
مشاركة:
لنتوجه للاستفتاء على الطروحات السياسية التي تحملها المعارضة لحكم لبنان
اكد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير
السابق وئام وهاب في ندوة سياسية القاها في بلدة معروب في قضاء صور، في حضور حشد من فاعليات واهل المنطقة، على ان لبنان والمنطقة اليوم "على ابواب مرحلة هامة ومصيرية"، معتبرا ان "ليس فقط الانتخابات النيابية هي التي تؤكد على مصيرية هذه المرحلة واهميتها، بل كل ما يجري اليوم في لبنان والمنطقة".
وقال: "بعد 4 سنوات من المواجهات والصراع السياسي القاسي الذي عانى منه لبنان والمنطقة، نحن اليوم امام مرحلة جديدة. السنوات الاربع الماضية كانت تحمل عناوين، مختلفة عن العناوين التي ستحملها السنوات القادمة. ففي السنوات الماضية كانت عناوين المرحلة تتركز على الآتي: محاولة سيطرة كاملة على السلطة في لبنان، محاولة انهاء المقاومة و ما اسموه نزع سلاح المقاومة، محاولة بناء شرق اوسط جديد لم يخفيه احد من المسؤولين الاميركيين، ولم تخجل رايس من الاعلان خلال زيارتها الى تل ابيب خلال حرب تموز، بان هذه الحرب سترسم الشرق الاوسط الجديد".
تابع: "خلال الاربع السنوات الماضية طبعا حاول الاميركيون الذين فشلت خطتهم في العراق، الانتقال الى الساحة اللبنانية علهم يحققون نصرا ما. وكان لهذا النصر عدة عناوين، ولكن العنوان الابرز كان القضاء على المقاومة في لبنان التي شكلت امامهم العقبة الاساسية في كل المنطقة، وقد ظهر بعد حرب غزة الاخيرة بان حرب تموز لم تكن استثناءا في الصراع العربي الاسرائيلي، لا بل شكلت القاعدة، واصبح الانتصار العربي في الحرب هو القاعدة وليس الاستثناء بعد ان كان الانتصار العربي في اي حرب طيلة ال40 او50 عاما مجرد سراب".
اضاف: "الآن بعد اربع سنوات من هذه المحاولات خرجت المقاومة من هذا الصراع اقوى مما كانت، والقوى الوطنية اللبنانية وقوى الممانعة العربية والمواجهة الاسلامية في كل المنطقة، انتقلت اليوم من مرحلة التفكير بكيفية اسقاط الشرق الاوسط الجديد الى مرحلة جديدة اساسها كيفية بناء المشرق العربي الجديد. وهذا يجب ان يكون شعار المرحلة المقبلة. اليوم المشروع الاميركي في المنطقة متعثر، مشروع جورج بوش انتهى واوباما غير قادر على الاستمرار في مشروع بوش. فحروب الاخير، خاصة في افغانستان والعراق انعكست سلبا على الداخل الاميركي واقتصاده، وها هي اميركا اليوم تتخبط في ازمة اقتصادية انعكست على كل العالم وهي مستمرة على الاقل لسنتين او 3 سنوات كما يتوقع محللون اقتصاديون. واذا كانت هذه الازمة مستمرة والاميركي عاجز عن تحقيق شيئ، فطبعا الحرب ضد سوريا وايران اصبحت شبه مستحيلة".
وقال وهاب: "امام هذا الواقع نكون قد دخلنا مرحلة جديدة. فالدول العربية التي كانت تتآمر علينا خلال الحرب تموز، وغطت العدوان على غزة مؤخرا، هذه الدول العربية ستحاول مع سقوط مشروع بوش وعجز اوباما عن الاكمال به، تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الادارة الامريكية خلال حربي تموز وغزة".
وعلى صعيد التضامن العربي او التقارب العربي وانعكاسه على العلاقات بين سوريا وايران، اعتبر وهاب ان "من يفكر ان العلاقات السورية الايرانية ستتأثر يكون سخيفا وتافها، فسوريا التي تآمر عليها الجميع خلال السنوات الماضية، بقيت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانبها. كذلك ايران في محاولة ضرب الثورة الاسلامية عند بدايتها، بقيت سوريا الوحيدة الى جانبها".
