الحوار مع حزب الله.. انعطافة بريطانية ورفض اميركي

مشاركة:

فَتحت الدعوة البريطانية للحوار مع حزب الكوة في جدار إحكام الحصار عليه، مما طرح تساؤلا عن امكانية اجراء حوار كهذا مع بريطانيا والعالم الغربي بشكل

 عام ، بالتزامن مع رفض الولايات المتحدة التام ان تحذو حذو انكلترا في العلاقة مع حزب الله.

 

فقد شكلت المبادرة البريطانية للحوار مع حزب الله موضع اهتمام المراقبين والمحللين على اكثر من صعيد خصوصا وان بريطانيا كانت قد وضعت مؤخرا الجناح المسلح للحزب على قائمة الارهاب.

 

حزب الله رحب بالمبادرة ولم يخف اهتمامه بها، هذا الترحيب جاء على لسان مسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب ابراهيم الموسوي الذي اعتبر ان "هذا الانفتاح البريطاني او الكلام عن اعادة العلاقات والحوار مع حزب الله هو خطوة في الاتجاه الصحيح وحزب الله سيرى كيف سيترجم هذا القرار على المستوى العملي".

 

ويرى بعض المحللين ان هذه الانعطافة البريطانية تأتي في ظل الشعور بان مرحلة جديدة قد بدأت في المنطقة منذ تولي باراك اوباما للرئاسة في الولايات المتحدة.

 

ومن جهته اشار المحلل السياسي  سركيس نعوم ان "بريطانيا شعرت ان هناك مرحلة جديدة في العالم العربي والاسلامي وفي الشرق الاوسط قد بدأت، وعنوان البداية كان وصول باراك اوباما الى الرئاسة الامريكية الذي وعد بإجراء تغيرات كثيرة ليس في الاهداف والمصالح الحيوية والاستراتيجية الاميركية ولكنه في طريقة تحقيقها وبالتالي طريقة التعاطي مع العالم".

 

وعلى عكس الموقف الانكليزي المرن جددت واشنطن شروطها للحوار وعلى رأسها الاعتراف بحق "اسرائيل" بالوجود الا انه ورغم  ذلك يرى البعض ان مجرد فكرة الحوار مع الحزب تشكل سابقة من الدولة التي لطالما وضعته على رأس الارهاب العالمي.

 

ورأى نعوم انه "مجرد ان تقول امريكا انها لن تحاور حزب الله الا اذا اقدم على كذا كذا، هذا يعني انه في خلفية العقل الامريكي امكانية الحوار بدأت تتوافر ولكن ظروف هذا الحوار تبقى مرتبطة بعوامل كثيرة وتطورات مرتقبة".

 

الا أن حزب الله يرى في القضية الفلسطينية مدخلا الزاميا لاي حوار مع الولايات المتحدة.

  

وفي هذا السياق لفت الموسوي انه "يجب ان ننظر ما اذا كانت الادارة الامريكية مستعدة لان ترى ان هناك شعب فلسطيني مظلوم ومحتل وما اذا كان لديه الحق في استعادة حقوقه واراضيه".

 

المبادرة البريطانية التي لم تترجم بعد  الى خطوات عملية  ينظر اليها بكثير من الجدية والحذر في وقت تتواصل فيه مؤشرات التغيير في المنطقة وفي اكثر من اتجاه.