مشاركة:
مَن يستمعُ الى الموفدِ الاميركي جيفري فيلتمان وهو يتحدثُ عن التعاونِ السوري والمحادثاتِ البناءةِ التي اجراها في دمشقَ والدورِ المهمِ الذي يمكنُ
ان تلعبَه في المنطقة ، قد يشككُ في لحظةٍ من اللحظات انه هو نفسُه جيفري فيلتمان الذي قاد فريقَ الرابعَ عشرَ من اذارَ في لبنانَ خلالَ السنواتِ الماضية الى المواجهةِ القصوى مع سوريا ومعَ الجزءِ الاكبرِ من اللبنانيينَ قبل ان يتركَهم في منتصفِ المعركةِ لمصيرهم المجهولِ ويذهبَ هو لدورٍ جديدٍ اُوكلَ اليه .
في عهدِ بوش كانت مواجهةُ سوريا في صلبِ المشروعِ الاميركي فكانَ لا بدَ من ادواتٍ وُجِدَ منها في لبنانَ الكثير ، وفي عهدِ اوباما باتَ الانفتاحُ على سوريا هو اساسَ المشروعِ الاميركي في المنطقة وبالتالي لم يعد من نفعٍ لهذهِ الادوات .
واللافتُ انَ المتغيراتِ تتسارعُ اكثرَ مما هو متوقعٌ من الانفتاحِ الاميركي على سوريا وايرانَ الى الانفتاحِ البريطاني على حزبِ الله الى عودةِ العلاقاتِ السوريةِ السعوديةِ الى استقالةِ حكومةِ سلام فياض اليومَ تمهيداً لتشكيلِ حكومةٍ فلسطينيةٍ وطنيةٍ وما تحملُه من دلالاتٍ ليس اقلَها الاعترافُ بحركةِ حماس كلاعبٍ لا يمكنُ تجاهلُه على الساحةِ الفلسطينية .
اما داخلياً فيبدو ان اقرارَ التشكيلاتِ القضائيةِ بالاسلوبِ والشكلِ الذي حصلَ سوفَ يُدخلُ البلادَ في سجالٍ سياسيٍ جديدٍ لا سيما انها حملت في طياتِها مناقلاتٍ عقابيةً لبعضِ القضاةِ مقابلَ مكافأةِ البعضِ الاخرِ بعدما سُجِلَ إقصاءُ قضاةٍ عن ملفاتٍ هامةٍ واخرين عن مواقعَ اساسية .