اضاف: "العلاقة بين سوريا وايران اعمق من بعض التفاهات التي تسمعون عنها في الاعلام. ان فك التحالف السوري الايراني هو شرط ضروري للتقارب بين سوريا وبعض الانظمة العربية، او هو شرط ضروري لعودة سوريا الى الحضن العربي، اي حضن عربي؟ سوريا موجودة اصلا في الموقع العربي عندما كانت معظم الدول العربية في الموقع الاميركي. وعندما فشل المشروع الاميركي، ها انتم اليوم تعودون الى سوريا. انا اعتقد انه لم يصل الى نتيجة اذا كان هذا العنوان الذي ستخوضون فيه المفاوضات مع سوريا او مع مشروع الممانعة في هذا الوطن العربي. سوريا لن تتخلى عن المقاومة اللبنانية وحماس. منذ اربع او خمس سنوات عندما احتاح الاميركيون العراق واتوا الى سوريا ووضعوا شروطهم والتي تضمنت طرد حماس من الاراضي السورية والتوقف عن دعم المقاومة اللبنانية، كان الجواب السوري واضحا في ذلك الوقت، "ما لم تأخذوه خلال العدوان على العراق منذ خمس سنوات هل تعتقدون انكم ستأخذوه اليوم من سوريا؟!".
تابع وهاب: "اتمنى ان لا يكون البعض حالما في موضوع العلاقات الايرانية السورية او العلاقات السورية مع محور المقاومة في لبنان وفلسطين. والعلاقات العربية العربية لها شروطها. نحن مع تمتين هذه العلاقات ولكن شرط عدم تكرار ما حصل معنا خلال حرب تموز وغزة من حصار عربي، ومن موقف سياسي عربي اشد وطأة علينا من الموقف الاسرائيلي. وهذه الاجتماعات العربية قد تؤدي الى نتيجة اذا اعاد بعض العرب تصويب خياراتهم واتجاهاتهم واعادوا تصويب البوصلة الى فلسطين، قضية العرب الاساسية. يجب ان نتفق على هذا الموضوع، ويجب ان يعلم الجميع ان ما حصل في اسرائيل مؤخرا هو السلام الذي يريدونه، وهذا هو الجواب على المبادرة العربية المطروحة على الطاولة منذ خمس سنوات".
وقال: "المقاومة هي الخيار الوحيد الذي حقق توازن رعب واعطى للبنان قوة ومنعة بعد كل تجارب المفاوضات الفاشلة".
وعن مؤتمر قوى 14 آذار في البيال سأل وهاب: "اذا كانوا يريدون 7 حزيران مرحلة للعبور الى بناء الدولة الحرة السيدة المستقلة (كما يقولون)، هل يمكن ان يكون هناك فريق سيادي يعقد مؤتمر لخوض الانتخابات ويطرح برنامجه ويكون السفير الاميركي في مقدمة الحضور يرعى هذا المؤتمر ويتحدث عن السيادة؟ انتم الذين تتحدثون عن العبور للدولة هل نسيتم من ضرب وانهى الدولة في لبنان؟ هؤلاء الموجودون في الصف الاول للمؤتمر الذي تحدث "عن العبور للدولة"، نصفهم هشم الدولة وضرب جيشها ومؤسساتها والنصف الآخر نهب اموالها واغرقها في في الديون! عن اية دولة يتحدثون، دولة الامير! دولة الشيخ؟ دولة العائلة؟ دولة الضريح؟ اي دولة يريدون، دولة المزرعة؟"، مؤكدا "عدم وجود دولة المزارع بعد 7 حزيران وبأن المعارضة اذا رعت الانتخابات، ستعطي نموذجا للدولة التي نريد، كما وعد السيد حسن نصر الله فاللبنانيون يريدون دولة تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمالية. والمعارضة بصراحة لا معنى لها اذا لم يكن لديها مشروع واضح للتغيير".
