حقيقة مقتل خالد الطعيمي، اين، متى .. ولماذا اخفيت الحقيقة ؟!!

مشاركة:

أدى رئيس كتلة ‘ المستقبل’ النيابية اللبنانية النائب سعد الحريري صلاة الجمعة في مسجد سعدنايل في البقاع شرقي لبنان. ثم توجه الى بلدة

الفاعور حيث قدم التعازي بالشهيد المغدور خالد الطعيمي ، وتأتي هذه الزيارة في وقت تكشفت الوقائع الحقيقية لمقتل الشاب خالد محمود طعيمي وهو ما طرح تساؤلات عن اسباب اخفاء الحقيقة واتهام المعارضة اللبنانية بالقتل وما كان يمكن ان يؤدي ذلك من تداعيات.

فما إن أُعلنت وفاة الشاب خالد محمود الطعيمي نتيجة احتقان دموي في منطقة الورك الأيمن بسبب كدمات بآلات حادة أدت إلى جلطة رئوية مساء الثالث والعشرين من شهر شباط/فبراير بحسب تقرير الطبيب الشرعي، حتى سارع المستقبل قيادة وتياراً وإعلاماً إلى تبنيه، فنعاه النائب سعد الحريري شهيداً التحق بقافلة شهداء مسيرة الحرية والاستقلال، وأقام تيار المستقبل في المسجد الكبير في باريس الصلاة عن روحه.  واستنكر فريق 14 آذار هذا الاعتداء وأدرج اسمه ضمن أسماء شهداء ثورة الأرز. ولم يخل تصريح لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع من المطالبة بتكثيف الجهود للقبض على قتلة طعيمي. وأرسل النائب وليد جنبلاط ممثلاً عنه لتقديم العزاء. وزار مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الإسلام الشهال، للمرة الأولى، منطقة البقاع لتقديم واجب التعزية، واعتبر أن أهل السنّة ليسوا مكسر عصا ولا يمكن أن تكسر شوكتهم. أما عائلة الطعيمي فقد قطعت الطرقات وطالبت بالثأر.

تحركت الأجهزة الأمنية والقضائية وفتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الوفاة وتطويق ذيولها. كما أنها توقفت عند تصريحات الوالد محمود الطعيمي الذي قال إن ولده لم يطلعه على جراحه ولم يخبره بالحادث لأن كرامته واعتداده بنفسه لم تسمحا له بأن يكشف له بأنه أُهين وضُرب، وعلى الرغم من الجراح المزعومة لم يصحبه للمستشفى إلا بعد يومين. فأوقفت الأجهزة الأمنية سائق الفان الذي كان يعمل الطعيمي معاوناً له… وهنا المفاجأة.

فبحسب معلومات خاصة بالمنار فإن سائق الفان اقر في إفادته أمام الأجهزة الأمنية إنه في الخامس عشر من شباط/فبراير الماضي كان متوجهاً من بيروت إلى البقاع، وبسبب تخوفه من وجود تجمعات للمعارضة على الطريق رفع صورة أحد قادة المعارضة على الفان ولدى وصوله إلى بحمدون في الجبل التي كانت مشتعلة بالأحداث الأمنية على خلفية وفاة لطفي زين الدين، فإن شباناً غاضبين انهالوا على الطعيمي بالضرب المبرح  من دون معرفة انتمائه السياسي أو المذهبي. وهنا تكشفت ثلاث حقائق هي: إن الطعيمي لم يتعرض للضرب في الرابع عشر من شباط/فبراير، بل في الخامس عشر منه، وليس في مارمخايل أو غاليري سمعان شرقي العاصمة بيروت بل في بحمدون، وأن الجهة التي ضربته ليست معارِضة بل موالية.

توقيف سائق الفان لدى أحد الأجهزة الأمنية في البقاع أثار ثائرة عشيرته التي هددت أحد التيارات السياسية الرئيسة في فريق 14 آذار بكشف الحقيقة أمام وسائل الإعلام، وهي ما جاء في افادة ولدها، فسارع فريق 14 شباط لطمسها. واتصل أحد أقطاب الموالاة بمدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، الذي هرع للاتصال بالنائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي عمر حمزة ولامه على هذا التصرف فبادر من جهته إلى الاتصال بالجهاز الأمني الذي أوقف السائق وأطلق سراحه. وطلب إحالة القضية إلى جبل لبنان لوضع منطقة مار مخايل – كاليري سمعان في دائرة الاتهام وكذلك المعارضة.

وأمام تكشف هذه الحقائق فإن أسئلة كثيرة تطرح حول الكثير من المزاعم التي يطلقها فريق "14 آذار" ويثيرها إعلامياً، وحول مدى جدية هذا الفريق في معرفة الحقيقة، وليس طمرها وتشويهها.