومسموعة وخطية وفاكسية وانترنتية !

خسر النائب والوزير والرئيس أمين الجميل  وستة ألقاب أخرى في عقر داره وفي عز قوته وشبابه ، ابن الزعيم المرحوم بيار ولم يشفع له موقعه ولا تاريخه ولا حزبه ولا استغلال دم ولده ولا عاطفة المجيشين الطائفيين ، امام المواطن العادي والمرشح لأول مرة على الانتخابات السيد كميل خوري.

ها هي نفس الابواق والاشخاص المزيفة التي تهول اليوم  على العماد ، انها جمعت وتحضرت وتهيأت لمعركتها في الانتخابات برئاسة ميشال سيسون التي تطلب وتعد تفاصيل انتخابية دقيقة لتدخل أنفها الطويل في مكان لا يليق بها

فأنصحكم ، لا تجازفوا وتغامروا مع الحق المنتصر أبدا …

فالعماد اليوم غير العماد في 2005 ،وليس وحده في الميدان فمعه أسود ليوث أبطال أشاوس ، معه حزب الله وحركة أمل والحزب القومي والبعثي والاشتركي  والتوحيد والمردة والديمقراطي والطاشناق و …. 

وهو الذي يستند على وطنيته وتاريخه وكفه النظيف ورصيده الشعبي الذي أحبه لصدقيته وقدسيته ، رافضا كل الاغراءات والوعود التي أقلّها من بوش نفسه عبر رايس عبر قنوات خاصة جدا أنه رئيسا للجمهورية اللبنانية شرط قبوله فك تحالفه مع حزب الله فقط وينزل عليه دعم وموازنة شيراك والعرب والحريري الابن وكل قوى الهيمنة والعولمة العسكرية والمالية وربما الشعبية ، كيف ولا وهو اليوم صديقا فوق العادة لسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، يستند الى جبل شامخ لن تطاله الا الشمس والشرفاء لا تهزه الرياح وتحتمي وتلوذ بين أقدامه وصخوره  كل الفئران الصغيرة المذعورة عند اشتداد المعارك مع صانعتهم اسرائيل الارهابية صاحبة الجيش الذي قهر وهوالذي صنع تاريخه بعرق جبينه ناصعا  ابيضا كبياض الثلج على قمة جبله الأشم الأغر بزيارته التاريخية للجمهورية الاسلامية في ايران بدعوة رسمية منها بدون اذن من عوكر او عنجر يقابل فيها كبار لمسؤولين الايرانيين ، وهو الذي أقام سلام الشجعان والابطال مفروشا بالسجاد الاحمر مستقبلا استقبال الرؤوساء في سوريا العرين ،  متباهيا بوثيقة التفاهم بقناعاته وحريته مع حزب الله الصنديد والمتحالف مع مقاومته تحالف قوة لبنان

بمقاومته وليس بضعفه … عدا المفاجآت التي يحتفظ بها التيار الوطني الحر لنفسه ووعد بها الجنرال لمحبيه.

هكذا تعرف الرجال الرجال من الاقزام الاقزام وأشباه وأنصاف الرجال وصدق أمير المؤمنين علي عليه السلام حين قال  يعرف الرجل في ثلاثة مواضع:

عند المصيبة

وعند توليه المسؤولية او السلطة

وعند امتلاكه المال

وقد توفرت لعون مجتمعة هذه الشروط ورفض التبعية والذل والعبودية للآخرين وخرج منتصرا رافعا رأسه عاليا غير نادم مرتاح البال والضمير ولم يصافح ويضع يده بيد  الخونة  او بائعي الاوطان.

اما الزبد فيذهب جفاء واما الذي ينفع الناس فيمكث في الارض.