موسى بعد الاجتماع الوزاري العربي: العقبات كثيرة لكن المصالحة تسير

مشاركة:

اختتم وزراء الخارجية العرب مساء الثلاثاء في القاهرة اجتماعا في الدورة العادية للمجلس الوزاري للجامعة العربية في افتتاح اجتماعات

 وزراء الخارجية المخصصة للاعداد للقمة العربية المقرر عقدها في الدوحة في 30 اذار/مارس الجاري.

الاجتماع وصف اجواءه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالايجابية الا انه قال ان عقبات كثيرة على طريق انهاء الخلافات العربية لكن المصالحة تسير.

وقال موسى في المؤتمر الصحفي الختامي ان الاجواء الايجابية "لا تعني ان امرا قد حل". وتابع "الجو اصبح اقل توترا واقرب الى الرغبة والنية في التفاهم وهذا هو الطابع الذي طبع اجتماع اليوم،  وقال "كان النقاش بناءً واتفقنا على الاستمرار في بحث هذه الموضوعات الاساسية في الوضع الاقليمي" خلال اجتماع سيعقد قبيل القمة العربية التي ستلتئم في الدوحة في 30 اذار/مارس الجاري.

 واعتبر موسى ردا على سؤال ان "العقبات كثيرة" على طريق انهاء الخلافات العربية "ولكن (عملية) المصالحة تسير". غير انه قال ان "هناك عددا من الخطوات قد تسعدنا جميعا اذا نجحنا في تحقيقها في اطار العلاقات العربية".

وكشف موسى عن اجتماع ضمه الثلاثاء الى مجموعة من الوزراء العرب لم يسمهم موضحا انه تقدم خلال هذا الاجتماع بورقة تم بحثها حول "الاوضاع الاقليمية".

 وتبنى الوزراء العرب قرارا بشان السودان اعربوا فيه عن رفضهم المساس بالرئيس السوداني عمر البشير الذي قد تصدر المحكمة الجنائية الدولية غدا الاربعاء مذكرة توقيف بحقه.

واكد القرار "الرفض التام لجميع محاولات تسييس مبادئ العدالة الدولية وكذلك رفض اي معايير مزدوجة في تطبيق القواعد القانونية الراسخة والمستمدة من القانون الدولي واي محاولات للانتقاص من سيادة الدول ووحدتها وامنها واستقرارها ورموز سيادتها الوطنية".

كما حذر القرار من "الاثار الخطيرة التي تهدد عملية السلام الجارية في السودان من جراء اي قرار قد تصدره الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية في حق فخامة الرئيس عمر البشير".

ودعا الوزراء مجددا مجلس الامن الى الاستفادة من المادة 16 في الاتفاقية المنشئة لمحكمة العدل الدولية والتي تتيح "تاجيل الاجراءات الخاصة بجميع الاحالات المرفوعة الى المحكمة بشان دارفور بما يسمح بتعزيز فرض السلام والعدالة".

وفي قرار حول لبنان رحب الوزراء بانطلاق عمل المحكمة ذات الطابع الدولي واكدوا مجددا على الثقة بعملها بعيدا عن الانتقام والتسييس وبما يضمن احقاق العدالة وحماية اللبنانيين من الاعتداءات وترسيخ الامن في لبنان".

 وكان ودعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال الاجتماع الدول العربية الى وضع "رؤية مشتركة" للتعامل مع ما وصفه "التحدي الايراني" للامن العربي.

وقال الفيصل ان جهود "المصالحة العربية والفلسطينية لن يكرسها ويدعمها الا توفر رؤية موحدة ومشتركة ازاء القضايا ذات المساس المباشر بالامن العربي ومثل النزاع العربي-الاسرائيلي والتعامل مع التحدي الايراني سواء في ما يتعلق بالملف النووي او امن منطقة الخليج او اقحام اطراف خارجية في الشؤون العربية سواء في العراق او فلسطين او في الساحة اللبنانية".

من جهة اخرى قال الفيصل انه "طرأ تحسن ملموس في العلاقات العربية-العربية بما في ذلك الاتصالات الايجابية القائمة بين الرياض ودمشق والتي من شأنها دعم مسيرة المصالحة العربية عموما.

 وفي ما يتعلق بمبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002 قال الفيصل ان "التخلي عن هذه المبادرة في ظل ميزان القوى السائد وطبيعة الواقع العربي المتأزم لن يساعد مطلقا على تحسين هذا الواقع او انهاء تأزمة بل سيمثل الغاء المبادرة نوعا من الحاق الاذى بالنفس في غياب البديل الافضل".

من جهته اكد الامين العام للجامعة العربية انه اجرى اتصالات ايجابية بشان المصالحة العربية خلال الاسابيع الاخيرة.  وقال "يسرني ان انقل اليكم توقعا متفاؤلا بشان ترميم الوضع العربي قبل انعقاد القمة العربية في الدوحة" في 30 اذار/مارس الجاري.

واشار موسى الى ان الجهود من اجل المصالحة بدات في اعقاب الدعوة التي اطلقها العامل السعودي عبد الله بن العزيز من اجل انهاء الانقسام العربي في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت مطلع شباط/فبراير الماضي .

واقترح وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية محمد على الكرتي ان "تحمل الدورة الحالية" للمجلس الوزاري للجامعة العربية التي تتراسها بلاده "شعارا كبيرا هو دورة الوفاق العربي".

 

وكان اعلن مصدر دبلوماسي مصري ان وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا عقدوا اجتماعا ثلاثيا الثلاثاء في القاهرة قبيل بدء اعمال الدورة العادية للمجلس الوزاري للجامعة العربية.وقال المصدر ان الاجتماع بين وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ونظيريه السعودي سعود الفيصل والسوري وليد المعلم "ياتي في اطار تنقية الاجواء العربية وانهاء الانقسامات بين الدول العربية قبل عقد القمة العربية في الدوحة".

وكالة الانباء السورية (سانا) ذكرت ان لجنة مبادرة السلام العربية عقدت اجتماعاً لها في القاهرة برئاسة وليد المعلم وزير الخارجية جرى خلاله البحث في التطورات التي تواجه عملية السلام في المنطقة. وقالت انه تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به لجنة مبادرة السلام العربية وأهمية استمرار جهودها وفقا للإطار السياسي الذي يقوم على أن هذه المبادرة المطروحة لن تبقى على الطاولة طويلا.