واضاف وهاب: "الانتخابات ليست واحدة في كل المناطق، هناك مناطق وبالتحديد الجنوب يجب ان تكون الانتخابات فيها استفتاء على المقاومة لأن استهدافها لم يخرج بعد الى دائرة الضوء رغم ان هذا الامر اصبح اكثر صعوبة عليهم. ولكن انتم تعرفون ان المشروع الاساسي هو استهداف المقاومة، اكثر من الحديث عن تسليح الجيش. نحن مع تسليح الجيش ولكننا نعلم انهم حتى لو اتوا بكل السلاح للجيش اللبناني، هذا الجيش لا يمكن ان يتحول الى مقاومة. نحن مع الجيش والمقاومة، فهما واحد والتنسيق قائم في ما بينهما. وانا لا افهم هذا العدو المتآمر كيف يمكن ان نتعاطى ونعيش معه ونتحاور معه؟ في اسرائيل الامور تذهب باتجاه اليمين، سمير جعجع يعد لنا استراتيجية دفاعية. كيف يمكن ان نطمئن ان شريكنا في الوطن يعمل لحماية لبنان وليس للتآمر عليه؟"
تابع: "في الجنوب وبعض مناطق البقاع، يجب ان يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع للاستفتاء على المقاومة وسلاحها وتعزيزها وتطويرها. في مناطق اخرى هناك معارك حقيقة ستحصل، والمعركة الاساسية ستكون ضد الجنرال عون الذي يستهدف لعدة اسباب وبالأخص تحالفه مع حزب الله. البعض يعتقد انه ان هزم العماد عون مسيحيا لن يعود لحزب الله والمقاومة تغطية مسيحية وتحشر في الزاوية لانها مقاومة من لون واحد وطائفة واحدة، وعندها تبدأ المعركة! هذا هو الاستهداف الاساسي لذلك كل المعارضة ستقف الى جانب العماد عون وستقوم بكل ما يعزز وضعه نظراً لأهمية الموقع الوطني الذي يجسده هذا الرأي".
وقال: "ولكن المعركة الاساس ستكون في عدد من الاقضية وعلى ضوئها ستحدد الاكثرية والاقلية. كل الاحصاءات والدراسات تقول ان المعارضة ستربح المعركة بحدود 70 مقعدا. اما اذا استمر الوضع على حاله في بعض الاقضية واستمرت عملية شراء الاصوات والضمائر كما الحال اليوم، فأن المعارضة ستتعاطى مع اي انتخابات يمكن ان يتم ربحها بالتزوير المالي، كانتخابات مزورة. وليتأكدوا ان الاربع سنوات الآتية ستكون اقسى بكثير من ال4 سنوات الماضية. لن نسمح لهذه العصابة التي شاهدتم كرنفالها في البيال بالأمس ان تحكم اليوم. وبعد ان انهزمت كل القوى التي تقف وراءها في كل المنطقة، ما زالت تستخدم في لبنان التحريض المذهبي لتخويف الناس".
وعن موضوع المحكمة الدولية قال وهاب: "استعجلوا واعلنوا قيام المحكمة، لأنهم يحملون عدة اوراق. الورقة الاولى ربح الانتخابات النيابية. واذا فشلت هذه الورقة هناك ورقة اخرى سيخروجنها لنا وهي المحكمة الدولية. وانا قلتها قبل ايام بأنني لا اثق بالتحقيق الدولي لأنه منحاز وسينتهي كما حصل في السودان، التي تملك ثروات هائلة. لذلك احيكت مؤامرة للرئيس السوداني عمر البشير لخلق تناحر ودويلات وحروب مستمرة وان لا يكون هناك دولة مركزية قوية. قرار المحكمة الدولية حضر قبل استشهاد رفيق الحريري. لماذا اعلنوا عن قيامها بهذه العجلة، حتى قاعتها لم تجهز بعد. هم مستعجلون لان المفاوضات الاميركية السورية بدأت وهم يريدون ممارسة ضغط على السوريين بهذا الموضوع. وهذا قرار محضر سلفا، وعلى ضوء هذه المفاوضات يقرر "النصاب" ميليس القرار الاتهامي الموجود لديه. هناك ثلاث اشخاص توقفوا ثلاث سنوات ونصف ونجهل جميع اسباب توقيفهم كما اسباب اطلاق سراحهم، وهناك اربع ضباط موقوفون لم توجه التهمة لهم. هذه المحكمة الدولية اذا استمر التعاطي معها على هذا الشكل ستحدث مشكلة كبيرة لا تنتهي".
