
مشاركة:
هذا الكلام لم يصدر عن المحكمة الدولية في لاهاي عشية انشائها بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني المغفور له الرئيس رفيق الحريري
وبذلك نال الحريري أرفع درجات الحياة والخلود في الدنيا والآخرة معا وهي الموت شهيدا في سبيل الله دفاعا عن القضية والوطن والشرف والنصر والكرامة، وليس بسبب الخيانة والغدر والتواطؤ والتآمر ، ولم يمت قتلا بسبب زعامة أو مال او سلطة او مافيا هو ليس بحاجة لهم جميعا.
والقصة بدأت في العام 2000 أي بعد انتصار المقاومة الاسلامية على العدو بتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي بطريقة لم يشهدها النظام الصهيوني بتاريخه ان يهزم ويدحر على يد مجموعة مسلحة صغيرة، وهو الذي ركّع العرب
في غضون ستة أيام فقط وذلك في عهد الرئيسين الكبيرين المقاوم الاول الرئيس اميل لحود والرئيس الدولي المرحوم رفيق الحريري وكل أشراف هذا البلد المظلوم وذلك عبر استغلال الرئيس الحالي للدولة الارهابية شيمون بيريز الصديق الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك جاك شيراك الذي تربط الاخير صداقة عائلية قديمة مع المرحوم رفيق الحريري وهي اقناع الحريري عند كل زيارة عائلية له الى قصر الاليزيه للرئيس شيراك بالتخلص من حزب الله ومقاومته، ورغم الضغوط الكبيرة والهائلة التي مورست عليه وسبّبت للحريري وجعا مؤلما في الرأس وقلقا لا يقدر على النوم معه، اضطر معها لمراجعة طبيبه الخاص واصفا له العلاج والمسكنات دون ان يخبره
ان وجعه نفسي وليس عضوي، وبالتالي لم ينفع الدواء،أبى الحريري العروبي ان يبيع شرفه مقابل صداقة وزعامة عالمية زائلة ، بطريقته المعهودة واللائقة والهادئة مع شيراك وفريقه، وبنفس الوقت فتح الحريري خطوطه العريضة والواضحة والصريحة والقومية والوطنية مع حزب الله، وبالذات مع سماحة السيد حسن نصر الله والتي وصلت مع الحريري انه عندما يشتد عليه الوجع ، يفتح اتصالا هاتفيا خاصا جدا مباشرا مع السيد او يطلب زيارة
عاجلة ، توجت بعلاقة أخوية صادقة تبادل فيها العملاقان الزيارات والهدايا … والتي لو كتبت الحياة للحريري لخرجت المنطقة والامة وليس لبنان فقط بمفاجأة وما بعدها مفاجآت ، وقد ترجمت بوادرها على الارض بعد زيارة الحريري الشهيرة الى سوريا وفتح قنوات اتصال وتعاون مع ايران الداعمة والمساندة للحركات التحررية.
لكن يد الغدر المخابراتية الاميركية الصهيونية الشيراكية الخّدامية الحمادية كشفت المخطط وكانت بالمرصاد وشهد ما شهد العالم من أحداث مدروسة وخريطة جديدة للمنطقة بدءا من أحداث 11 أيلول 2001 ومرورا بأفغانستان واحتلال العراق 2003 وسيناريو اغتيال مروان حمادة وغيره في العام 2004 الى اغتيال الشهيد رفيق الحريري 2005 وخروج قوات الردع العربية السورية من لبنان وحرب تموز 2006 والشرق الاوسط الجديد ومحاولة
ازالة غزة من الوجود وفتح ملفات المنطقة كلها ووضعها على طاولة البحث الاسرائيلية.
كل ذلك يكشف عن مدى فهم الصهاينة العميق والمؤثر للعلاقة ما بين الحريري الدولي وحزب الله القوي ، وتأثيراتها على النظام العالمي وخصوصا على وجود الصهاينة وبقائهم في المنطقة.
ويعزز هذا المخطط تغيير المحقق الاول في جريمة اغتيال الحريري السيد بيتر فيتز جيرالد الايرلندي الجنسية على جناح السرعة بسبب عدم قبوله الملفات المجهزة مسبقا عن اتهام سوريا بالجريمة عبر الثلاثي الشهير في سوريا عبد الحليم خدام وغازي كنعان بمساعدة أطراف لبنانية كثيرة أشهرها مروان حمادة وذلك بطلب صهيوني وأمر اميركي وضغط فرنسي ونقل الملف الى المدعو ديتليف ميليس الالماني الجنسية المقرب والممول من الرئيس شيراك شخصيا الذي أدى تقريره الى خضة عالمية كادت تطيح بمصداقية مجلس الامن عبر روسيا وايران وللستر على الفضيحة الدولية سارعت أميركا بقبول القاضي سيرج براميرتس البلجيكي الاصل الى تسلمه الملف والذي عمل تكتمه ودليله المنطقي ونقض كل تحقيقات زميله السابق المزيفة وشهاداته المزورة من محمد زهير الصدّيق
وهسام هسام وغيرهم الى عودة الملف الى مجراه الحقيقي لتتضح الصورة ان وراء الجريمة وأحد أدواتها التنفيذية أصابع سلفية معروفة الانتماء في المنطقة.
فهل تنجح أمريكا بمونتها على العالم كله وهيمنتها على مجلس الامن وقدرتها وحجمها الهائل ان تقدر على تسييس قرار القاضي دانيال بلمار الكندي او تغيير مسار الحقيقة عن الجريمة وخصوصا ان خطوط ويد وكلمة اميركا اكثر
سمعا وأسرع وصولا وتأثيرا على الزعماء والمسؤولين في مجلس الامن من غيرها من الدول الصغيرة التي تملك الحقيقة ولا تملك الواسطة، مجنون من يصدق ان في هذا العالم عدالة ، فلا عدل ولا عدالة الا عنده تبارك وتعالى
، وهو الذي لا يظلم ولا يظلم عنده أحد.
فهل يعلم مدّعي الحرية والسيادة والاستقلال ان الخاسر الاكبر باغتيال الكبير رفيق الحريري هو حزب الله وسوريا وكل قوى المقاومة والتحرير، والمستفيد اسرائيل وأصحاب الضمائر التي تشترى بدراهم بخسة.
وهل يعلم صغار القوم ان قاتل الشهيد رفيق الحريري هي وطنيته وعروبته واسلامه ومقاومته بسبب خيانتهم وغدرهم.
وهل يعلم حاملي دمه للانتخابات النيابية اللبنانية انهم يقتلونه مرة ثانية ويقضون على خطه ونهجه المقاوم والاعماري بتسييس اغتياله والتستر على المجرمين واخفاء الحقيقة.
رحم الله رفيق الحريري يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ويوم يشهد بنفسه على قتلته.
ولا يظلم ربك أحدا