
مشاركة:
اكد الامام السيد علي الخامنئي أن ‘فلسطين لاتزال قضية المسلمين الاولى’ و هو ما برهنته الاحداث
الهامة التي وقعت خلال الفترة الاخيرة و التي جعلت آفاق مستقبل القضية الفلسطينية أكثر وضوحا، و ألقت مزيدا من الأضواء علي مسؤولياتنا تجاه هذه القضية. وأشار سماحته الى أن إنقاذ فلسطين لن يتحقق من خلال الاستجداء من الأمم المتحدة أو القوى المسيطرة و لا من الكيان الغاصب، إنما السبيل إلي الإنقاذ هو الصمود و المقاومة و ذل من خلال توحيد کلمة الفلسطينيين و بالاستعانة بكلمة التوحيد التي تشكل رصيدا لا ينضب للحرکة الجهادية.
وخلال إفتتاح المؤتمر الدولي الرابع لنصرة الشعب الفلسطيني والذي تستضيفه العاصمة الايرانية طهران ، تحت شعار "فلسطين رمز المقاومة وغزة ضحية الإجرام" قال الإمام الخامنئي إن رکيزة هذه المقاومة عبارة عن المجموعات الفلسطينية المجاهدة و أبناء الشعب الفلسطيني المؤمن المقاوم في داخل فلسطين و خارجها من جهة، و الحكومات و الشعوب الإسلامية في أرجاء المعمورة ـ سيما علماء الدين و المثقفون و النخب السياسية و الجامعيون ـ من جهة أخرى. فإذا استقرت هاتان الرکيزتان في مكانهما، فلا شك أن الضمائر الحية و القلوب و العقول التي لم تنطلِ عليها الأحابيل الدعائية للإمبراطورية الإعلامية الاستكارية ـ الصهيونية، ستسارع إلي مناصرة أصحاب الحق و المظلومين في أي مكان من العالم کانوا، و ستجعل الأجهزة الاستكبارية أمام عاصفة هوجاء من الفکر و الإحساس و العمل.
واشار سماحته الى ان اسرائيل منيت بهزيمة نکراء عسکريا و سياسيا أمام المقاومة الإسلامية خلال حربها ضد لبنان عام 2006 والتي استمرت 33 يوما، ثم الفشل المخزي الذي باء به الکيان الصهيوني خلال حربه الإجرامية لمدة 22 يوما ضد الشعب الفلسطيني و الحکومة الفلسطينية الشرعية في غزة. معتبرا ان هذا الکيان الذي کان قد ظهر طيلة عقود عدة کوجه رهيب و کقوة لاتقهر بالاعتماد علي ما لديه من جيش و سلاح و بفعل الدعم الأميرکي السياسي و العسکري؛ نجده قد انهزم مرتين أمام قوى المقاومة التي کانت تقاتل بالاعتماد علي الله و الاستناد إلي جماهير الشعب قبل اعتمادها علي السلاح و العتاد. مؤكدا ان الکيان الصهيوني قد كشف عن واقع انهياره و عن المنحدر الحادّ الذي بات يتدحرج منه إلي الهاوية، کما أثبت عجزه أمام تيار الصحوة الإسلامية الجارف.
الامام الخامنئي قال ان هناك مغالطة کبيرة قد انتابت أذهان بعض المعنيين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و هي أن دولة باسم إسرائيل تمثل واقعا مضي علي عمره ستون عاما، فيجب التصالح و التعايش معه. متسائلا لماذا لايتلقي هؤلاء الدرس من سائر الوقائع الماثلة أمام أعينهم؟ مشيرا الى ان دول البلقان و القوقاز و جنوب غرب آسيا استعادت هويتها الأصلية رغم عيشها ثمانين عاما في غياب الهوية بعد التحول إلي أجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق؟ فلماذا لاتستطيع فلسطين ـ و هي بضعة من جسد العالم الإسلامي ـ أن تستعيد هويتها الإسلامية و العربية مرة أخرى؟ و لماذا لايستطيع شباب فلسـطين وهم من أکثر شباب الأمة العـربية ذکاء و صمودا أن يُغلّبوا إرادتهم علي هذا الواقع الظالم؟ .
واعتبر سماحته ان القول بأن الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب الفلسطيني هو إجراء المباحثات مع الكيان الصهيوني هو مغالطة كبرى لأن هذا الكيان لايؤمن بأي مبدأ سوى مبدأ القوة، متسائلا ماذا جنى أولئك الذين علقوا الأمل علي هذه الألعوبة و الخديعة؟ مشيرا الى ان تعامل الصهاينة مع مسؤولي السلطة الفلسطينية سواء في عهد عرفات أو بعده كان على شكل التعامل مع رؤساء مراکز شرطتهم ممن يتمثل واجبهم في مطاردة و اعتقال المجاهدين الفلسطينيين و تطويقهم استخباراتيا و أمنيا. فکان أن زرعوا بذور العداء بين الفصائل الفلسطينية و حرّضوهم ضد بعضهم.
وتطرق السيد الخامنئي الى موضوع اعمار قطاع غزة، مشيرا الى انه من أهم القضايا الملحة بالنسبة للفلسطين في الوقت الحاضر. و إن حکومة حماس المنتخبة من قبل الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين، و التي تشکل ملحمة مقاومتها في إفشال مخطط الکيان الصهيوني أکبر نقطة مشرقة خلال فترة المائة عام الأخيرة من تأريخ فلسطين، يجب أن تکون هي القاعدة و المرکز لجميع الأنشطة الخاصة بعملية إعادة البناء. و إنه من الجدير أن يقوم الإخوة المصريون بفتح الطرق لوصول المساعدات و التبرعات و أن يسمحوا بأن تقوم الدول و الشعوب المسلمة بواجبها في هذا الشأن.
الإمام الخامنئي اعتبر ان تصريحات الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما والتزامه بلا قيد او شرط حماية امن اسرائيل اي دفاعه عن الارهاب والظلم والتعسف و عن مجازر راح ضحيتها مئات من الرجال و النساء و الأطفال الفلسطينيين خلال 22 يوما، يعني نفس الطريق الخاطئ المسلوك في عهد بوش بالضبط.