وتابع: "ربحوا الانتخابات في المرة الماضية، واعطيناهم اياها تحت سيف مسلط وهو اسشهاد رفيق الحريري، كي لا نخسر لبنان. حاليا هذا ما يفعلونه في موضوع المحكمة. وفقا لحساباتهم، اما يربحون الانتخابات واما يوزعون التهم يمينا ويسارا في ظل وجود قرار دولي فاقد للضمير وامم متحدة ليس لها اخلاق ولا ضمير، كما هناك مجلس امن مثلها لم يتحرك يوما بقضية محقة! نحن مع معرفة قاتل رفيق الحريري، لكن هل العدالة الدولية محصورة بمن قتل رفيق الحريري؟ ماذا عن دماء 1500 شهيد استشهدوا في 22 يوما في فلسطين وشهداء حرب تموز؟ لماذا لم تتحرك العدالة الدولة يومها؟ هذه العدالة مزورة سلفا وكل ما يصدر عنها مزور لان بلمار اصلا اتى بمهمة تزوير الحقائق في لبنان. فلا يمكن للأميركيين ان يختاروا قاضيا للمحكمة الا اذا كان قد باع ضميره سلفا، وبلمار حقا باع ضميره حتى اتوا به مدعي عام الى هذه المحكمة".
اضاف: "في السنوات الاربع الماضية، ثبت لنا ان الامساك بالسلطة ممكن ان يوفر علينا الكثير، فنحن في ال2006 لو كانت السلطة بيدنا ما كانت اسرائيل تجرأت على شن حرب دون حليف داخلي في لبنان، فكلنا تابعنا الاعلام الاسرائيلي الذي كشف عن اعتماد العدو على حكومة فؤاد السنيورة وما قد تفعله. هذه السنوات اثبتت ان الامساك بالسلطة ضروري لحماية المقاومة والناس.
صحيح انه من الطبيعي في اي دولة تحترم شعبها ان يكون هناك اكثرية تحكم واقلية تعارض، لكن هذه الاكثرية لا تستطيع ان تستخدم مكتب المعلومات او قضاة صغار النفوس لتعتدي على كرامات الناس، والادارة لتبتز خصومها، والدولة ومالها للانتصار على خصومها! ولا تلاقي هذه الدولة اسرائيل عند منتصف الطريق في حرب تموز، بعد ان فشلت في تنفيذ الخطة التي اتت اصلاً الى السلطة من اجلها وهي نزع سلاح المقاومة! لذلك طالبنا بالثلث المعطل الذي رغم وجوده حاولت تمرير الامور كما حصل في التشكيلات القضائية مؤخرا والآن في موضوع التنصت".
وختم وهاب: "هذه التطورات التي تحصل اليوم في المنطقة والتي تصب في مصلحة منطقنا ومحورنا الممانع لا بد ان تنعكس على لبنان مهما حاولوا تأخيرها، خاصة ان لدى فريق 14 آذار طموحات في التعويض على الخسائر الخارجية عبر ربح الانتخابات. لذلك المطلوب منا كمعارضة ان نتهيأ للمرحلة المقبلة وان نعتبر الانتخابات محطة اساسية، لان من سيحكم لبنان خلال الاربع سنوات المقبلة يمكن ان يغير الكثير من الامور على الساحة وفي التركيبة اللبنانية. لذلك الانتخابات النيابية محطة مفصلية واساسية. فلنتوجه كلنا اليها للاستفتاء على الطروحات السياسية التي تحملها المعارضة لحكم لبنان".