مشاركة:
قتل رئيس غينيا بيساو جواو برناردو فييرا صباح اليوم الاثنين على يد عسكريين بعد ساعات من اغتيال رئيس اركان الجيش الجنرال تاغمي نا وايي في
هجوم بقنبلة، حسبما اعلن مسؤول عسكري رفيع المستوى. وقال الكابتن زامورا ايندوتا "قتل الرئيس فييرا بايدي الجيش حين كان يحاول الفرار من منزله الذي هاجمته مجموعة من العسكريين المقربين من قائد أركان الجيش تاغمي نا وايي صباح اليوم الباكر نحو الساعة الرابعة (بالتوقيت المحلي توقيت غرينتش)" مضيفا "حصدته رصاصات اطلقها هؤلاء العسكريون".
واتهم ايندوتا وهو مسؤول العلاقات الخارجية في الجيش رئيس الدولة بانه "كان احد ابرز المسؤولين عن موت تاغمي" قائد الجيش. واضاف "ان البلاد ستنطلق مجددا الآن. لقد عطل هذا الرجل نهضة هذه البلاد الصغيرة".
وفي لشبونة اكد مصدر دبلوماسي برتغالي مقتل رئيس غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة حتى استقلالها في 1974. وندد رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ على الفور بشدة باغتيال رئيس غينيا بيساو، وقال ان الاغتيال يشكل "عملا اجراميا".
وقال السكرتير التنفيذي للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا محمد بن شمباس ان اغتيال رئيس غينيا بيساو "يمثل اغتيالا للديمقراطية". وامضي جواو برناردو فييرا الملقب "نينو" (69 عاما). نحو 23 عاما رئيسا لغينيا بيساو، واعيد انتخابه رئيسا لهذا البلد الواقع غرب افريقيا في 2005. بعد ست سنوات من نهاية حرب اهلية استمرت 11 شهرا (1998-1999) ابعدته عن السلطة.
وكان الجنرال تاغمي رئيس اركان الجيش قضى متأثرا بجروحه مساء الاحد قرابة الساعة 20.00 في اعتداء بقنبلة استهدف مقر قيادة الجيش بحسب رئيس مكتبه اللفتانت كولونيل بوام نهامتشيو، وقال رئيس مكتبه اللفتانت-كولونيل بوام نهامتشيو باكيا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس مساء الأحد "كان الجنرال في مكتبه حين انفجرت القنبلة، واصيب اصابة بالغة وقضى متأثرا بجروحه".
وبحسب احد حراس الجنرال فان القنبلة الشديدة الانفجار وضعت تحت السلم المؤدي الى مكتبه، وقال "حال صعوده اول درجات السلم انفجرت القنبلة". وشهدت الاشهر الاخيرة عداوة متبادلة بين الرئيس ورئيس اركان الجيش.
وفي بداية كانون الثاني/يناير اكد الجنرال تاغمي انه نجا من محاولة اغتيال واتهم انصار الرئيس بالسعي الى "تصفيته". وقال ان جنودا يتولون حراسة مقر الرئاسة اطلقوا النار لدى مرور سيارته امام القصر الرئاسي.
وفي 23 تشرين الثاني/نوفمبر، نفذت مجموعة من العسكريين هجوما ليليا على مقر الرئيس فييرا واوقع الهجوم قتيلين اثنين بين حراسه،وانتقد الرئيس قائد اركان الجيش لعدم تدخله اثناء العملية.
وجمع رئيس الوزراء كارلوس غوميز جينيور الذي تم تعيينه في هذا المنصب اثر الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر رغم خلافاته مع الرئيس، بشكل عاجل مساء الاحد الحكومة وشكل خلية ازمة "لمتابعة الوضع". وتوقفت برامج الاذاعات المحلية بامر من السلطات العسكرية.
وشهد تاريخ غينيا بيساو العديد من المحاولات الانقلابية وحركات العصيان، ومنذ استقلال البلاد في 1974 عن البرتغال يشكل الجيش عماد الدولة في هذا البلد الزراعي الصغير الذي يعد بين افقر دول العالم.